يعتبر الدكتور عبد المجيد جرادات ان البحــث المعرفــي يحـظى بإهتمام المؤسـسات الريــاديـــة في مخـــتــلف القطاعات والأنشطة ، لأن حركة التطور في حقول العلم والتكنولوجيا تبدو متسارعة .ويقول الدكتور جرادات الذي استضافته دائرة المكتبة الوطنية للحديث عن كــتابه ثقافة المعرفة والتفكير الاستراتيجي ضمن فعاليات كتاب الأسبوع التي تنظمها الدائرة مساء كل احد ان هذا الأمر يستدعي التركيز على مبدأ المواكبة والبناء على الخبرات النيرة والإفادة من التجارب العلمية والتي تكون نتاجاً للجهود المتواصلة في حقلي الإبداع والإبتكار .
ويضيف ان القيمة الأساسية لثقافة المعرفة تكمن في الإنسان المبدع مبينا انه لا بد من توثيق جملـة مقاربات حــول مفهوم الإبــداع ، متسائلا هل هو صفة موروثة أو مكتسبة ، وهل يواجه الإبداع في عالمنا العربي مشكلات معينة ، وما هو حجم هذه المشكلات ، وكيف تؤثر الثقافة واللغة والتراث الأدبي في تعزيز مقومات الإبداع ؟ ويشير الى ” انه من وجهة نـظر خبراء العلوم الاجتماعية ، فإن الإبداع يفسر على أنه إعادة صياغة أو تأسيس ، ولهذا يمكن القول أن الإبداع في الفن هو إنتاج نوع جديد بواسطة إعادة تــركيب أصيلة للعناصر الموجودة ، وانه في الفلـسفـة والفــكر النظـــري بــصورة عامة ، نوع مـن إستئناف النظــر في المشــكلات المطروحة، وفي مجال العلم هو اختراع واكتشاف ، يتم بمراحل تطبيقية تعتمد على مبدأ التحقــق الذي ينــفـذ بسلسلة مــن التجــارب التي تخضــع للفحص والمراقبة والتقييم بحيث تخلص إلى منطق يتجلى فيه الدليل والبرهان” .
ويؤكد المؤلف من خلال كتابه حرصه على توثيق أهم الملاحظات حول علم الدلالة ( السيمائية ) مبينا انه بالرغم من أن المدارس الحديثة تشير إلى ان هذا الموضوع حظي باهتمام الغرب منذ بدايات القرن العشرين من خلال الأدوات البحثية والمناهج النظرية ، إلا أن ما نجده في معظم المراجع الفكرية يشير إلى أن التراث العربي الإسلامي بشموليته الحضارية يشكل مخزوناً معرفياً وثقافياً .
يقول الدكتور فيصل غرايبة الذي ادار اللقاء ان الدكتور جرادات يبحث في كتابه هذا الذي جاء بدعم من وزارة الثقافة بماهية العمل الثقافي في ظل التحولات الاجتماعية البنيوية معتمداً على منظومة القيم ومستعيناً على ذلك بالحديث عن مفهومي الإبداع والنقد سعياً لتحقيق معادلة التراكم المعرفي .( بترا )