بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد
قال الله تعالى {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يوسف:53].
لما كان في هذا الكلام نوع تزكية من امرأة العزيز لنفسها، وأنه لم يجر منها ذنب في شأن يوسف، استدركت فقالت { وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي } أي: من المراودة والهمِّ، والحرص الشديد، والكيد في ذلك.
{ إِنَّ النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ } أي: لكثيرة الأمر لصاحبها بالسوء، أي: الفاحشة، وسائر الذنوب، فإنها مركب الشيطان، ومنها يدخل على الإنسان
{ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي } فنجاه من نفسه الأمارة، حتى صارت نفسه مطمئنة إلى ربها، منقادة لداعي الهدى، متعاصية عن داعي الردى، فذلك ليس من النفس، بل من فضل الله ورحمته بعبده.
{ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ } أي: هو غفور لمن تجرأ على الذنوب والمعاصي، إذا تاب وأناب.
{ رَحِيمٌ } بقبول توبته، وتوفيقه للأعمال الصالحة.
وهذا هو الصواب أن هذا من قول امرأة العزيز، لا من قول يوسف، فإن السياق في كلامها، ويوسف إذ ذاك في السجن لم يحضر.
من تفسير السعدي رحمه الله.
والنفس إن تركت الاعتراض وأذعنت وأطاعت لمقتضى الشهوات ودواعي الشيطان سميت النفس الأمارة بالسوء.
وقال ابن القيم في الروح (1 / 226):
"وأما النفس الأمارة فهي المذمومة، لأنها التي تأمر بكل سوء، وهذا من طبيعتها إلا ما وفقها الله وثبتها وأعانها، فما تخلص أحد من شر نفسه إلا بتوفيق الله له كما قال تعالى حاكيا عن امرأة العزيز: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يوسف:53].
وقال تعالى:
{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا } [النور : 21]
وقال تعالى لأكرم خلقه عليه وأحبهم إليه:
{ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا } [الإسراء : 74]
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمهم خطبة الحاجة:
"الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلله فلا هادي له".
فالشر كامن في النفس، وهو يوجب سيئات الأعمال، فإن خلى الله بين العبد وبين نفسه هلك بين شرها وما تقتضيه من سيئات الأعمال، وإن وفقه وأعانه نجاه من ذلك كله".
من كتاب:"الروح" (1 /227- 228)
تفضل هنا
يقول نبينا صلى الله عليه وسلم ( لئن يهدي الله بك رجل واحد خير لك من حمر النعم ) رواه مسلم
الذي يسلم على يديك لك بإذن الله مثل أجره واجر صلاته وصيامه وقيامه وصدقته
وزكاته وكل عمله بإذن الله لأنك كنت سببا في إسلامه
ليس هذا فقط بل كل من يسلم على يديه سواء أبنائه او زوجته او والديه او كل من يهتدي على يديه
وأبنائهم وأبناء أبنائهم وأجيال تتوالد وتتكاثر في الإسلام في ميزان إعمالك بإذن الله
إن كان لديك خادمة أو عامل أو تعرف اي شخص غير مسلم وتريد دعوته للإسلام أتصل على الداعية
بجوالك ثم أعط الجوال للعامل أو الخادمة ليكلمهم ويدعوهم الى الله فلعل الله يهديهم فتفوز بخيري الدنيا والآخرة
تجد الأرقام داخل المجلة
محاضرة قوافل العائدين للشيخ خالد الراشد
فك الله أسره وأقر أعين محبيه برؤيته
اللهم ارزقنا العلم النافع والعمل الصالح
ووفقنا لعمل ما يرضيك عنا
وارزقنا الإخلاص
في القول والعمل
اللهم آمين
أخوكم ومحبكم في الله
طاب الخاطر
ربيع الآخر 1435هـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد
قال الله تعالى {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يوسف:53].
لما كان في هذا الكلام نوع تزكية من امرأة العزيز لنفسها، وأنه لم يجر منها ذنب في شأن يوسف، استدركت فقالت { وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي } أي: من المراودة والهمِّ، والحرص الشديد، والكيد في ذلك.
{ إِنَّ النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ } أي: لكثيرة الأمر لصاحبها بالسوء، أي: الفاحشة، وسائر الذنوب، فإنها مركب الشيطان، ومنها يدخل على الإنسان
{ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي } فنجاه من نفسه الأمارة، حتى صارت نفسه مطمئنة إلى ربها، منقادة لداعي الهدى، متعاصية عن داعي الردى، فذلك ليس من النفس، بل من فضل الله ورحمته بعبده.
{ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ } أي: هو غفور لمن تجرأ على الذنوب والمعاصي، إذا تاب وأناب.
{ رَحِيمٌ } بقبول توبته، وتوفيقه للأعمال الصالحة.
وهذا هو الصواب أن هذا من قول امرأة العزيز، لا من قول يوسف، فإن السياق في كلامها، ويوسف إذ ذاك في السجن لم يحضر.
من تفسير السعدي رحمه الله.
والنفس إن تركت الاعتراض وأذعنت وأطاعت لمقتضى الشهوات ودواعي الشيطان سميت النفس الأمارة بالسوء.
وقال ابن القيم في الروح (1 / 226):
"وأما النفس الأمارة فهي المذمومة، لأنها التي تأمر بكل سوء، وهذا من طبيعتها إلا ما وفقها الله وثبتها وأعانها، فما تخلص أحد من شر نفسه إلا بتوفيق الله له كما قال تعالى حاكيا عن امرأة العزيز: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يوسف:53].
وقال تعالى:
{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا } [النور : 21]
وقال تعالى لأكرم خلقه عليه وأحبهم إليه:
{ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا } [الإسراء : 74]
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمهم خطبة الحاجة:
"الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلله فلا هادي له".
فالشر كامن في النفس، وهو يوجب سيئات الأعمال، فإن خلى الله بين العبد وبين نفسه هلك بين شرها وما تقتضيه من سيئات الأعمال، وإن وفقه وأعانه نجاه من ذلك كله".
من كتاب:"الروح" (1 /227- 228)
تفضل هنا
يقول نبينا صلى الله عليه وسلم ( لئن يهدي الله بك رجل واحد خير لك من حمر النعم ) رواه مسلم
الذي يسلم على يديك لك بإذن الله مثل أجره واجر صلاته وصيامه وقيامه وصدقته
وزكاته وكل عمله بإذن الله لأنك كنت سببا في إسلامه
ليس هذا فقط بل كل من يسلم على يديه سواء أبنائه او زوجته او والديه او كل من يهتدي على يديه
وأبنائهم وأبناء أبنائهم وأجيال تتوالد وتتكاثر في الإسلام في ميزان إعمالك بإذن الله
إن كان لديك خادمة أو عامل أو تعرف اي شخص غير مسلم وتريد دعوته للإسلام أتصل على الداعية
بجوالك ثم أعط الجوال للعامل أو الخادمة ليكلمهم ويدعوهم الى الله فلعل الله يهديهم فتفوز بخيري الدنيا والآخرة
تجد الأرقام داخل المجلة
محاضرة قوافل العائدين للشيخ خالد الراشد
فك الله أسره وأقر أعين محبيه برؤيته
اللهم ارزقنا العلم النافع والعمل الصالح
ووفقنا لعمل ما يرضيك عنا
وارزقنا الإخلاص
في القول والعمل
اللهم آمين
أخوكم ومحبكم في الله
طاب الخاطر
ربيع الآخر 1435هـ