تعتبر محافظة الزرقاء من مناطق المملكة العابقة بالشواهد والحلقات التاريخية التي مرت على الاردن ابتداء من العصور الحجرية وانتهاء بالعصور الحديثة.
معظم المواقع التي عثرت عليها فرق التنقيبات الاثرية في المحافظة, تمثل شاهدا حيا على عدد من الفترات التاريخية المهمة التي استقرت في المنطقة سواء البرونزية ام الحديدية ام الكالكوليثية (النحاسية) مرورا بالبيزنطية فالرومانية وانتهاء بالفترة الاسلامية.
ويرفض مدير دائرة اثار محافظة الزرقاء رومل غريب التصور الجمعي عن الزرقاء بانها منطقة صحراوية خاوية وقال: بل هي على العكس غنية بالاثار التي تعود لكل العصور التاريخية التي مرت على الاردن ابتداء من العصور الحجرية القديمة (10) عشرة الاف سنة قبل الميلاد وحتى العصور الاسلامية المتأخرة العهد العثماني.
واضاف غريب ان المحافظة تحوي اكثر من (100) مئة موقع اثري مهم من القصور الصحراوية والقلاع والحمامات والكنائس والمحطات التجارية وكذلك المحطات العسكرية, مشيرا الى وجود قطع اثرية يتجاوز عددها على ال (600) قطعة تعود تاريخها لنفس العصور, لكنها تبحث عن متحف ملائم يواكب روح الحضارة والحداثة التي عاشته هذه الحضارات في الزرقاء.
ونوه ان هذه القطع غالبيتها محفوظة بصناديق كرتونية فيما البعض الآخر في خزائن عرض في مبنى الدائرة لكنها لا تكفي للجمهور.
واكد غريب مطالبته المستمرة من خلال المجالس التنفيذية والاستشارية التي تعقدها المحافظة بمتحف علمي اثري لعرض مجموعة الاثار الثمينة, مفتوح امام الجمهور والسائحين.
وقال: يبحث السائح عن معلم ليشاهد من خلاله الابعاد التاريخية للمدينة التي يزورها لا سيما ان محافظة الزرقاء كانت محطة رئيسية في حياة الشعوب والحضارات السالفة.
وقال غريب ان دائرة الاثار بالزرقاء تمتلك دونمين ونصف الدونم والارض مسجلة باسم دائرة الاثار العامة من اراضي الزرقاء, داعيا ان يكون هناك مبنى تملكه الدائرة بحيث يكون في جنباته متحف الاثار.
وطالب بادراج انشاء مبنى للمتحف ضمن المشاريع الرئيسية في موازنة المحافظة او تمويل المشروع من خلال دعم وزارة التخطيط التي تتبنى المشاريع الريادية الهادفة حيث سيساهم في تنشيط ودعم السياحة الداخلية وسيحل مشكلة المبنى المستأجر الذي تعيشه الدائرة منذ سنين طويلة.
قصر شبيب
في السياق قال غريب ان نسبة الانجاز في تأهيل الساحة المحيطة بقصر شبيب وصلت الى (90%), مشيرا ان هذه الساحة ستكون جاهزة لاقامة الفعاليات الثقافية والفنية وتأهيلها كمتنزه أثري بسكان وسط مدينة الزرقاء .
واوضح ان من ضمن المشاريع المستقبلية صيانة موقع قلعة الازرق الاثري من حيث توفير مرافق صحية للزوار عدد (4) وصيانة المرافق القديمة.
وقال ان من جملة المطالب الرئيسية والملحة صيانة المواقع الاثرية الموجودة على مستوى مناطق المحافظة وكذلك حمايتها ومنها مشروع حماية موقع خربة البتراوي لا سيما أنه الموقع الوحيد داخل مدينة الزرقاء الذي يمثل مدينة مسورة تعود للعصر البرونزي المبكر وكذلك مشروع حماية موقع خربة الرصيفة من الاعتداءات وأعمال التخريب وايقاف التدهور البيئي لهذا الموقع .