أستاذنا العزيز راكان المجالي يتعرض لحملة من جانب النواب، إثر تصريحات له بشأن الانتخابات النيابية استنتج منها النواب، ان مجلس النواب،قدس الله سره، في طريقه إلى الحل،مما اثار غضب النواب ضده، وبدأوا بجمع تواقيع لاسقاط الوزير.
على جبهة قريبة حدث خلاف بين المجالي ورئيس الديوان الملكي الهاشمي السابق العين يوسف الدلابيح، إثر نقاش حول حرية الاعلام، وامتد الخلاف ليبدو خلافاً بين أبناء الكرك وأبناء بني حسن، على الرغم من ان كليهما ينتمي لعشيرة تحترم الاخرى.
اضطرت شخصيات من بني حسن للتدخل لمنع الفتنة بينهما في بلد لا يحتمل كل هذا التطاحن،وأصدر طاهر المصري رئيس مجلس الأعيان بياناً اطفائياً في محاولة منه لحل عقدة الخلاف بين الرجلين، لان الخلاف سياسي، ولا يريد له ان يصبح عائلياً.
ليس مثل الاعلامي رجل في الدنيا قادر على ان يتصدر المشهد بوسائل مختلفة،ولان القصتين، لم تنتهيا فقد اعتصم الصحفيون تضامناً مع الوزير أمام نقابة الصحفيين، وأعلنوا اصطفافهم مع الزميل قبل الوزير، والنقيب السابق قبل المسؤول الحالي.
تصاعدت قصة أستاذنا راكان لتتفجر مسيرتان في الكرك،على خلفية الاصلاح،ويشارك الوزير للمرة الثالثة في المسيرات،ويهتف الغاضبون ضد النواب ويتواصل التصعيد يوماً بعد يوم.
هناك تطابق غريب بين حالة الوزير المجالي،وحالة الوزير السابق الأستاذ الاعلامي طاهر العدوان الذي استقال احتجاجاً من حكومة البخيت، وبقيت استقالته ُمّعلقة إلى حين حدوث التعديل الوزاري، وهذا التطابق ليس كلياً، لان كل وزير له سماته المختلفة.
الذي يكتب زاوية يومية مثل الأستاذين المجالي والعدوان،يصير صعباً عليه الجلوس في موقع وزير،ويصير مستحيلا ألاّ يعبر عن رأيه الشخصي، وان يصمت، وان يبرر ويسوق في حالات اي قرارات تخالف خطه السياسي في مقالاته.
أسوأ مافي الموقع الرسمي الذي يتسلمه أي كاتب صحفي، انه تفرض عليه طقوس جديدة، أقلها تبرير سياسات كان ينتقدها وهو كاتب،وابسطها السكوت على قضايا كثيرة، بعد ان كان يحرك مدفعه هدراً ودوياً وقصفاً ضدها،فأذ به يتحول من ناطق يومي باسم الشعب، الى ناطق يومي باسم الحكومة، على مافي المهمتين من تناقض.
بعضنا يتفلت من حالة التكييف الجديدة، لانه اعتاد ان يبلور مواقفه بقوة، دون ان يخشى أحداً،وإذ به اليوم لايتكيف مع سقوف الموقع الوزاري، فالوزارة اذ يلبسها الكاتب الصحفي، ضيقة المقاس، محشورة، محسودة، قابلة للفرط والانفراط.
لو استقال الزميل المجالي، فسيجد ان اغلبنا سُيبرق له مهنئاً بالعودة إلى السرب وإلى كتيبة المدفعية الصحفية الرابعة،حيث التغريد كما يشاء، والتحليق كما يشاء، والنقر في حالات اخرى كما يشاء.
العشق المستحيل هو ذاك العشق بين القلم والمبراة.