السياسة في بلدنا مثل برنامج «فكر واربح»..متعة المتسابق تتنامى على حساب وقت المشاهد..
كل حكومة جديدة، يرمى في حضنها كتلة كبيرة من القضايا الشائكة والمتداخلة مثل «كبة الخيطان»، فتمضي كل وقتها في «تفكيك» الخيوط عن بعضها البعض باحثة عن رأس الحل الضائع، وقبل ان تهتدي الى ذلك «يأتي التغيير»..فترمى الكبّة في حضن حكومة أخرى جديدة ومتحمسة،،، لكن هذه المرة كتلة القضايا تكون أكثر تعقيداً وأكثر تشابكاً وأكثر تداخلاً وبالتالي تحتاج الى وقت أكبر وجهد أكثر في الحل..
في الحكومة السابقة، شُكّلت لجنة الحوار الوطني، لتحديد أولويات العمل السياسي والإصلاحي في الأردن..اللجنة وعلى مدار شهور عقدت عدة اجتماعات و نقاشات وحوارات، ولم يترك أعضاؤها مدينة ولا قرية ولا بادية ولا «زاروبة» الا واجتمعوا فيها وتحدّثوا مع أهلها عن رؤيتهم لقانون الانتخاب وقانون الأحزاب..خرجوا بتوصيات طويلة عريضة معظمها مهم وقابل للتطبيق الفوري..لكن للأسف يبدو انها نامت في الإدراج دون أن يعرف احد مصيرها، وجاءت الحكومة الجديدة لتبحث هي الأخرى عن رأس الحل باجتهاد شخصي، الى ان «يأتي التغيير» فترمى «الكبّة « في حضن حكومة جديدة ..وهكذا دواليك الى مالا نهاية، او الى نهاية..
سؤالي لماذا لا ترمى «الكبّة» في حضن الشعب ونخلص من القصة!!..لماذا لا يتم اجراء استفتاء وطني شامل على قانون الانتخاب وقانون الأحزاب ومراجعة سياسة الخصخصة والتعديلات الدستورية، ومحاربة الفساد، و على مطالب الشارع وقوى المعارضة، والحركات الإصلاحية الأخرى..
لماذا لا نترك الشعب يقرر مصيره بنفسه، ويرسم خريطته، الاصلاحية كيفما يشاء ولو مرة واحدة بتاريخه.
يا صاحب القرار: «استفت شعبك ولو أفتاك الساسة»..
فقد ذبحنا «التردد»..