زهير عبد القادر
لا احبذ في كتاباتي الصحفية أثارة الفزع والخوف..وأحرص كل الحرص على نقل المعطيات والحقائق والأحداث كما هي على ارض الواقع…ولكنني قرأت اليوم تقريرا للزميلة كوثر صوالحة على صفحات جريدة (الدستور)الأردنية بعنوان : 13 الف مريض ليبي يغلقون مستشفيات المملكة أمام الاردنيين…التقرير المنشور أثار الفزع والخوف في نفسي…شعرت بالخوف والحزن والغضب…شعرت بغربة قاتلة داخل وطني…فالموضوع يتعلق بصحة المواطن بل بحياته وأكثر من ذلك بموته…قرأت التقرير اكثر من مرة…أجل الموضوع ليس رفع سعر البندورة او جرة الغاز…الموضوع يتعلق بحياة كل فرد منا وكل صغير وكبير وشيخ وشاب وكل رجل وامرأة وطفل …الموضوع يتعلق بشعب كامل..
حسب تقرير (الدستور) يرقد الان على أسرة الشفاء في مستشفياتنا والتي عددها 105 والتي تحتوي على 12 الف سرير 13 ألف مريض ليبي…وهذا يعني ان المستشفيات الأردنية الان (حسب التقرير والأرقام) مغلقة في وجه المرضى الأردنيين.واسأل نفسي الان واوجه السؤال لمعالي وزير الصحة الأكرم والى ممثلي الشعب في مجلس النواب والى كل مسؤول في وطني…ماذا لو حصل لاسمح الله حادث سير ونتج عنه حالات وفاة واصابات بالغة؟ماذا لو أحتاج مواطن أردني الى عملية جراحية فورية؟ماذا لو شب لاسمح الله حريق في منزل أو فندق او مصنع….أين سيعالج المصابين ؟
نحن نعتز بأشقائنا العرب ونودهم وعلى أستعداد ان نتقاسم معهم لقمة العيش في وقت الحاجة…أما أن تغلق أبواب مستشفياتنا في وجه مرضانا في حالات الخطر والألم فهذا وضع لايقبله احد.
رئيس جمعية المستشفيات الخاصة عوني البشير يقول للدستور ان دخول المرضى الليبين دون تنسيق ودون تنظيم خلق أزمة كبيرة وخانقة في المستشفيات…وهذا يدل دلالة واضحة على تقصير بعض المسؤولين في وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة…لا أعرف كيف حصل ذلك في بلد متقدم كالأردن…حتى على متن الطائرات نترك مقاعد فارغة للحالات الطارئة …
وقبل ان اختتم مقالي هذا ان أوجه سؤالا للمشرفين على بعض المستشفيات الخاصة…ماذا عن مضار البكتيريا والتي انتشرت بسبب تلوت جروح وأصابات بعض الأخوة الليبين بها وخاصة تلك الجروح والأصابات التي وصلت متاخرة ومتعفنة ؟ هل تشكل هذه الجراثيم خطرا على صحة مواطنينا الأردنيين العاملين في هذه المستشفيات ومرضانا على أسرة الشفاء؟
بأسم شيوخنا وأطفالنا…بأسم مرضانا وأصحائنا…باسم كل أردنية وأردني …باسم الوطن والمواطن….نناشد في هذا المقال أعضاء مجلس النواب المحترمين ومعالي وزير الصحة وكل مسؤول في بلدي ان يترك الان كل شييء ويهتم في حل هذه الكارثة التي قد يتعرض اليها كل فرد منا…في كل زمان ومكان… وهل يعقل ايها السيدات والسادة ان يبقى بلد في العالم دون مستشفيات او بمستشفيات مليئة ؟حمى الله الأردن وشعبه وقيادته الهاشمية…وأدام الله على الجميع الصحة والعافية …صباح الخير.