زهير عبد القادر
أخبار الملوك والرؤساء وكبار المسؤولين في العالم وتحركاتهم واجتماعاتهم وتنقلاتهم بين دول العالم ومؤتمراتهم وقراراتهم نتابعها جميعا من خلال وسائل الاعلام المختلفة من مقروءة ومسموعة ومرئية بكل دقة وأهتمام ونحفظ المهم منها نحن العاملون في وسائل الاعلام في أرشيفنا للعودة اليها عند الحاجة…وهذا ما نقوم به يوميا…أما المواطن العادي فيعتمد على ذاكرته في حفظ الأحداث كل حسب أهتمامه…ومتابعة الأحداث المحلية والأقليمية والعالمية تزيد في وعي الأنسان السياسي وتساعده على تطوير ثقافته العامة.وواجبنا نحن العاملين في المؤسسات الاعلامية ملاحقة هذه الأخبار عن طريق وكالات الأنباء المختلفة ومصادرنا الموثوقة ومراسلينا الموجودين في العواصم العربية والأجنبية…ونقلها بكل مصداقية ومهنية الى المستمع او القاريء او المشاهد….وعلينا ايضا تغطية الأحداث والمؤتمرات والأجتماعات وزيارات الملوك والرؤساء وكبار المسؤولين تغطية مباشرة حتى يتسنى للمواطن وفي كل مكان متابعة هذه الأحداث اولا بأول…هذا هو الجزء الهام من مهمتنا الاعلامية ناهيك عن كتابة التعليق والتقرير وجمع اراء المحللين والخبراء في الملفات المختلفة…
تابعت في الفترة الأخيرة مقالات أحد الزملاء الكتاب في صحيفة يومية ولفت انتباهي شيء غريب علي كأعلامي يمارس مهنة الكتابة والاعلام منذ حوالى أربعين عاما في الأردن وخارجه …ان زميلنا الكاتب يخبرنا في صباح كل يوم من خلال مقاله مع من،من كبار رجال الدولة والوزراء والأعيان والنواب قضى أمسيته أمس …ومن أي دولة من الدول يكتب الينا الان…من لندن عاصمة الضباب…او من واشنطن او من دبي او من برلين…ناهيك عن لقاءاته مع رؤساء دول سابقين ولاحقين الذين انتهزوا فرصة وجوده على متن الطائر الميمون ليشكوا له همومهم …وقضاياه…ثم يتكرم علينا نحن الغلابه ركاب باصات عمان الزرقاء واحيانا البقعة ويصف لنا جمال ونظافة وضخامة مطار دبي او فرانكفورت او لندن…عملت في الاعلام الغربي سنوات طويلة…قرأت لكبار الكتاب والمثقفين العرب والأجانب…لم اقرأ لأحد من هؤلاء مقالا واحدا يتكلم فيه عن شخصه كزميلنا العزيز…هذه نرجسية وأنانية وتعالي وغرور وعقدة طفولة وليس لها اية علاقة بالعمل الاعلامي…القاريء يريد مني معلومة او تحليل لقضية من قضايا الوطن…او أراء أو تعليق…لايهمه مع من أسهر ومن هم اصدقائي…وأين انا عندما أكتب المقال…
أسأل نفسي مرارا ماهو دور رئيس التحرير في الصحيفة؟كيف يجيز مقالا دعائيا للكاتب في صحيفة يومية شبه رسمية؟أم أن هناك صحفيون متنفذون ونجوم اعلام يكتبون دون مراقبة رؤساء التحرير؟…
مزيدا من التواضع أيها الزملاء الكرام ،فالقاريء لم يعد مستقبلا فقط بل هو قادر على التمييز والتعليق والنقد…ويعرف تماما ويشعر عندما يقرأ لكاتب يظن نفسه نجما اعلاميا عالميا…تواضعوا ايها الزملاء حتى نقرأ لكم براحة وأستمتاع ونستفيد من خبراتكم وارائكم وأتركونا من برلين ولندن والنمسا…صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com