كتب: فيصل الشبول/
في الساحة لاعبون ومتلاعبون، وفيها اصلاحيون ومصلحيون، وعقلاء ومتهورون. وثم من يصر على وضعهم جميعا في خانة واحدة.
وفي المقابل هنالك من يدفع نحو التأزيم، بعضهم في الشارع، وبعضهم ممن يجلسون على كراسي المسؤولية، وهؤلاء على نوعين، فبعضهم يريد ان يبعد عن نفسه اي شبهة فيدفع نحو العنف، والبعض الآخر لم تصله الرسالة بعد بأن الدنيا تغيرت لدينا ومن حولنا.
الحاضر سيصبح ماضيا في الغد، وما يجري اليوم هو بسبب اخطاء وجرائم ارتكبت بحق الوطن بالأمس، فهل نمتلك الشجاعة لنحاسب اليوم بدلا من الانتظار الى الغد لنكتشف من جديد اننا ارتكبنا اخطاء كان ممكنا تجاوزها والحيلولة دون وقوعها ؟
الجميع من دون استثناء يتحدثون عن الاصلاح، ويعترفون بضرورة واهمية المراجعة والمكاشفة والمحاسبة، ومكافحة الفساد والفاسدين وسيادة الدولة والقانون واعادة الهيبة للسلطات والعدل للناس …
ان كان الأمر كذلك، فما الذي يجعل منا فريقين متقابلين متخاصمين ومختلفين وطنيا، ولماذا تخرج المسيرات المطالبة بالاصلاح فتخرج مقابلها مسيرات الولاء ؟؟
في الاسبوع الماضي سادت ادبيات التوتر والاتهامية، وكأننا كنا نسير نحو الفتنة، بعدها خرجت عبر وسائل الإعلام صور اجتماعات ولقاءات فتغيرت النبرة لدى الطرفين.
ليس في ظاهر الأمور ما يدعو للإختلاف … فإذا طالب طرف بمحاربة الفساد، فلا يستطيع طرف آخر ان يعلن رفضه لمحاربة الفساد، فلا يستطيع طرف آخر ان يعلن رفضه لمحاربة الفساد … واذا طالب هذا بالعدل والمساواة، فلا يستطيع ذاك انكار المطلب، وهكذا فإذا طالب المحتجون بالنزاهة والشفافية والديمقراطية وحقوق الانسان فلا يستطيع احد في الحكومة ان ينكر هذه المطالب كحقوق.
ما الذي يحدث اذا …؟
الاختلاف واضح على الاسلوب الذي اديرت به الدولة ومؤسساتها على مدى اعوام مضت وادت الى الكثير من الاخطاء والخطايا والفساد والإفساد، وقد آن موعد الحساب.
والاختلاف واضح كذلك على خارطة طريق المستقبل وعلى جدية التحرك نحو هذا الطريق.
فالدولة تبدو امام الرأي العام وكأنها مترددة في مكافحة الفساد ومحاكمة الفاسدين وبعضهم معروفون للصغير قبل الكبير ولا يحتاجون الى من يؤشر عليهم او ان يدل احدا على عناوينهم.
والتأخير في انجاز بعض التشريعات يعطي الانطباع بأن ثمة من ينتظر تغير الظروف للتراجع عن تعهدات وقرارات.
والصورة النمطية التي تكونت لدى الرأي العام في الداخل والخارج منذ عام 2007 عن البرلمان، وضعته خارج حسابات الناس في التصدي لمطالبهم والتعبير عن آمالهم.
كل ما يجري مقبول ما دام بعيدا عن العنف، وكل جهد للحوار والتهدئة مطلوب حتى يصل الجميع الى قناعة بالطريق الاردني نحو المستقبل.
كل شيء مقبول بعيدا عن الدم.