الاصلاح نيوز – اكد يوري زينين كبير الباحثين في جامعة العلاقات الدولية في موسكو أن الشعب السوري قادر على إيجاد الحلول السياسية السلمية للأزمة في سورية والقيادة السورية تمتلك من الخبرة الواسعة ما يمكنها من مواجهة هذه الأحوال غير الطبيعية.
وقال زينين في حديث للتلفزيون العربي السوري إن من الضروري بذل كل الجهود لمنع أي تدخل خارجي في سورية سواء كان عربيا أو أوروبيا لأن سيناريوهات التدخل ستكون سيئة جدا كما حصل في العراق أو ليبيا ولأن هذا التداخل سيفاقم الأزمات الداخلية ولا يساعد على الحل أبداً.
ودعا زينين جامعة الدول العربية للبحث عن الحل والتسوية المناسبة للتطور السلمي في سورية ومنع تصاعد العنف عبر إبعاد المعارضة عن المجموعات الإرهابية المسلحة.
وأشار زينين إلى أن الموقف الروسي واضح من مسودة مشروع القرار العربي الغربي المطروح في مجلس الأمن وقد عبر عنه نائب وزير الخارجية الروسي ويتلخص برفض روسيا أي قرار ينتهك سيادة سورية ويفرض شروطا مسبقة في العملية السياسية فيها.
وأوضح زينين أن مشروع القرار الغربي العربي غير مقبول وروسيا لا ترى إمكانية التصويت عليه وهي لا تزال تطرح مشروع قرارها بهدف تفعيل العملية السياسية في سورية بين الحكومة والمعارضة لإيقاف كل أشكال العنف.
وقال زينين إن العالم العربي يواجه خطورة نابعة من الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية وبعض الدول الغربية تريد الخروج من هذه الأزمة على حساب بعض الدول الغنية وخاصة في المنطقة التي تتركز فيها مصادر النفط والغاز كما أن بعض البلدان العربية المرتبطة ارتباطا وثيقا مع الاقتصاد الغربي وخاصة الأمريكي مضطرة للسير مع الدول الغربية.
من جهته، أكد فلاديمير يفسييف مدير مركز أبحاث السياسات العامة في روسيا أن قطر والسعودية وفرنسا تدعم تهريب السلاح والمسلحين عبر الحدود مع سورية بغطاء من الولايات المتحدة والدول الغربية ولولا هذا التدخل في الشوءون الداخلية السورية لوصلت الأطراف المختلفة إلى اتفاق لإنهاء الأزمة.
وقال يفسييف في حديث لقناة روسيا اليوم إن المبادرة العربية ذات طابع أحادي وهذا غير مناسب للوضع في سورية ولا بد من تقييم أكثر موضوعية كما أن الضغط ليس الوسيلة الوحيدة للحل.. والوضع في سورية مختلف تماما عن اليمن فالمعارضة في سورية لن تستطيع الفوز في الانتخابات لو أجريت بطريقة ديمقراطية لأن تأثيرها ليس كبيرا على الشعب السوري.
وأشار يفسييف إلى أن الموقف الروسي يعتبر أن الحكومة السورية ليست المسؤولة عما يجري بل المعارضة أيضا وعلى الطرفين أن يبديا الاستعداد لتقديم التنازل كما أن استقرار الوضع متوقف على بدء الحوار ووقف تدخل القوى الخارجية ووقف دعم العنف.
واعتبر بوريس دولغوف كبير الباحثين في معهد الاستشراق التابع لاكاديمية العلوم الروسية في موسكو ان الجامعة العربية لم تعد عربية حاليا فقد أصبحت آلة بايدي بعض القوى الأجنبية والغربية بالذات مشيرا إلى أن بعض الدول العربية مثل قطر والسعودية تريدان استخدام الأزمة في سورية لمصالحهما الخاصة وهذا أمر يدعو للأسف.
وأكد دولغوف في تصريح لمراسل سانا في موسكو، أنه لمس الدعم الكبير من قبل الشعب السوري للحكومة السورية وللرئيس بشار الأسد أثناء زيارته الى سورية قبل فترة وقال.. لقد شاهدنا في مدينة دمشق المسيرة الكبيرة في ساحة الامويين يوم الحادي عشر من كانون الثاني الجاري حيث أعرب الشباب والفتيات وممثلو الشعب السوري عن دعمهم الشديد للقيادة السورية.
بدوره قال فلاديمير أورلوف عضو اللجنة الروسية للتضامن مع الشعب السوري.. إن الجامعة العربية اتخذت قبل أيام قرارات معينة ضد سورية دون الأخذ بعين الاعتبار تقرير بعثة المراقبين العرب الذين عملوا في سورية لمدة شهر كامل وشاهدوا الأحداث كما هي في الواقع معربا عن أسفه لكون الجامعة العربية تحولت إلى أداة لتنفيذ الاهداف الجيوسياسية للولايات المتحدة وبلدان حلف شمال الأطلسي الناتو العدوانية لكنه أكد أن روسيا لن تمرر أي قرار ضد سورية.
ورأى اورلوف أن بعض البلدان العربية مثل قطر والسعودية اغتصبت لنفسها الحق في التعبير عن اراء البلدان العربية الأخرى والتلاعب بهذه الآراء واستخدامها كما يحلو لهما لإرضاء الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.
كما أكدت أنهار كوتشنيفا الخبيرة الروسية في الدراسات الشرقية أن الشعب السوري شعب واقعي وقادر على الصمود والتحمل والغرب أخطأ عندما اختار بلدا كسورية لينفذ مشاريعه فيه لأن هذا الشعب بغالبيته يدعم الرئيس بشار الأسد ويرفض التدخل الخارجي في شؤون بلده المستقل .
وقالت كوتشنيفا في حديث لقناة روسيا اليوم إن على روسيا استخدام حق النقض ضد مشروع القرار الغربي حول سورية لأن ما يحصل فيها مماثل لما حصل في جمهوريات القوقاز قبل 15 عاما من حيث استهداف الإرهاب للمدنيين وعناصر الجيش.
وأشارت كوتشنيفا إلى أن الموقف الأوروبي مخطئ تماما وأوروبا إما لا تفهم أو لا تريد أن تفهم ماذا يحصل في سورية ولكن روسيا لديها المعلومات الحقيقية وتعرف ما الذي يحصل ولذلك يجب أن تقف ضد أي قرار يخالف الواقع والحقيقة.
وأضافت كوتشنيفا إن وفد بعثة المراقبين العرب أرسل إلى سورية كي يسيء للسلطات ولكنه لم يستطع فعل ذلك وأنا كشاهدة عشت في سورية فترة أستطيع القول إن أعضاء الوفد عندما جاؤوا في البداية كانوا جامدين وكان الناس يظنون أنهم أتوا كي يعملوا ضد سورية ولكن بعد فترة ونتيجة المعلومات التي وردت إلى اللجنة وما رأته بعينها تغير الوضع ورأينا أن وجوه المراقبين تغيرت وأصبحت إنسانية ولطيفة وهذا ما لم يعجب الذين أرسلوهم كي يسيئوا للحكومة السورية.