ابراهيم هاشم ... سليمان طوقان
الإصلاح نيوز- الذاكرة الجمعية الأردنية، تكاد لا تذكر اثنتين من الشخصيات الوزارية اللتين استشهدتا وهما تؤيدان الواجب في خدمة الدولة الأردنية، بقدر مماثل لاحتفائهما بشخصيتين اخريين، كان رحيلهم جميعا مفجعا ودراميا، واستهدفتهم الجهات المعادية نفسها بغرض النيل من نظام الحكم الملكي في الأردن.
ابراهيم هاشم احدى تلك الشخصيات التي تشترك مع وصفي التل وهزاع المجالي في الحكومة اكثر من مرة. وفيما استهدف وصفي وهزاع، وهما على رأس الوزارة الاردنية، استهدف ابراهيم هاشم وهو يشغل منصب نائب رئيس الوزراء في الاتحاد الهاشمي بين الاردن والعراق العام 1958.
هزاع المجالي قضى في تفجير مبنى رئاسة الوزراء العام 1960 في عهد حكومته الثانية، فيما قضى وصفى التل في حادث اغتيال استهدفه في القاهرة التي قصدها بصفته وزير الدفاع لحضور اجتماع لمجلس وزراء الدفاع العربي المشترك عام 1971، والذي جاء بعد خروج قوات المقاومة الفلسطينية من الاردن على اثر المواجهة مع الجيش العربي التي اندلعت في ايلول 1970.
ابراهيم هاشم شخصية عروبية من طراز رفيع، ولد في نابلس عام 1886، ونال شهادة الحقوق من الاستانة عام 1910. وعلاوة على كونه من رموز الثورة العربية الكبرى، فقد عمل في خدمة الدولة الاردنية عقودا عدة حتى استشهاده في بغداد لدى اطاحة ثورة عبد الكريم قاسم بعرش الملك فيصل، وكان برفقته وزير الدفاع في الاتحاد الهاشمي سليمان طوقان، احدى الزعامات النابلسية التي حملت الحقيبة الوزارية ثلاث مرات في حكومتي توفيق ابو الهدى وابراهيم هاشم، ثم شغل منصب وزير البلاط.
ولما رحل طوقان، فقدت شقيقتاه فخرية وفريدة معيلهما، فحارت الحكومة آنذاك كيف تقدم لهما المساعدة، واستقر الأمر على تقديم تعويض لهما سمي تعويض “مساواة” بقيمة الف دينار، صدر بقانون رقم 41 لسنة 1958.
شغل ابراهيم هاشم الوزارة الأردنية خمس مرات، ولم يتفوق عليه في شغل الوزارة على امتداد تاريخ البلاد سوى توفيق ابو الهدى (12 مرة)، سمير الرفاعي وبهجت التلهوني (6 مرات لكل منهما). غير ان الفترة الفاضلة بين تشكيل اول واخر حكومة لابراهيم هاشم هي الاطول في تاريخ الاردن، اذ امتدت على على 24 سنة، بينما بلغت 19 سنة عند سمير الرفاعي، 12 سنة عند توفيق ابو الهدى، 10 سنوات عند بهجت التلهوني، و8 سنوات عند وصفي التل لحكوماته الخمس.
ابراهيم هاشم خدم الدولة في عهود ملوك الاردن عبد الله الاول وطلال والحسين. وشهد مراحل حساسة في تاريخ البلاد، ففي عهد حكومته الثانية، حصل الاردن على استقلاله، واعلنت المملكة الاردنية الهاشمية. وفي اول رئاسة له لمجلس الاعيان من بين 3 دورات، اعتلى الملك طلال العرش، وصدر الدستور الاردني الحالي.
وفي رئاسته الثانية للأعيان، تسلم الحسين سلطاته الدستورية ملكا للأردن. ورغم انه قد عهد لحكومته الخامسة تصفية حقبة العهد الديمقراطي لحكومة سليمان النابلسي، الا ان حكومته الرابعة هي التي اشرفت على الانتخابات التي كلف في اعقابها النابلسي بتشكيل الحكومة، وهي انزه انتخابات نيابية شهدتها المملكة قبل احتلال الضفة الغربية عام 1967.