لم يكن تصويت النواب على عدم محاكمة المتهمين في قضية خصخصة “الفوسفات” سوى نهاية للجزء الأول من مسلسل الشركة الطويل؛ فقبل أن تجف دموع النائب أحمد الشقران حسرة على ما حصل تحت القبة، أطلقت هيئة مكافحة الفساد الحلقة الأولى من الجزء الثاني من مسلسل الفساد في الشركة.
حلقات الجزء الثاني من المسلسل تخص مرحلة ما بعد الخصخصة. فقد أحالت “مكافحة الفساد” الى المدعي العام إحدى القضايا المتعلقة بإبرام عقود واتفاقيات الشحن البحري. وقالت الهيئة في بيان لها يوم الخميس الماضي إن شركة “أدمز” التي يملكها رئيس مجلس إدارة “الفوسفات” ورئيسها التنفيذي، كانت تحوز على 70 % من عقود الوكالات البحرية مع مالكي البواخر التي تعمل على تحميل ونقل الفوسفات من ميناء العقبة إلى موانئ الوصول.
اللافت في قضايا الفساد محل التحقيق في الأردن أنها مثل المسلسلات التركية والمكسيكية؛ طويلة ومكونة من عدة أجزاء. لاحظوا مثلا “موارد” و”أمانة عمان”، وأخيرا وليس آخرا “الفوسفات”. لكن الملاحظ أيضا أن “نجوم العمل” وأبطاله لا يتغيرون، تماما مثل تلك المسلسلات.
لم يُكتب للمشاهدين أن يتابعوا حلقات الجزء الأول من مسلسل “خصخصة الفوسفات”؛ فقد تدخل الرقيب وأوقف البث في ليلة عرض الحلقة الأولى، مستغلا بعض الأخطاء التي وقع فيها المخرج. لكن الرقيب فوجئ على ما يبدو بأن الحلقة الأولى من الجزء الثاني “الفوسفات بعد الخصخصة” باتت جاهزة للعرض، وأن الشريط صار في حوزة القضاء، والبطل هذه المرة شخصية من العيار الثقيل.
هل نجح مخرج الجزء الثاني في التحايل على الرقيب وتمرير المسلسل، أم أن الرقيب قرر هذه المرة أن يُظهر قدرا من المرونة والتسامح كي لا يُتهم بالتسلط ومصادرة حقوق المشاهدين؟
الجواب متروك للأيام المقبلة. لكن ماذا عن باقي المسلسلات؟
في مسلسل “موارد”، يواجه تصوير العمل مشكلات فنية كبيرة، وثمة خلافات جدية بين المخرج والمؤلف على بعض فقرات السيناريو. بطل المسلسل سيبقى “موقوفا” عن العمل إلى حين الوصول إلى “تسوية” بين الطرفين.
أما مسلسل “أمانة عمان”، فإن قرارا اتُخذ على ما يبدو بوقف التصوير بعد “الإفراج” عن بطل العمل. لكن ليس من المستبعد تصوير أجزاء جديدة سيكون أبطالها من نجوم الصف الثاني.
في الأثناء، يعكف كتاب سيناريو على كتابة فصول من مسلسلات جديدة، أهمها مسلسل “التحول الاقتصادي الاجتماعي”. غير أن العديد من المختصين يستبعدون أن يرى هذا السيناريو النور، نظرا للكلفة الكبيرة لهذا العمل، وتردد كبار المنتجين عن تمويله، ناهيك عن أن بطل العمل صار مثل الأنبياء والصحابة لا يمكن أن “يقف” أمام كاميرا.
على الجبهة الأخرى، لا يواجه التصوير في مسلسل “الجنرال في زنزانته” أي معوقات. بطل العمل الذي تنهال عليه “أوردرات” التصوير من المخرج لن يكون بوسعه العودة إلى منزله في وقت قريب، خاصة بعد التحاق ممثلين عراقيين بموقع التصوير لتسريع إنجاز المسلسل قبل شهر رمضان.
أخيرا، تجدر الإشارة إلى أن قرارا قد صدر بمنع تصوير مسلسل “أمنية”، بعد سحب السيناريو من يد النواب، رغم أن أبطال العمل وزراء من الوزن الثقيل.