تعبيرية
الاصلاح نيوز- قال رئيس الوزراء عون الخصاونة، إن بعض العقوبات التي تستهدف دمشق قد تضر باقتصاد الاردن أكثر من تأثيرها على سوريا نفسها، مشيرا إلى أن تأثير الأوضاع في سوريا على الأردن هائل، ليس على صعيد المشاريع المشتركة فقط، بل على قطاعي الزراعة والنقل أيضا.
وقال الخصاونة، في مقابلة مع شبكة الـ(سي إن إن) “هناك بعض العقوبات التي يمكن لها أن تؤثر على الاقتصاد الأردني أكثر من تأثيرها على الاقتصاد السوري.”
وسبق أن قرر وزراء الخارجية العرب فرض عقوبات على سورية شملت وقف التعامل مع المصرف المركزي السوري، ووقف المشاريع التجارية مع سورية، بالإضافة إلى تجميد أرصدة مسؤولين سوريين، فيما طلب الأردن، ضرورة استثناء مجالي التجارة والطيران من العقوبات التي فرضتها الجامعة العربية بحق سورية، مشيرا إلى أن مصالح الاردن سوف تتضرر بشكل كبير من وراء هذه العقوبات.
وكان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية فرض أيضا، حزمة من العقوبات على سورية مؤخرا، تضمنت فرض حظر على استيراد المشتقات النفطية من سورية وحظر أي استثمار مستقبلي في هذا القطاع، بالإضافة إلى عقوبات على المصرف التجاري السوري وشركات ومسؤولين سوريين.
وحول تأثير الأوضاع في سوريا على الأردن، خاصة على الصعيد التجاري والمشاريع الاستثمارية المشتركة، بين الخصاونة إن “التأثير هائل، ليس على صعيد المشاريع المشتركة فقط، بل إن القطاع الزراعي الأردني وكذلك قطاع النقل يرتبطان بالوضع السوري بشكل كبير، خاصة بالنسبة للشحن إلى البلقان.”
وكانت هيئة تنظيم قطاع النقل البري في الأردن، كشفت كانون الأول الماضي، أن حركة النقل البري بشقيه البضائع والركاب، انخفضت بصورة ملحوظة، فيما يأتي ذلك بسبب الأوضاع التي تشهدها سورية، إلا أنها أوضحت أنه “لا يوجد أي عقبات تضعها السلطات السورية أمام حركة النقل كإغلاق للحدود أو تشديد في الحصول على تصاريح الدخول أو الخروج”.
وبلغت نسبة التراجع للشاحنات الأردنية الخارجة إلى سورية 10.5 %، في حين بلغت نسبة تراجع الشاحنات الداخلة من الجانب السوري إلى الأراضي الأردنية 8.4%.
وتشمل أغلب الواردات والصادرات الأردنية على قائمة واسعة من المواد تتمثل في الحيوانات الحية واللحوم والمنتجات النباتية والدهون والزيوت والصناعات الغذائية والمشروبات والمنتجات المعدنية والصناعات الكيماوية والمصنوعات الكيماوية والمصنوعات المطاطية والجلود والمصنوعات الخشبية والورق والكرتون والآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية والأدوات والأجهزة البصرية والساعات والتحف الأثرية.
وكان عدد من الخبراء الاقتصاديين الأردنيين دعوا إلى ضرورة استثناء الأردن من العقوبات، مشيرين إلى أن العقوبات العربية تؤثر بشكل كبير على العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.
وقال الخصاونة، إنه “ليس هناك تصورات واضحة حول ما يمكن أن يحصل في سوريا أو كيفية التعامل معها، هناك عدة نظريات، فالبعض يقول إن هذا الصراع سيطول ويتحول بشكل مضطرد إلى الطابع العسكري، والبعض الآخر يتوقع حصول تصدع، لكن حتى الآن يظهر التماسك على الجيش السوري، وخاصة القيادات العليا”.
وكان الخصاونة أعلن آواخر الشهر الماضي، إن التدخل الأجنبي في شؤون سورية سيكون أمرا في غاية الصعوبة ولا يمكن مقارنة هذا الأمر بالوضع الليبي لان سورية دولة قوية ودرجة الالتزام الصيني والروسي أقوى معها، مشيرا إلى أن العقوبات المفروضة على سورية مؤخرا ستنعكس سلبا على الشعب.
وأعرب عن أمل الاردن في حل الأزمة السورية بشكل سلمي ، مؤكدا تعاطف الأردن مع الشعب السوري.
وطالب رئيس مجلس النواب عبد الكريم الدغمي، الشهر الماضي بضرورة إيجاد حل عربي لإخراج سورية من أزمتها الحالية، مشيرا إلى أن الأردن تضرر بشدة جراء الأحداث التي شهدتها سورية.
وتشهد عدة مدن سورية منذ اكثر 10 أشهر تظاهرات، مناهضة للسلطات، ترافقت بسقوط شهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن، حيث تقدر الأمم المتحدة عدد ضحايا الاحتجاجات في سورية بنحو 5000 شخصا، فيما تقول مصادر رسمية سورية أن عدد ضحايا الجيش والأمن تجاوز 2000 شخص، وتحمل “جماعات مسلحة” مسؤولية ذلك.