كشفت وثائق رسمية عن تجاوزات مالية ارتكبتها دائرة الآثار العامة خلال الفترة الواقعة مابين 2002-2006 في مشروع توثيق التراث الحضاري المحلي “سترابون” الذي شاركت فيه الدائرة.
وتظهر الوثائق أن الدائرة فتحت حسابا خاصا لمشروع سترابون في أحد البنوك المحلية بدون أخذ موافقة وزير المالية في ذلك الوقت زياد فريز وهو ما يعتبر مخالفا للتعليمات التي توجب على الدائرة فتح حساب للمشروع في (أمانات الدائرة لدى وزارة المالية).
لكن مدير دائرة الآثار العامة بالوكالة حاليا فارس الحمود يقول في تصريحات لـ”الغد” إن قيمة التمويل الذي حصلت دائرة الآثار العامة عليه 38,878 الف يورو في ذلك الوقت.
من جهتها بينت المصادر التي فضلت عدم الكشف عنها ” أنها كانت مطلعة على الملف المالي للدائرة إذ تم فتح حساب خاص للمشروع بدون أخذ موافقة وزارة المالية وهو أمر مخالف للتعليمات كون صرف التمويل يجب أن يتم بشكل رسمي وبأوراق وشيكات رسمية”.
ويشار إلى أن مشروع “سترابون” خصص ميزانية قيمتها 3.7 مليون يورو لأكثر من دولة، وهو عبارة عن نظام معلوماتي وإعلامي متعدد اللغات لتوثيق التراث المحلي وخدمة السياحة، ظهر نتيجة اتفاقية تعاون بين مبادرة الشراكة الأوروبية المتوسطية للإعلام (EUMEDIS) وبيت علوم الانسان (MHS) ويضم 19 مؤسسة وهيئة من أربعة بلدان أوروبية شمال المتوسط وثمانية بلدان تقع جنوبه وشرقه.
وحول رد دائرة الآثار العامة على استفسارات “الغد” حول مشروع سترابون قال الحمود إن “الصحافة ليست جهة رقابية مخولة للسؤال عن طريقة صرف مبلغ التمويل الخاص بالمشروع”.
واكتفى الحمود بالقول إن مشروع سترابون هو نظام معلوماتي متعدد اللغات لتوثيق التراث الحضاري المحلي وخدمة السياحة في اوروبا ودول حوض المتوسط.
وأضاف الحمود أن المشروع الممول من برنامج EUMEDIS، يهدف إلى تعريف العالم اجمع بمدى غنى التراث الثقافي والمادي لبلدان حوض المتوسط. وقد اعتمد المشروع على طرق وادوات الكترونية تسمح بضم وربط الملفات المتعددة الوسائط بشكل فوري بمجرد اعطائها اوامر في صورة نصوص.
وأشار الى أن الدول التي شاركت في المشروع هي المغرب، الجزائر، تونس، مصر، فلسطين، الاردن، سورية، لبنان، اليونان، ايطاليا، البرتغال وفرنسا (منسق المشروع)، لافتا الى أن الجامعة الأردنية ودائرة الآثار العامة شاركتا في المشروع.
وأما عن نتائج المشروع فقال الحمود إنه” تم تجهيز مختبر للحاسوب من خلال مشروع سترابون في دائرة الآثار العامة ضم عددا من الأجهزة بقيمة 27,010 ألف يورو، وتدريب سبعة موظفين على استخدام التقنيات الرقمية الحديثة في التوثيق وابراز العديد من المواقع الأثرية وبالتالي ترويجها عبر الشبكة العنكبوتية، ووضع الموقعين اللذين تم العمل عليهما من خلال المشروع (جرش وام الجمال) ضمن الموقع الالكتروني الذي هو ابرز مخرجات المشروع”.
وبين انه من نتائج المشروع بناء شبكة علاقات خارجية بين الموظفين المشاركين ونظرائهم من الدول المشاركة للاطلاع على ما تقوم به المؤسسات المشابهة في دول حوض المتوسط، اضافة الى منشورات عن المشروع واقراص مدمجة.