تحجز الجهات الرسمية على ارصدة مسؤولين فلسطينيين في الاردن،على خلفية قضايا فساد،بناء على طلب السلطة الوطنية الفلسطينية،وهذا يقول لك ان الفساد ُمعشش داخل الثورة الفلسطينية.لم يكن ينقص الشعب الفلسطيني،فوق مصائبه،الا ان يعشش الفساد بين المسؤولين الذين يمتطون صهوة فلسطين،وقضيتها،واذا كان الشعب الفلسطيني واجه تاريخيا الاحتلال وكل ماجاء به الاحتلال،فقد كان متوقعا على الاقل ألا يسرقه بعض ثواره فوق الاحمال التي فوق الشعب الفلسطيني.[/p]لايتوقف الفساد عند الاسماء التي تم حجز ارصدتها،اذ ان هناك عشرات الاسماء الاخرى التي سرقت مال الشعب الفلسطيني،غير ان لااحد يقترب منها لانها لم تدخل في صراع مع زعامات السلطة او رموزها وبقيت امورها بعيدا عن الاعين لانها ليست مطلوبة سياسيا.
ماذا تقول السلطة الوطنية عن شراء مسؤول فلسطيني برتبة وزير شقة في لندن بخمسة ملايين جنيه استرليني،قبل شهور،وانفاقه للمال ايضا في ملاهي لندن وكازينوهات لندن،فيما الاقصى هناك قيد الهدم والاحتلال؟!.
ماذا تقول عن رمز اخر له فلل ومزارع هنا في الاردن،وماذا تقول عن وكلاء الشركات الاسرائيلية في الضفة الذين يتولون بيع البضائع الاسرائيلية عبر واجهات عادية،فيما هم يظهرون عبر مواقع سياسية يبيعون الكلام والوطنية على فقراء الفلسطينيين ومشرديهم.
الشعب الفلسطيني ليس فقيرا،اذا انه شعب غني،والثورة الفلسطينية حظيت بدعم عربي واسلامي،كبير،وفوق ذلك تبرعات الفلسطينيين في العالم،لكنك ترى ببساطة اليوم ان مئات الاسماء سرقت مال شهداء فلسطين وايتامهم،وضخت كل هذا المال في حسابات شخصية.
هل تقدر السلطة الوطنية ان تقول لنا من اين اثرى قادة امنيون،ومن اين ُيعلمون اولادهم في اوروبا،ومن اين حصلوا على اموالهم اساسا،ونحن نعرفهم ونعرف اهاليهم من باعة الكعك والبيض والزعتر؟!.
الثورة فقيرة،والثوار اغنياء،واذا انتقدت الفساد بينهم قيل لك انك تشوه سمعة الشعب الفلسطيني،وهذا كلام حق يراد به باطل،لان سمعة الشعب الفلسطيني لايتم بناؤها من سمعة بعض من تاجروا بالامه،ومصاعبه،اذا ماذنب فقراء غزة والضفة الغربية،الذين يقفون اليوم على طوابير المساعدات الانسانية،فيما الرموز التي تاجرت بقضيتهم تجمع الملايين من دمهم وبأسمهم؟!.
اذا ارادت السلطة الوطنية ان تحارب الفساد حقا في الثورة الفلسطينية فعليها ان توجه سؤالا الى دول العالم،اذا قبلت السؤال اساسا،وردت بالجواب،لتعرف اسماء المسؤولين الذين لهم ارصده سرية واموال وعقارات في دول الخليج وبقية الدول العربية،وبقية دول العالم،وقد تكتشف السلطة ان مليارات تم نهبها على مدى عقود،وتم وضعها في ارصدة سرية وعقارات.
مسكين هو الشعب الفلسطيني،فهو لايعرف ماذا يواجه وماذا يترك؟هل يواجه الاحتلال ام العملاء ام اللصوص ام الخلافات الفلسطينية،ام تآمر العالم عليه.كل ماسبق لعب دورا في الوصول الى نتيجة نهائية تقول ان هذا شعب تم ارهاقه وانهاكه بطريقة متعمدة ليتعب ويفقد ثقته في كل شيء.
مصيبة الفلسطينيين ليست في الاحتلال فقط،بل في اغلب مسؤوليه ايضا.
التاريخ : 11-01-