مشروع هيكلة الرواتب الذي أصبح واقعا منذ بداية هذا الشهر مشروعٌ كبيرٌ ومعقدٌ وقد بذلت وزارة تطوير القطاع العام وديوان الخدمة المدنية جهودا جبارة من أجل إعداده وهو بالتأكيد ليس مشروعا مثاليا لكن على الأقل عالج اختلالات كبيرة في رواتب موظفي الدولة هذه الاختلالات التي أوجدها بعض المسؤولين الذين تجاوزوا على الأنظمة والقوانين وحاولوا تمييز بعض الموظفين عن زملائهم أما الأهم من ذلك فهو معالجة الاختلالات الكبيرة جدا في رواتب موظفي المؤسسات المستقلة التي لا يوجد حدود لرواتب بعضهم.
الدكتور خليف الخوالده كان واضحا جدا خلال اللقاء الذي جرى في منتدى الدستور الأسبوع الماضي عندما قال بإن نظام الهيكلة عالج العديد من الاختلالات في الرواتب وهو ليس نظاما مثاليا وقد يتبين بعد التطبيق أن هناك ثغراتٍ لم يعالجها هذا النظام وهذه الثغرات ستتم معالجتها إن كانت موجودة كما أوضح بأن بعض المحتجين من بعض فئات الموظفين على تخفيض العلاوات التي كانوا يتقاضونها قبل تطبيق نظام الهيكلة هؤلاء الإخوة لم ينظروا إلا إلى هذه العلاوات لكنهم لم ينظروا إلى تعديل الرواتب الأساسية وهذا يعني أن تخفيض العلاوات مع زيادة هذه الرواتب سيكون لصالح الموظفين وتمنى على جميع الإخوة موظفي الدولة أن ينتظروا حتى نهاية هذا الشهر أي لحين قبضهم لرواتبهم وعندها سيلمسون الفرق بين الراتب القديم والراتب الجديد. ومن يشعر بأنه قد ظلم أو لم يأخذ حقه فبإمكانه الاعتراض من خلال تقديم طلب بذلك وهنالك لجنة ستنظر في كل هذه الاعتراضات بحيث يأخذ كل ذي حق حقه.
الاحتجاجات والاعتصامات والإضرابات التي حدثت أو التي يهدد البعض القيام بها هي بالتأكيد إجراءات غير منطقية وغير مقبولة قبل أن يقبض هؤلاء رواتبهم وقبل أن يعرفوا مقدار هذه الرواتب أما التفاصيل فليس لها قيمة ما دامت النتائج ستكون في النهاية إيجابية
نظام هيكلة الرواتب بدون شك نظام حضاري وقد طالبنا به منذ بضع سنوات لأننا كنا نشعر بأن هناك خللا كبيرا في الرواتب ولأن بعض المسؤولين الكبار كانوا يستغلون بعض مواد الخدمة المدنية لكي يعينوا الناس المحسوبين عليهم برواتب تصل إلى ألفي دينار في الشهر أو أكثر وهم ما زالوا خريجين جددا وذلك عن طريق تعيينهم بعقود استثنائية كما أن بعض موظفي الدولة المحسوبين على بعض الوزراء أو المتنفذين كانوا إما أن ينتقلوا إلى بعض المؤسسات المستقلة ليحصلوا على عشرة أضعاف رواتبهم أو يستقيلوا ليعينوا في إحدى هذه المؤسسات برواتب فلكية.
بقيت عدة أيام على استلام الرواتب وسيعرف كل موظف كم أصبح راتبه بعد الهيكلة فإذا لم يعجبه هذا الراتب فيمكنه أن يعترض أمام اللجنة الخاصة بالاعتراضات فما دمنا نطالب بالديمقراطية فيجب أن نبدأ بأنفسنا بحيث نكون نحن ديمقراطيين ونتبع الأساليب الديمقراطية في مطالبنا.
مرة أخرى نتمنى أن ننظر إلى نظام هيكلة الرواتب من منظور كلي وليس منظورا شخصيا.
الدستور