أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها أغلقت سفارتها في دمشق وقامت بسحب طاقمها الدبلوماسي بعد أن رفضت السلطات السورية الاستجابة لطلبات قدمتها واشنطن قبل أسابيع من زيادة الإجراءات الأمنية لحماية مقرات بعثتها بسبب الأحداث الجارية في البلاد.
ونقلت شبكة CNN الاميركية عن مصدر في الوزارة أن جميع الموظفين، وعددهم 17، وبينهم السفير روبرت فورد، غادروا بالفعل الأراضي السورية، وانتقل 15 منهم برفقة فورد عبر موكب إلى الأردن صباح الاثنين، علماً أن واشنطن كانت قد قلصت عدد طاقمها الدبلوماسي في دمشق منذ أشهر.
وكشف المسؤول الأمريكي أن وزارة الخارجية في واشنطن أعلمت السلطات السورية بقرارها بعد أن بات الدبلوماسيون بالفعل خارج الأراضي السورية.
وبحسب المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، فإن الوضع الذي يزداد صعوبة في سوريا جعل من المستحيل بالنسبة للسفارة الأمريكية مواصلة العمل وإبقاء طاقمها، مضيفاً أن الحكومة السورية: “وصلت إلى مرحلة من التمدد المفرط لأجهزتها بحيث باتت السيطرة على عناصر العنف المختلفة أمرا يفوق طاقتها.”
وكانت الولايات المتحدة قد عبرت عن قلقها حيال الوضع الأمني لسفارتها بعد إعلان السلطات السورية عن وقوع هجوم انتحاري في العاصمة دمشق الشهر المنصرم، وطالبت الأجهزة المعنية برفع مستويات الحماية الموفرة لبعثتها.
ورغم أن واشنطن لا تمتلك أدلة قاطعة على هوية الجهات التي تقف خلف العملية وما إذا كان تنظيم القاعدة قد نفذها بالفعل كما قالت دمشق، إلا أنها اعتبرت أن منشآتها قد تكون “هدفاً محتملاً” وفقا لما قاله مسؤول دبلوماسي أمريكي ذكر أنه يشعر بالقلق حيال إمكانية استهداف السفارة.
وبغياب السفارة الأمريكية، فإن البعثة الدبلوماسية البولندية ستقوم بحماية مصالح واشنطن في سوريا، على غرار الدور الذي تقوم به السفارة السويسرية في إيران.