ما أكثر الشائعات، التي تطلق في أوساطنا ونسمعها هذه الأيام،،،إشاعات مقصودة،،،وإشاعات غير مقصودة،،،فلا تكاد تشرق شمس يوم جديد إلا ونسمع، بشائعة، عن أفراد و مجموعات، فالشائعة سر ينتشر تدريجياً في المجتمع.. فكم للشائعات من خطر عظيم في انتشارها وأثر بليغ في ترويجها.
ومن يعرف نفسه جيداً لا يهتم بتلك الشائعات
يقول العشريني محمد دويري بأن ظاهرة تفشي الشائعات تكثر في المجتمعات الضيقة جغرافياً وسكانياً، ولنوع الشائعة دور في انتشارها فيما تكون ضمن اطار اهتمامات الناس، سواء كانت تلك الشائعة خاصة بشخص معين أو بسلوك أو ظاهرة.يضيف:” تعرضت خلال عملي بالصحافة والاعلام لشائعات كثيرة، كان منها أنني متهم بقضية مخدرات.. أو أنني خطفت فتاة صغيرة كانت في طريقها للمدرسة، فانتشار مثل هذه الشائعات يهدف بشكل أساسي لتشويه صورتي وقلمي أمام القراء المتابعين لموادي الصحافية، ومن يعرف نفسه جيداً لا يهتم بكل هذه التفاهات.”
القافلة تسير والحياة مستمرة..
تعرض العشريني معاذ ملكاوي للكثير من الشائعات خلال حياته، سواء في أيام الدراسة او العمل، يقول:” الشائعة مرض نفسي يقوم به فئة مجهولة من الناس تهدف لاثارة الفوضى على الشخص.. فأيام جامعتي كنت مهتماً بشكل كبير بالجوانب السياسية، وارائي المعارضة كانت شعارا يميزني بين الطلبة، وبسبب هذه القضايا.. كثرت علي الاشاعات بشكل سخيف، مثل أنني على علاقة مع ابنة دكتور يدرس بالجامعة، مما أثار الفوضى على موقفي السياسي بتقليل مصداقية ما أقوله أمام الطلاب..وفي المقابل من يعرفني جيداً لا يكترث بهذه التفاصيل، كما كنت أفعل، فالقافلة تسير والحياة مستمرة.”يهمني تحسين صورتي والرد على الشائعة
الأغلب لا يكترث بالشائعات.. والبعض الاخر يهتم بتحسين صورته أمام تلك الأخبار الوهمية، يقول الموظف وسام جواد:” أنني أعامل الناس كما أحب أن يعاملونني، فالصدق والشفافية هما أساس أي علاقة في أي إطار، فخلال حياتي لم أتعرض لأي شائعة لأنني لم أسلط شائعة على أي شخص مر في حياتي.. ربما هذا هو مبدأي، فكما تدين تدان، ولكن وإن حصل وتعرضت لشائعة فأنني أحاول توضيح موقفي، وتحسين صورتي أمام من يهمني، فالأساس في أي علاقة هي السمعة الطيبة والخلفية الايجابية.. والمصداقية في التعامل.”الشائعة هي أساس الفتن في المجتمع
تشير الموظفة رشا أحمد الى أن أي مجتمع مهما كان حجمه أو فئته فهو شريحة من البشر معرضة للشائعات، مضيفةً:” أغلب من يقوم باثارة تلك الشائعات هم الأشخاص الفضوليون والمحبون لافتعال المشاكل والأحداث، وهدفهم الأساسي هو زعزعة ثقة الشخص بنفسه من خلال تسليط شائعات وهمية سواء على صعيد الحياة الشخصية أو العامة، ومن هنا فالشائعة تلعب دورا كبيرا في اثارة الفتن والمشاكل ولا يمكن افسادها الا بالتأكد من مدى مصداقية الخبر المنقول، من خلال الحديث مع صاحب الإشاعة ومحاولة البحث عن مصدرها المباشر.”تضيف:” من الأفضل أن لا نفتح أذننا لتلك الأخبار المغرضة.”
الشائعة تستخدم كبالون اختبار
الموظف محمد خواجا يعتبر بأن إثارة الشائعات تكثر في وقت تغيب فيه المعلومة الحقيقية، ويغيب فيه مصدر الثقة للمعلومات، يقول:” الاشاعة هي حرب نفسية سياسية، يتحمل مسؤوليتها ناشرها وناقلها، فهدفها الاساسي أشعال نار الفتنة وللأسف في كثير من الأحيان يتحقق مبتغاها بسبب الجهل المجتمعي السائد.”يضيف:” كلنا نعرف أهمية استخدام الشائعة كبالون اختبار من الحكومات والتنظيمات والدول.. ويمكن محاربة الشائعات عن طريق نشر الوعي واظهار المعلومة الحقيقية أيّاً كانت.”
لا يمكن محاربة الشائعة الا بتجاهلها
لم تتعرض الطالبة ميساء سماحة لأي شائعة خلال حياتها، تقول:” الشائعة سلوك غير حضاري موجود في كل فئات المجتمع، فمهما بلغنا من الحضارة والتقدم والتطور.. يبقى للشائعة جمهور خاص ومصدر خاص يقوم بافتعالها..وهي بكل الحالات تستخدم لأغراض الفساد والتشوية وزعزعة الثقة بالنفس.”توضح:” لا يمكن محاربة الشائعة الا بتجاهلها.. فالرد عليها يعطيها أهمية أكبر من حجمها، اذ أن المسؤولية تزداد على عاتق الشخص الموجهة اليه الشائعة عندما يحاول الرد عليها وتوضيحها.. فارضاء الناس غاية لا تدرك، وتغيير أفكار الناس مهمة صعبة.”
التكنولوجيا ساهمت في انتشار الشائعات
يرى الخبير التكنولوجي عيسى علي بأن التكنولوجيا سهّلت على الناس الكثير من الأمور فهي أعطت الجميع المساحة الكافية لتبادل والأفكار، والتعبير عن وجهات النظر، بالإضافة إلى أنها قدّمت مساحة كبيرة لحرية الرأي ومن هنا يقول:” أن فئة كبيرة من أفراد المجتمع أصبح اعتمادهم الأول على التكنولوجيا كوسيلة في تلقّي الأخبار، ولكنها تبقى سلاحا ذو حدّين ولها جوانب سلبية، حيث استغل الكثيرون سهولة وصول الأخبار من خلال التكنولوجيا واعتماد الناس عليها في نشر الأخبار والإشاعات الكاذبة التي لها الأثر السلبي على الأفراد والمجتمعات”.الشائعة تسبب مشاكل حتى وإن كان قصدها فكاهيا
أننا نعيش في زمن تكثر فيه الشائعات وستظل في ازياد مستمر ماتطورت التكنولوجيا، فكم هناك من مشاكل جاءت من حيثُ لا ندري بسبب تناقل أخبار كاذبة لاصحة لها، وفق الثلاثيني حسام العبادي، يقول:” ،أذكر أن أحد أقربائي وصلته رسالة تنقل له خبر موت أحد أصحابه في حادث سيارة، ففزع وهرع الى بيت المتوفّى، فخرج له والده، وسأله عن صديقه دون أن يخبره بما وصله، فأخبره الوالد بأن ابنه في المنزل وينام في فراشه..”” فتلك الشائعات تسبب خلافات ومشاكل حتى وان كانت نابعة عن روح فكاهية، فما دامت الأخبار غير حقيقية لا يجوز تداولها بأي حال من الأحوال.”
كادر
يقول الدكتور علي الجعفري اختصاصي علم النفس الاجتماعي بأن الشائعة كلمة، ألقت الرعب في قلوب الكثيرين، وكانت السبب وراء أمور كثيرة، فكم هدمت من بيوت، وحطمت عظماء، وتسببت في جرائم، ،ودمّرت علاقات وصداقات، وأثارت الفتنه بين الناس.
يضيف:” هي مرتبطة بالأزمات والمواضيع الساخنة والغامضة ،التي تمس حياة المواطن لتعمل على نشرها وترويجها بطريقة غير لبقة وغير حضارية.”
” وتهدف الاشاعة في كثير من الأخبار الى ،الإساءة لسمعة إنسان أوجماعات أو بلدان والمشكلة ،رغم التعامل مع المعلومة على انها صحيحة ،الا انه يبنى على أساسها أحكام وسلوكيات تضر بأصحاب الشأن..واذا تتبعنا أي اشاعة سوف نكتشف سذاجتها من المنظور العقلي والمنطقي.”