ا
لا نعرف كيف نتحدث عن وجود مصالحة فلسطينية في وقت ترفض فيه حركة ””حماس”” دخول وفد من حركة ””فتح”” شريكتها في هذه المصالحة الى قطاع غزة، بينما تذهب الثانية الى ””فتح”” ممثلة برئاسة السلطة وعضو لجنتها المركزية (صائب عريقات) الى مفاوضات مباشرة مع الاسرائيليين في عمان دون التشاور مع شركائها في هذه المصالحة.
كلمة المصالحة الفلسطينية فقدت مصداقيتها في اعين الشعب الفلسطيني، لانها غير جدية، ولا تعمر طويلا، وتكشف عن تناقض كبير بين الاقوال والافعال.
وفد حركة ””فتح”” يجب ان يدخل الى قطاع غزة دون اي عوائق او مضايقات، لانه وفد فلسطيني يملك الحق كاملا في دخول اراض فلسطينية ويلتقي بمن يشاء من ابناء الحركة ومنتسبيها طالما انه لا يخالف القانون ولا نعتقد ان هذه اللقاءات تتعارض مع السلم المدني او تخرق اي قانون.
حكومة ””حماس”” اخطأت عندما منعت هؤلاء من الدخول بطرق ميسرة، واعطت انطباعا بان ما هو بالضفة الغربية فهو لسلطة ””فتح”” وما هو بقطاع غزة فهو لسلطة ””حماس””، وكأننا امام بلدين منفصلين، وشعبين ليس بينهما اي روابط دم ووحدة مصير.
في المقابل لا نفهم كيف تكون هناك مهرجانات لاتفاق المصالحة، وحديث عن تنسيق للمواقف ضد اسرائيل، واتفاق على اصلاح منظمة التحرير وتحديد موعد لانتخابات برلمانية ورئاسية ونشاهد السلطة تنخرط في مفاوضات متواصلة مع الاسرائيليين ودون اي وقف للاستيطان وتهويد القدس، متراجعة كليا عن تصريحاتها النارية حول اتخاذ مواقف تغير المعادلات في الشرق الاوسط، وتطلق انتفاضة عصيان مدني ضد الاحتلال؟
المصالحة التزام جدي، وبدء صفحة جديدة من التنسيق والتشاور، ووضع استراتيجية مشتركة لمواجهة الاحتلال، ولكن ما نراه حاليا يتناقض مع كل هذه البديهيات كليا، ويكشف عن اجندات سرية فصائلية تعكس نوايا متعارضة ان لم تكن متصادمة.
يقولون شيئا في العلن ويطبقون شيئا آخر في السر والشعب الفلسطيني الذي صفق لهذه المصالحة هو مثل الزوج المخدوع ليس فقط هو آخر من يعلم بل هو الضحية.
مصالحة تبويس اللحى والخطب الرنانة والعناقات التلفزيونية ليست هي المصالحة التي يتطلع اليها الشعب الفلسطيني ويتمناها، المصالحة التي يريدها الشعب الفلسطيني هي مصالحة تستند الى المصداقية والجدية وارضية المقاومة واحترام التعهدات، وما نراه حاليا يتناقض كليا مع تطلعاته وآماله.