اعلنت حكومة العدو الصهيوني انها ستباشر قريبا في تنفيذ مشروع سكة حديد أشدود- إيلات, دون تعليقات مهمة تذكر من البلدان العربية ذات الصلة خاصة مصر ..
المشروع كما يظهر منافسا او ضد قناة السويس ولم يعد مجرد ابتزاز سياسي لمصر فيما يخص مستقبل اتفاقية كامب دي يد او سرقة الغاز المصري على شكل شراء رخيص جدا كما يظهر ايضا انه بديل لمشروع قناة البحرين المطروح منذ عقود على اجندة دولة العصابات اليهودية ..
وقد تفاوتت المقاربات العربية لخطورة المشروع المذكور, بين مقاربة اقتصادية – تكنولوجية لا تلحظ الخطر السياسي فيه »دراسة حسين ابو النمل« وبين مقاربات تلحظ ذلك, وتربط اهتمام العدو بالصين والقوى الصاعدة في آسيا ربطا مركبا سياسيا واقتصاديا في الوقت نفسه ..
وفي كل الاحوال, فالمشروع بحد ذاته, اعلان حرب جديد على مصر بعد »سقوط مبارك« وعلى الامة, ومحاولة للركوب في قطار القوة العالمية الجديدة »الصين« بعد الركوب في قطار بريطانيا ثم امريكا.
ايضا وعلى عكس ما يراه الباحث الفلسطيني »ابو النمل« وباحثون مصريون من ان كامب دي يد اصبحت امرا واقعا من الزاوية الدولية والقانون الدولي, فان ميناء أم الرشراش »ايلات« الطرف الآخر في المشروع, ميناء محتل خارج القرارات الدولية المنظمة للسيادة.
وسواء كان جزءا من العقبة الاردنية او من الاراضي المصرية او الحجازية فقد سبق تنظيمه والاعتراف به دوليا ضمن الاعتراف بالبحر الاحمر بحرا عربيا في اتفاقيات سابقة اواخر القرن التاسع عشر منها اتفاقية القسطنطينية, وذلك قبل احتلاله من العصابات اليهودية خارج قرار التقسيم وبتواطؤ مع اطراف معروفة سبق ان اعترفت بسلخ ميناء عربي آخر هو ميناء الاسكندرون السوري ..
يلاحظ هنا ان المستعمرين حرصوا على حرمان الامة ومراكزها من كل الموانئ الحساسة من جبل طارق الى الاسكندرون الى الميناء العراقي, من اجل ايام كهذه ..
وبوسع العرب اذا أرادوا ان لا يقدموا هذه الخدمة للعدو الصهيوني ان يقاطعوا هذا المشروع على الاقل لا سيما اذا عرفنا ان هذه السكة جزء من مشروع شبكة حديد اقليمية على مستوى »الشرق الاوسط« كله .. وبوسعهم تحريك قضية دولية حول ميناء إيلات بوصفه ميناء عربيا محتلا ويعيدون الاعتبار للبحر الاحمر, بوصفه بحيرة عربية.