احمد حسن الزعبي – الراي
ما زلت أفتش عنك بين كل هؤلاء ..في استعجال تلميذ أتعبته الحصة السابعة، في صورة «الاكس ري» التي يحملها «ابو يحيى»، في كيس الخبز الذي يتنفس ببطء على ركبتي غريب،بين العشب الطالع خلسة خلف المزراب وفي ظلال السناسل،في جيب مريول معلّق خلف الباب، في ضجيج المقاهي والدخان، في حقيبة ممرضة عائدة للتو من «ورديتها»، في تقاطع النظرات المرسلة صدفة أو بتقصد في موقف الباصات،في صناديق «ابو صرة» التي تحملها سيارات الكيا العائدة من عمان،في فراش،، حارس ليلي، في علبة سجائر طوبرجي متعب،في شواخص المرور التي لم تمل من الأمر بالتمهّل، والنهي عن السرعة، في رائحة الديزل الطالعة بافتخار من «بكم الاسوزو»، في أغاني فيروز النادرة، في أنفاس الركاب المتعرّقة على زجاج الحافلات، في بطاقة تأمين أمي،في فقاعات النضج الموشومة على الرغيف،، في لهب «الفوجيكا» الأحمر، في بيضتين بلديتين قلتهما أم لابنها العائد من المعسكر، في ضوء المآذن البعيدة، بين دفاتر طالبة جامعية أنزلها باص القرية الوحيد، في، وهج «اللمبة» الطالع من مطبخ الجيران، بين، صليل الملاعق وقت العشاء، في اسرّة الرّضع الغافين في سلام، في خزائن أحزاني التي لا تنام، في رائحة ملابس أبي ووسادته الرقيقة…في غياهب الحقيقة..
وطني ما زلت أفتش عنك فيك..أخشى على تجاعيد الوقت في مآقيك..
وطني..امنحني اجازة قصيرة من اوجاعي …لأحبك!!