الإصلاح نيوز/
ووضعت لقطات فيديو لأحداث الشغب في بورسعيد عقب مباراة في دوري مصر الممتاز بين المصري صاحب الأرض والأهلي النادي الأكثر نجاحا في البلاد ليشاهدها الملايين في غضون دقائق من حدوثها.[/p]لكن في موسكو تمت التغطية على الكارثة لسبع سنوات بواسطة السلطات السوفيتية التي قالت في البداية إن عدد القتلى يبلغ 66 شخصا لكنها اعترفت في يوليو1989 إن 340 شخصا قتلوا في 20 أكتوبر 1982 حين لعب سبارتاك موسكو مباراة على أرضه ضد هارلم الهولندي في كأس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم باستاد لوجنيكي.
وقتل أولئك المشجعون بعدما سجل سبارتاك هدفا قبل النهاية وسحق مشجعون كانوا يغادرون الاستاد على سلم وفي رواق حين عاد بعضهم إلى الملعب ليقابلوا بالمشجعين الخارجين منه.
وكان التدافع هو نفس السبب في كارثة استاد ايبروكس في جلاسجو في الثاني من يناير 1971 حين قتل 66 شخصا في نهاية مباراة بين الغريمين الاسكتلنديين رينجرز وسيلتيك.
وعاد مشجعون كانوا يغادرون الملعب بعدما سمعوا صيحات إثر تسجيل هدف متأخر ليتعثر العشرات فوق آخرين حاولوا القفز فوق درجات السلم فتسببوا في وفاتهم.
وإلى أن كشف النقاب عن كارثة موسكو في 1982 كانت أكبر حوادث الاستادات المسجلة في العالم هي التي وقعت في ليما عاصمة بيرو في 1964 حين قتل 318 مشجعا وأصيب المئات بعد إلغاء هدف في مباراة بالتصفيات الاولمبية بين بيرو والارجنتين.
وثار المشجعون وأطلق الجنود الغاز المسيل للدموع وسادت الفوضى وقتل المئات.
كما وقعت أحداث دامية أخرى بعد أعمال شغب في الاستاد الوطني في نيبال عام 1988 حين قتل مئة شخص وفي جنوب افريقيا عام 1991 حين قتل 43 شخصا في مباراة بين كايزر تشيفز واورلاندو بايرتس.
أما أكثر الحوادث دموية في افريقيا قبل أحداث الأربعاء فوقعت في مايو ايار 2001 حين قتل نحو 126 شخصا في تدافع في أكرا عاصمة غانا.
وأثرت ثلاثة أحداث دامية على الأمن في الاستادات الاوروبية في الثمانينات من القرن الماضي.
وشدد الأمن بصورة عامة في كل مكان بعد حريق في برادفورد في انجلترا عام 1985 حين قتل 56 شخصا وفي كارثة استاد هيسيل بعدها بأسبوعين حين قتل 39 شخصا وفي كارثة هيلسبره في انجلترا عام 1989 حين قتل 96 من مشجعي ليفربول سحقا في مباراة في شيفيلد في قبل نهائي كأس الاتحاد الانجليزي بين ليفربول ونوتنجهام فورست.
والمفارقة أن كارثة الأربعاء في مصر جاءت بعد إعلان الاتحاد الفرنسي لكرة القدم أنه لن تقام أي مباريات في الخامس من مايو ايار هذا العام لإحياء الذكرى العشرين لكارثة كورسيكا 1992 حين قتل 18 مشجعا في مباراة بقبل نهائي كأس فرنسا بين باستيا واولمبيك مرسيليا إثر انهيار مدرج مؤقت.
ولم يعد ذلك النوع من المدرجات مسموحا في أي مباراة كبرى.
ومؤخرا أصدر الاتحاد الاوروبي لكرة القدم دليلا “لجودة الاستادات” عبر فيه الأمين العام للاتحاد جياني انفانتينو عن الحاجة لأفضل تصميم وبناء لضمان أمن الاستادات.
وقال “تصميم الاستادات في اوروبا يتم بالفعل وفق مقاييس عالية وتم بناء عدد من الاستادات عالية الجودة. كل شيء يمكننا في الاتحاد الاوروبي لكرة القدم القيام به لتقديم الدعم والتشجيع على وضع تصاميم وبناء استادات جيدة سيعود بفائدة كبيرة على كرة القدم والمجتمعات المحلية.”
وبني الاستاد الذي شهد كارثة بورسعيد والذي يسع 18 ألف شخصا جالسين عام 1955 وهو يستوفي تماما لمقاييس الاتحاد الدولي (الفيفا) بعدما خضع لعمليات تحسين مؤخرا واستضاف مباريات في كأس الأمم الافريقية 2006 وفي كأس العالم تحت 20 عاما في 2009.
وعلى عكس الكوارث الأخرى لا يمكن إلقاء اللوم على الاستاد في الوفيات التي حدثت والتي يبدو أن سببها بشري بامتياز.