أطلقت مجلة بزنس ويك الأميركية على سنة 2011 اسم عام القبضات التي يجري التلويح بها في المظاهرات الغاضبة حول العالم ابتداء من ميدان التحرير في مصر ، وانتهاء بوول ستريت في أميركا ، مروراً بالعديد من عواصم الشرق الاوسط وأميركا وأوروبا.
،لماذا تغضب شعوب العالم مع أن الدنيا تبدو بخير عند مقارنتها بالماضي؟ خلال السنوات الثلاثين الماضية انخفض عدد الفقراء في العالم الثالث من 50% إلى 20% كما تقول وكالات الامم المتحدة ، وانخفضت نسبة الوفيات بين الأطفال الرضع إلى أقل من النصف ، وصارت البنات يذهبن إلى المدارس ، وانحسر الاستعمار ، وتلقى الطغاة والإرهابيون ضربات قاتلة ، وأصبح العالم أكثر أمناً وحرية مما كان في أي عصر مضى ، وارتفع عدد البشر إلى سبعة مليارات ، يعيشون في عالم أكثر غنى وصحة وأمناً من أي عهود سابقة.
،وإذا تركنا العالم مؤقتاً نجد أن الأردن شهد خلال ستين عاماً ثورة اقتصادية واجتماعية ، فتضاعف عدد السكان 12 مرة ، وارتفع حجم الاقتصاد الوطني بالأسعار الجارية 420 مرة وتحسن مستوى المعيشة 35 مرة ، ووصلت الكهرباء والماء إلى جميع البيوت ، وانخفضت الامية إلى درجة قريبة من الصفر ، وتأسست 25 جامعة ، وأكثر من 100 مستشفى ، وأصبح كل مواطن يحمل هاتفاً ، ووجدت في معظم البيوت تلفزيونات ، وثلاجات وغسالات وأفران غاز وأجهزة كمبيوتر مما لم يكن له وجود من قبل ، وأصبح لدينا أكثر من مليون سيارة خصوصية.
،في الجانب السلبي ، ما زال لدينا فقراء تقدرهم الإحصاءات بحوالي 15% من السكان ، وعاطلون عن العمل يتراوحون حول 13% من القوى العاملة ، وهناك قدر من الفساد المالي والإداري الذي يعترف به الجميع ، كما أن هناك فجوة واسعة بين الأغنياء والفقراء ، وتتعرض الطبقة الوسطى لضغوط هائلة لاتساع الشفة بين الإمكانيات المتواضعة والتوقعات الكبيرة ، مما يسبب الإحباط وخيبة الأمل.
،يبقى سبب هام وراء الربيع العربي هو الموضوع الفلسطيني ، فقد اعتقد كثيرون أنه غائب عن الحراك العربي مع أنه موجود في أعماق النفس العربية التي تشعر بالمهانة بسبب الهزائم التي منيت بها الأنظمة في الصراع العربي الإسرائيلي خلال 65 عاماً.