الاصلاح نيوز /
لن تهدأ العاصفة التي أثارها فضل شاكر بظهوره في التظاهرة التي أقيمت الأحد الماضي للتضامن مع الشعب السوري. كان فضل الفنان الوحيد الذي شارك في تلك التظاهرة، ليشكّل ذلك حدثاً فنياً وسياسياً ودينياً بامتياز. تصدّر الفنان الرومانسي عناوين الصحف ونشرات الأخبار، وبالغت قناة “الجديد” في وصفه بـ “فضل شاكر العبسي”، وشنّت هجوماً على الفنان الذي أراد تسجيل موقف كغيره من الفنانين الذين أعلنوا تضامنهم مع النظام السوري من دون أن يتعرّضوا لما تعرض له فضل من شتائم وتشهير.
بدأت وسائل الإعلام اللبنانية تحديداً تقول إنّ شاكر فلسطيني الأصل، فيما كان يُعتبر فناناً لبنانياً كبيراً عندما كان يشارك في المهرجانات الكبرى. مع العلم أنّ الفنان من أصل لبناني لكن والدته فلسطينية، إضافة إلى زوجته. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. اتهمه الأمين القطري لحزب “البعث” في لبنان بحمل أسلحة في سيارته. وبالغت وسائل الإعلام في محاولة الإساءة للفنان عبر القول بأنّ شقيقه قُتل في معارك نهر البارد في لبنان. وهو عضو سابق في تنظيم “جند الشام”.
مما جعل فضل يوزع بياناً صحافياً عبر الزميل جمال فياض جاء فيه: “ما ورد حول هذا الأمر يثير الضحك، فأنا أحمل رخصة من قيادة الجيش اللبناني يحق لي بموجبها نقل سلاح فردي وأسلحة مواكبة ومرافقة فردية، وكلّها مرخصة من قيادة الجيش. ويحقّ لي حمل أكثر من هذا بموجب الترخيص.
والقول إنه تمّ ضبط أسلحة في سيارتي أو سياراتي، فهذا أمر غير صحيح ويثير السخرية كأنّ مطلق هذا الكلام المدعو فايز شكر يريد أن يوحي أنّني كنت أنقل مدافع وراجمات صواريخ. لقد صارت الشائعات مصدر ظهور للبعض، خصوصاً الذين لا يذكرهم أحد بغير الكذب والإفتراء. وفايز شكر لم أره سابقاً، ولا أراه اليوم ولن أراه يوماً، فهو غير موجود بالنسبة إليّ.
أما القول في نشرة أخبار تلفزيون “الجديد” بأني صرت فضل شاكر “العبسي”، فهذا كلام الذين لم يتعوّدوا على إحترام الرأي الآخر ولا يعرفون معنى أن تكون مؤمناً بقضية أو موقف أو فكر. وما أوردته قناة “الجديد” يمكن إعتباره كلاماً ليس فيه شيء من المهنية الإعلامية. وأنا سأرفع دعوى ضد “الجديد” وسأقاضيهم بما قيل عنّي فيها. لقد أعلنت موقفي جهاراً، ولا أخجل به، ولا أختبئ خلف الكذب. مؤسف أن تصل مستويات بعض الإعلاميين الى هذا الحدّ من السطحية. ولن أضيف شيئاً سوى أنّ الله موجود ونحن نؤمن به، ولسنا بحاجة لشهادة بصواب موقفنا من أحد سواه”.
وردّ فضل على ما جاء في “الجديد” بأنّه فلسطيني قائلاً: “أنا لست فلسطينياً، وأتمنى لو كنت فلسطينياً. وهذا شرف كبير لا أدّعيه. لكنّي لبناني إبن لبناني أباً عن جدّ ومن منطقة برج البراجنة (ضاحية بيروت الجنوبية) ومن آل شمندر، وقد غيّرت إسمي ليصبح فضل شاكر. وإذا كان أحد السفهاء من عائلتنا قد باع نفسه وأصدر بياناً معتبراً أنه من وجهاء العائلة ليتبرّأ مني، فهذا الشخص لا يمثّل عائلتنا ولا هو من الوجهاء الذين يتكلّمون بإسم العائلة، والأسخف منه هم الذين نقلوا هذا الكلام عن لسانه، وأقاموا له وزناً بين المقامات. وأنا أساساً أمثّل نفسي ومن معي في كل ما أقوله وما أعلنه.
ولست أطلب رأي أحد لا من آل شمندر ولا من غيرهم. أما ما نقلته قناة “الجديد” من كذب، فهو الإدعاء بأنّ لي شقيقاً ينتمي إلى تنظيم “جند الشام” واستشهد في مخيّم نهر البارد وهو يقاتل الى جانب “فتح الإسلام”، وهذا الكلام غير صحيح.
شقيقي رجل مؤمن وحاج وهو هنا إلى جانبي وحيّ يرزق. وكل هذه الأكاذيب التي يطلقها البعض وخصوصاً “الجديد” مجرّد دعاية فارغة لن تجعلهم أبطالاً ولا أصحاب مصداقية إعلامية. وغدا سنتلاقى أمام القضاء، وسنرى من الصادق ومن الكاذب”.
وكانت مواقع سورية كثيرة هاجمت فضل شاكر واعتبرت أنّه يحاول الترويج لنفسه عبر استغلال آلام الشعب السوري. فيما سارع متعهد الحفلات اللبناني عماد قانصو الذي تربطه صداقة قوية بشاكر إلى إصدار بيان تبرّأ فيه من مواقف فضل السياسية. وجاء في البيان: “يهمّ المنتج والمتعهد وصاحب شركة “حفلات برودكشن” الأستاذ عماد قانصوه، أن يؤكد بأنه ينأى بنفسه عن كل التصريحات السياسية التي خرجت على لسان الفنان فضل شاكر بتاريخ 4-3-2012 أثناء إحدى التظاهرات التي إنطلقت من مدينة صيدا وصولاً إلى ساحة الشهداء.
في الوقت عينه، يهمّ قانصوه أن يؤكد أنّه لا يندم على الصداقة التي جمعته بشاكر. وعليه، فإن قانصوه لا يزال ثابتاً على كل المواقف التي أعلنها ووقف فيها إلى جانب شاكر على الصعيد الفني، إلا أنه لا يتوافق معه على الصعيد السياسي الذي قرر شاكر بين ليلة وضحاها أن يخوض غماره. وبالتالي، فإن أي تصريح أو رأي أو موقف يعلنه الأخير، فهو يخصه وحده ويتحمل مسؤوليته، ولا يمت لقانصوه بأي صلة”.
فيما وصفت بعض المواقع الالكترونية فضل شاكر بـ “مطرب البارات والكباريهات”، ليتحول “فنان الرومانسية” بين ليلة وضحاها من صاحب شعبية كبيرة الى خارج على القانون!