الإصلاح نيوز- عقد مجلس الأعيان اليوم الاثنين جلسة خاصة في مبنى مجلس الأمة القديم بمناسبة مرور ستين عاماً على صدور الدستور الأردني واحتفاء بعيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني .
وتضمن جدول اعمال الجلسة التي حضرها رئيس الوزراء عون الخصاونة ورئيس الديوان الملكي رياض أبو كركي وهيئة الوزارة ورؤساء وزارات سابقين ورؤساء اللجان في مجلس النواب وعدد كبير من المسؤولين والإعلاميين كلمات القاها رئيسا مجلسي الأعيان والنواب ورئيس الوزراء ورئيس المجلس القضائي.
وأشار رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري في كلمته إلى استلهام مهابة اللحظة لهذا المكان وذاك الزمان والوقوف إجلالا أمام سيرة الرعيل الأول الذين أسسوا وبنوا بريادة ملوك هاشميين أحرار تحت وطأة الشقاء وشظف العيش وظلم المستعمر وطناً أرادوه حضناً دافئاً لكل الطامحين للحرية والعيش الكريم، وثمراً طيباً لثورة العرب الكبرى، ونواة للحلم العربي الكبير الذي كان وما يزال هاجساً في نفوس العرب كافة.
وأضاف ان أولئك الغر الميامين الملك المؤسس عبدالله الأول أبا الدولة، وأبا الدستور الملك طلال بن عبد الله، والملك الباني الحسين بن طلال، ومعهم سائر الآباء والأجداد الذين ما عرفت العقول والضمائر منهم يوماً نوازع الجهوية أو الفئوية، وإنما هُم عربٌ بالفطرة، ومؤمنون بالفطرة، وأُردنيون بالفطرة، يجمعهم همٌّ واحد، هو بناء الدولة الحرة التي يكبر الحلم فيها ليحاكي أحلام العرب كافة، وأحلام المسلمين كافة، فلم تكن الثورة ابتداءً إلا من أجل هدفٍ عظيم كهذا.
ولفت المصري إلى محطات مفصلية في تاريخ الأردن وفصول كريمة من الانجاز المشهود حفزت مجلس الأعيان للمبادرة بعقد هذه الجلسة الخاصة لتنسم عبق الوفاء في فكر أولئك الأغيار وقد أرسوا دعائم الدستور في تاريخ الدولة، وفق فكر قومي إيماني سليم، ونهج وطني سليم ورسخوا مفهوم الأمة مصدراً للسلطات.
وأكد الحرص على قراءة الانجاز ودعم الدستور الجديد بأسباب القوة عدلا وحرية وديمقراطية ومؤسسية ونقاء ونبلاً في السرائر والقلوب دون تمترس خلف فكر ضيق ولا استئثارٍ يلغي كل الآخَر، وإنما شهامة في السلوك ونبلٌ في القول وبعدُ نظر لا يُجارى في استشراف الحاضر والمستقبل، مبينا أن هذا هو أساس بناء الدولة ابتداءً منذ وصول الملك المؤسس وعبر مراحل البناء كافة، مسنوداً بعطاء رجالٍ أخلصوا للفكرة ومنحوها كل جهدهم وتضحياتهم.
واستعرض أهم الأحداث التي شهدها المجلس القديم حيث جرت مراسم تسلم الملوك الراحلين سلطاتهم الدستورية، وإعلان استقلال الوطن ومباركة القرار التاريخي بتعريب قيادة الجيش وإنهاء المعاهدة الأردنية – البريطانية، ودخول الأردن عضواً في هيئة الأمم المتحدة، مشيرا الى أن تشريعات وسياسات أقرت وقيلت خُطبٌ محترمة هنا في الزمن الصعب أجمع الأردنيون والأردنيات ومن كل المشارب على أن الأردن وطن كبير بشعبه وقيادته.
وتابع: لقد كان الرجالُ كباراً بحق وكان المنجز كبيراً بحق فهُنا أُقرت أهم وحدة عربية عرفها التاريخ المعاصر بين الشعبين الشقيقين الأردني والفلسطيني، وهُنـا التقى الرجال من يمين النهر وشماله، وقرروا الوحدة في إطار وحدوي صادق هو المملكة الأردنية الهاشمية، إلا أن مخطط العدو حال دون دوام ذلك وليجد الشعبان الشقيقان وهم الشركاء في الألم والأمل.
وأضاف ان المصالح الوطنية القومية تقتضي أن نعمل معاً وبشرف لا حيدة عنه على صون الهوية الوطنية الأردنية هنا على الأرض الأردنية، والهوية الوطنية الفلسطينية هناك على الأرض الفلسطينية في مواجهة المخطط العدو ذاته، ودعماً لحق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.
وبين رئيس مجلس الأعيان أن التزامن الوجداني مع مناسبة العيد الخمسين لميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني يزيد من العزم على بناء المزيد من النظم التشريعية والإدارية والسياسية لترسيخ الوحدة الوطنية الأصيلة ومؤسسة المسيرة الديمقراطية، وترسيخ نهج العدالة والحرية والمساواة وإحياء الذاكرة الوطنية، وتأصيل الانجاز مرتكزاً للانتماء وعلى أساس مشروع إصلاحي شامل يحصن بلدنا في مواجهة التحديات والمصالح والمطامح الإقليمية والدولية، ويعظم مشاركة الشعب الأردني في الالتفاف حول الدولة والجاهزية للدفاع عن الوطن ومنجزاته.
وأشار إلى انه عندما يكون الدستور سيد الموقف وعندما يكون القانون هادينا جميعاً في القول والعمل وعندما يكون نهج الآباء والأجداد وعنوانه رفعة في الموقف والكلمة مصدر الهام لنا جميعاً، لا يمكــن أن تجنح بنا التحديات أو ظروف الزمان أو أي فكر شاذ صوب مزالق الفرقة أو الفتنة أو فوضى تستجيب لطموحٍ عدو.