هناك فروقات وأمور عديدة تختلف في هذه المرحلة قد تكونين في مرحلة الطفولة مرحة جريئة لا يهمك أحد ولكن في فترة مابعد الطفولة تشعرين ان جميع تصرفاتك يجب ان تعبر عن نفسك ومشاعرك بحيث ان رغبتك في إثبات ذاتك تكبر في هذه المرحلة ولكن يختلف ذلك من فتاة لأخرى حسب الظروف المحيطة بكل فتاة... فقد تكون هناك فتاة قد تهيأت لهم الظروف من جيمع النواحي وهناك فتاة لم تتيح للظروف التحكم في سير حياتها وبالتالي تستطيع اثبات ذاتها فنجدها فتاه واثقة لايهمهما احد وتستمر كما كانت طفلة مدللة تفعل مايحلو لها ولكن يجب ان يكون ذلك بحدود بحيث تحترم من حولها ولا تتصرف تصرفات قد تؤذي الآخرين، وعكسها فتاة متأثرة بالظروف, من منا لا تمر عليه ظروف ولكن القوي والعاقل من يحاول ان يتجاوزها ولا يجعلها تؤثر على حياته العملية والاجتماعية فالحياة لم ولن تكون بدون مشاكل ولكن يجب أن نتأقلم ونحاول ان نقنع نفسنا بإنها حافز لمزيد من النجاح ولكن احيان نجد عوامل نفسية قد تؤثر على نجاحنا وتجعلنا ضعاف الشخصية وهذا امر اصبح يرافق اغلب الفتيات وله خطورته البالغة ولكن بإمكاننا تدراك الوضع فما زلنا في عمر الزهور فلا تجعلي نقطة ضعفك هي تلك الشخصية الضعيفة ولا تقارني نفسك بمن يفوقها وتأكدي انك لك دور وأثبتي وجودك ليس بالثرثرة و التظاهر بغير الواقع بل كوني فخورة بنفسك وبجميع من حولك فالناس لايكرهون الفقير او المريض بل يكرهون الفتاه المتقلبه التي لا رأي ولا قرار لها ولا تستطيع مواجهة الآخرين او الدفاع عن حقوقها ولا تحسن التصرف في الأزمات الصعبة وتتظاهر بغير واقعها وتنظر لمن فوقها.
حاولي دوماً ان تكوني عكس ذلك وسوف تستطيعين بشرط ان تبعدي كلمة لا أستطيع من قاموس حياتك فانتي مميزة بعلقك وبانسانيتك وبقلبك وتستطيعي ان تكوني فوق هؤلاء ولكن ربما لم تحسني التصرف فاصبحتي ضعيفة الشخصية في نظرهم، ابحثي عن نقاط ضعفك وعن الشيء الذي اظهرك امامهم بهذا المظهر وحاولي معالجته ولا تحبطي من نفسك بل حاولي دوماً ان تقوي من ارادتك لتصبحي الأحسن ونمي قدراتك واحضري البرامج التأهيلية وابحثي عن الكتب المفيدة في هذه المرحلة، لاتعيشي الأوهام والخيال لانه يؤدي إ لى امراض اخرى تحتاج إلى علاج كوني واقعية عندما يأتي في بالك أمر معين تريدين تحقيقة لاتتخيلي ذلك بل اعزمي على تحقيقة بالفعل ولكن حسب امكانياتك وان لم تستطيعي فانسيه تماما.
لاتنظري لنفسك بإنك لاتستطيعي تحقيق ماحققه غيرك لان هذا يعتبر تحقير لنفسك، ولا بد من التنبه إلى أن الشخص قد يكون قوي الشخصية في موقف أو مكان ما، ولا يتوفر له ذلك في موقف أو مكان آخر، فالأمر إذاً نسبي، وليس هناك حد معين لضعف الشخصية، إلا أن هناك مظاهر معينة وعلامات تدل على خلل في الشخصية ينبغي معالجتها كعدم القدرة على اتخاذ أي قرار حتى في أمورك الشخصية، الخوف والخجل من الآخرين ومحادثتهم،عدم التحكم بالعواطف والمشاعر بل السير خلفها دوم معرفة عواقبها، السير وراء الأقوى في الرأي حتى بدون قناعة، كثرة الشكوى واللجوء للآخرين حتى في أتفه الأمور، تقليد الآخرين في حركاتهم ولبسهم وأخلاقهم و عدم حضور المناسبات وحب الوحدة والانطواء عن الآخرين، هذه بعض مظاهر ضعف الشخصية والتي هي في الحقيقة نتاج كلي لعوامل ذاتية وأسرية وبيئية متداخلة ومتراكمة على مر السنين، فهي ليست وليدة يوم وليلة وإنما هي حصاد سنوات مضت كان لها أثر في تكوين شخصية معينة لكل منا، واحيان تكون التربية الخاطئة من قبل الوالدين أو من يقوم مقامهما له أثر في ذلك، فالدلال الزائد الذي يعدم الشخص تعلم الاعتماد على نفسه فيما يستطيعه من أمور، والخوف الزائد عليه وكذلك الشدة الزائدة عليه في التربية بحيث لا يعطى فرصة التعبير عن رأيه وتوضيح ما يجول في خاطره، كل هذا له أثاره السيئة والمنتهية بضعف شخصيته، بالإضافة إلى بعض الأمور الأخرى التي قد تكون سببا في ذلك مثل الخجل أو الخوف أو نحو ذلك، ولكن لا يعتبر ذلك نهاية الطريق بل هناك طرق علاجية ذاتية تستطيعي تطبيقها بنفسك.
تستطيعي معالجة نفسك بداية بتحديد السبب الذي جعلك هكذا، وكثرة القراءة والملاحظة ومتابعة سير القدوة الصالحة وخاصة اعظم الخلق الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته و من تعرفين ممن يتصفوا بقوة الشخصية والتأثير الايجابي على الناس ومحبة الناس لهم فإن كثرة متابعة هؤلاء سيثير الحماس في نفسك وليس التقليد دون معرفة الطريقة وسيساعدك على التخلص من مشاكل عديدة، واكثري من حضور الدورات التأهيلية لإدارة نفسك ومن حولك بالطريقة الصحيحة لانها تبدأ معك خطوة بخطوة لبناء شخصية قوية لا تهتز وتساعدك على فنون التعامل مع الآخرين وكيفية اتخاذ قرار والتأثير على الناس بسحر حواسك التي منحها الله لك وتوضح لك قدرات تملكينها ولكن لم تمنحيها فرصة .
دوماً استعيني بالله فهو خير حافظ وخير معين ولا تشكي لغيره الا للمقربين واجعلي ثقتك به كبيرة ولا تفقدي الأمل في حياتك بل كوني قويه به ومعتزه بدينك وهذا سيجعلك ذا شخصية مستقلة متفرده عن غيرها.
ابحثي عن الأمور التي تجدين فيها نفسك وحاولي تطوير نفسك في تلك المجالات لاثبات ذاتك والشعور بأهميتك في المجتمع لان الفراغ وعدم وضع هدف يشعرك بإنك لا شيء.
حاولي تقديم العون لغيرك حتى وان لم يكن واجب عليك فذلك يكسبك خبرة ومهارة في فن التعامل ومواجهة المواقف الصعبة ويشعرك بالسعادة كونك تخدمين اناس بدافع من نفسك دون اي مصالح دنيوية بل على العكس قد يكسبك صداقات حميمة تدوم معك للأبد.
المشاركة في الأنشطة المدرسية أو الاذاعية والمناسبات العائلية والعامة ولا تنطوي على نفسك بل كوني دوماً على استعداد في مواجهة الناس وكوني دوماً اجتماعية وانسي همومك ومشاكلك فلن ينفعك تضجرك وتذمرك شيء، ولا يكون حديثك مع شخص بمفرده بل كوني على صلة مع جميع المتواجدين واجعلي الحديث جماعي وهذا يجعلك مقربة من الجميع.