د. ناصر اللحام
كتب: د. ناصر اللحام
نشبت تظاهرات جديدة في القاهرة مؤخرا ، على خلفية قيام رجال الامن بسحب سيدة متظاهرة ونزع ثيابها عنها وظهورها على شاشات الفضائيات بحمالة الصدر الزرقاء ، وهو ما اصطلح عليه العامة ” الستيانة الزرقاء ” ، مشهد مؤلم لكل ثائر ومثقف واعلامي ووطني وعروبي.
ثوار 25 يناير الذين صدموا بالمشهد دعوا لمليونية في ميدان التحرير ، فيما راح دعاة ” انقاذ مصر من الفوضى ” للتظاهر في ميدان العباسية وطردوا قناة الجزيرة ومنعوها عن التغطية بحجة ان القناة تؤلّب العوام على الاستمرار في متاهة التظاهر فيما تضيع مصر أمنيا واقتصاديا.
الاخوان المسلمون رفضوا المشاركة في التظاهرات رغم ان انفعال الاعلام المصري كان شديدا على هذا المشهد ، ونال الاخوان قسطا وافرا من النقد الاعلامي على موقفهم هذا . وان المفروض ان يقف الاخوان المسلمون ضد وزارة الداخلية وضد المجلس العسكري.
لم نلحظ اي تعليق للاعلام الفلسطيني على ما حدث ، وربما لا نفكر ان نتدخل في شؤون مصر الداخلية ، ولا في وزارتهم الداخلية ولا في اية ملابس داخلية ، لكن وبحكم اخوة الدم والعروبة والصداقة ، تهفو قلوبنا على مصر ونحن نراها تترنح … وتنضج وتعالج نفسها بالكهرباء الثورية.
وعلى المثقف العربي ان يرتفع بمستواه في النظر للثورة المصرية التي كتب عنها المؤرخون انها ستؤدي الى تغيير خارطة العالم وليس المشرق العربي والشرق الاوسط فقط ، وعلى المثقف العربي ان يسمو برؤياه للثورة المصرية أعلى من الملابس الداخلية ، وانا لا ادافع عن موقف الاخوان المسلمين من باب الاعجاب ، بل من باب الامل ان يكون لديهم خطة استراتيجية لحماية النظام الديموقراطي في مصر .. وليس مطلوب من اي مثقف عربي ان يحشر قيمة ثورة يناير المصرية في موقف ميداني ، ويستطيع اي امين شرطة برتبة ملازم ان يحل المشكلة المذكورة من خلال معاقبة الشرطة الذين ارتكبوا هذا الفعل الاحمق …..دون ان تنجرّ الاحزاب العربية وراء تفاصيل سلوكية على حساب التخطيط الاستراتيجي .فنحن احوج ما نكون لمفكرين استراتيجيين يخطّطون مستقبلنا لعشرين سنة قادمة وليس الى منفعلين ينبشون جلودنا للانتقام والثأر الفارغ الذي يقود الجيل الجديد الى الترحّم على عهد الدكتاتوريات مثلما نشاهد حين يأتي الاف ويهتفون لمبارك وعهد مبارك !!