، ، لا يختلف إثـنان أن صناعة الخبر وطرائق نقله ، هي أهم عناصر الإعلام . ولا يختلف إثـنان ، أن الكبار بما يمتلكونه من خبرات وتجارب ، ومعارف متراكمة ، هم الأقدر على الاستقصاء وجمع المعارف ، وهم الأقدر على الإنشاء ، والتلاعب بالمفردات والجمل.
ولا يختلف اثنان ، أن (معشر الكبار) ، تتسع لهم مدى الرؤية وتطول ، تماما كلما يصابون بطول النظر. وتحلو كلماتهم وعباراتهم ، كلما داهمهم السكر وملحقاته ، وترق أساليب قولــهم ، كلما أصابت عظامهم أعراض الترقـق والهشاشة .
ولا يختلف إثـنان ، أن الكبار بفعل التقادم الوظيفي ، هم من يحتكرون مجمل العملية الإعلامية ، بكل تشعباتها وتفاصيلها .
ولا يختلف إثنان ، أن الكبار لا يحبون الزحام ، فهم لا يسمحون لغيرهم الولوج في ميدان ظنوا انه حكر عليهم .
ولا يختلف اثنان منا نحن الصغار على أن الكبار يحتكرون المعرفة ، فيظنون أنهم الأكثر اطلاعا وتجربة ، ،فهم بالتالي ؛ ،الأقدر على الفهم وإبداء الرأي ، والحنكة ، والحكمة ، وتقديم الموعظة ، وإسداء النصيحة .
ولا يختلف اثنان ، على أن الصغار، رغم ما يمتلكون من معارف عصرية ، فهم لا يجرؤون على المنافسة في لعبة الكبار .
تذكرت كل ذلك حين تستعين فيّ (الوالدة) لطباعة مقال ، أو حين تعجز عن تلــــقيم مقالها لعنوان صحيفة ، أو موقع الكتروني في حاسوبها ، أو حين تعجز (أحيانا) عن توليف (الرسيفر) ، وتتداخل المحطات والأقمار بين أصابعها ، أجدها سرعان ما تناديني ، وتذهلها، سرعة فهمي للرموز والعناوين المتشابكة ، والتلاعب بفأرة الحاسوب.
تذكرت ذلك بمرارة ، حين اتصلت رئيس تحرير إحدى صحفنا ، أرجوه، نشر مقال لي ، أرسلته للصحيفة عبر بريدها الالكتروني . ( أزعم بأنه يعجز عن كتابه مقال يوازيه ) ،، فبدا يكيل النصائح ، ويجود عليّ بالتوجيهات ، ويلفت نظري للاهتمام بدراستي ، وأن أترك الكتابة في الصحف لحين تخرجي .
أيها الكبار، نرفع لكم القبعات احتراما ، ولكن اسمحوا لنا أن نقول : إننا معشر الصغار أبرع منكم في عالمنا . العالم الذي تسمونه (بعالم الديجتال). اسمحوا لنا بالقول : إننا قارئون متابعون جيدون ، نرقب كل ما يدور في هذا العالم ، تماما مثلكم ، لكننا أسرع، منكم وأبرع .