استطاعت السيدات العاملات في إدارة السير كشرطيات مرور، إثبات حضورهن بكفاءة عالية وتحديدا في أداء عملهن الذي اعتاد المجتمع على أن يرى الرجل فيه كمراقب للوضع المروري في الشارع العام، بل اصبح بعضهن رقيبات سير يقدن دراجات نارية ودوريات سير ورادار.
وتؤكد العريف علا راجي وهي إحدى الشرطيات اللواتي يقدن سيارة دورية والتي تعمل منذ 2005 في إدارة السير” ان المرأة قادرة على القيام بأي عمل، مشيرة الى ان عمل المرأة في الشارع كشرطية مرور أمر لا يعيبها”.
وأرجعت راجي أسباب نجاحها وقدرتها على تحمل المسؤولية والواجب وتحمل ضغوط العمل إلي التدريبات المتميزة التي تلقتها خلال أربعة أشهر .
كما أن عملها في الشارع زادها من قوة شخصيتها وقدرتها في التعامل مع المواطنين ممن يجادلون عند ارتكابهم مخالفة مرورية بحسب العريف راجي.
العريف فايزة محمد، وهي إحدى الشرطيات اللواتي بدأن بقيادة الدراجة النارية لتنظيم حركة المرور في عمان منذ سبعة سنوات ، استطاعت أن تتجاوز أبرز معيق في عملها الذي تمثل بنظرة المجتمع السلبية للفتاة التي تقود دراجة ” وذلك لرغبتها في التحدي وثقتها الكبيرة بنفسها”.
وتوضح فايزة أن لدى المرأة القدرة على القيام بمهام شرطي السير الذي يقود دراجة نارية كضبط حركة السير وتحرير المخالفات، وتنظيم حركة المرور في المناطق المزدحمة
صعوبات تمكن من تجاوزها
وتمكنت شرطيات المرور من تجاوز عدة صعوبات منها التعامل مع المواطنين اثناء المخالفات، والتعامل مع المركبات ذات السرعات العالية ، كما وتجاوزن نظرة المجتمع لهن لوقوفهن في الشارع.
فالعمل لسنوات طويلة أعطى العريف فايزة الخبرة بكيفية التاقلم مع الظروف القاسية المختلفة
أما سائقة دورية الرادار العريف منال الترك، فإن أبرز التحديات التي تعمل على تجاوزها تتمثل بالتعامل مع المواطنين ممن يتم ضبطهم من خلال الرادار.
ويبقى التحدي الذي تواجهه العاملات في إدارة السير في مختلف القطاعات الميدانية ويدابن على تجاوزه يتمثل بنظرة المجتمع السلبية لهن .
فالعريف علا راجي ترى أن عملها الميداني في الشارع ساعدة على تجاوز هذه النظرة باعتياد الناس على مشاهدتها إضافة إلى أسلوب تعاملها معهم .
ويصل عدد شرطيات السير في الميدان المنتشرات بكافة أنحاء المملكة الى 102 شرطية بحسب مسؤولة قسم الشرطة النسائية في إدارة السير المركزية الرائد بسمة الحجايا
وأضافت الحجايا أن المديرية ” قامت بتدريب ثمانية عشرة شرطية على قيادة الدراجة النارية استمرت منهن ثلاث شرطيات لتنظيم عملية المرور مع زملائهن من الرجال، ويوجد في الميدان أربع شرطيات يقدن سيارة دورية “.
وأرجعت الحجايا عدم إقبال شرطيات السير على ركوب الدراجات النارية إلى رغبتهن الشخصية، فضلا عن وجود شروط عدة يجب توفرها بسائق الدراجة، كالطول والوزن .
وحول نظرة المجتمع لرقيبات السير تقول الحجايا “إن مجتمعنا تحكمه العادات والتقاليد فمنهم من لا يزال يرفض أن تخالفه سيدة، لذى من يرفض أو يوجه إهانة او تصدر عنه مضايقات لإحداهن ممن يحتجزن رخصه وتتعامل معه الإدارة بما هو مناسب “.
وفيما يتعلق بتوزيع الشرطيات في العمل الميداني أوضحت الحجايا بأنه يتم مراعاة الشرطيات كلا بحسب قدرتها على العمل، فالعمل الميداني للشرطية مدته 4 ساعات فقط، بخلاف وقت عمل شرطي السير.
أما العائد المادي لرقيبات السير فإنه ” تساوى مع زميلها في العمل الشرطي، فلهن امتيازات وحوافز مادية ومعنوية وعلاوة تصل إلى 85 دينارا ، بخلاف شرطيات السير ممن يعملن داخل الإدارة، بحسب الحجايا.