تعطلت لغة الحوار نهائيا, وتوقف الاتصال بين المعارضة والنظام في سورية, واصبح المشهد السوري اكثر تعقيدا, لا بوادر حل له من الداخل, ولا امكانية الحل من الخارج..
المواطن السوري المقيم, او المهاجر اصبح على يقين بأن بلاده تنزلق باتجاه الحرب الاهلية, فلا النظام يملك القدرة على وقف ومنع هذا الانزلاق, ولا المعارضة قادرة او راغبة في التصدي له.
هذا بالنسبة للواقع داخل الساحة السورية, اما بالنسبة للجبهة الخارجية, فعلى الصعيد الدولي افشلت روسيا والصين كل قرارات مجلس الامن حول الازمة السورية, وبالنسبة للوضع الاقليمي فالامور اكثر تعقيدا فتحالفات سورية مع ايران وحزب الله وقوى واحزاب قومية ويسارية اقليمية ابعد عنها خيار التدخل العسكري الخارجي في المدى القريب على الاقل, لان اي تدخل خارجي في هذا الوقت قد يشعل حربا اقليمية, وعلى اكثر من جبهة..
هذا الواقع المأساوي في الحالة السورية, يقود الى ضرورة التفكير بحل من داخل سورية بعد اسكات المدافع اولا, ووقف حالة الاشتباك, والعودة الى الحوار الجدي للخروج بحل يوقف شلال الدم, وينقذ سورية من نار الحرب الاهلية الطائفية, ويحفظ وحدة الشعب والارض معا, وبأقل الخسائر..
قد يكون هذا الاقتراح او التصور طوباويا او رومانسيا يحتاج الى معجزة لتحقيقه الآن بعدما وصلت الامور الى نقطة اللاعودة, لكنه الطريق الوحيد الذي يوصل الى حل معقول ومقبول, لان الرهان على حلول امنية وعسكرية يحتاج الى المزيد من الدم والوجع وقد يوصل الى نتائج كارثية لان الحالة السورية لا تشبه الحالة التونسية او المصرية وحتى الليبية, فدمشق لها تحالفاتها الاقليمية والدولية المتشابكة مع دورها وموقعها..
ولتسهيل اعادة فتح ابواب الحوار التي اغلقتها المدافع والنيران والدماء, المطلوب من النظام في دمشق اتخاذ قرارات شجاعة واجراءات اصلاحية حقيقية جريئة وسريعة لان الوقت متسارع والاحداث الدموية في تصاعد, ولا احد يملك القوة والقدرة على وقف الانزلاق نحو الاقتتال الاهلي والطائفي في قطر عربي يحتاج الى الامن والاستقرار ووحدة جبهته الداخلية في هذه المرحلة المصيرية.. خصوصا بوجود اطراف عديدة وكثيرة تلعب داخل الملعب السوري الان وتحاول ادامة اشتعاله.
Kawash.m@gmail.com
