من المرجح أننا أمام جولة “هيلمان” سياسي جديدة فيما يتصل بالقضية الفلسطينية قد تستهلك قدراً جديداً من اعصاب الأمة, غير أن العنصر الأكثر جدة هذه المرة هو أن عمان هي مقر هذه الجولة.
حسب الخبرة مع جولات التفاوض السابقة, وفيما يكون المتفاوضون غارقين في تبادل الابتسامات أمام الكاميرات حرصاً على الأجواء الإيجابية, كان الشعب الفلسطيني يفاجئ الجميع بموقف كفاحي يفض تلك اللقاءات ويحولها الى عار يلاحق أصحابها, على الأقل حتى موعد الجولة اللاحقة.
اليوم وبمناسبة دخول عاصمتنا عمان كمقر للتفاوض, فإن اعصاب الأردنيين ستتقاسم العبء مع اعصاب الفلسطينيين.
تعالوا بنا نحلم بأن تكون المفاجأة الشعبية هذه المرة أردنية فلسطينية مشتركة, فالاستهداف في المفاوضات من نصيب الطرفين, بل إن الكلام الدائر حالياً يتركز حول نصيب الأردن من الأذى السياسي, ومدى استعداده لتقديم تنازلات مشتركة مع الفلسطيني.
هذه دعوة لحلم أردني فلسطيني مشترك لقلب الطاولة على العدو المشترك. ومن يدري? فقد يتمكن الشعبان في هذه الأثناء من استعادة ألق علاقتهما في زمن مضى عندما كانا يركزان نظرهما نحو العدو, وهو الزمن الوحيد الذي كانا فيه -على المستوى الشعبي- يقدمان الإجابة الصحيحة المطلوبة والمتفقة مع مصالحهما الحقيقية على كل الأصعدة بدءاً بالتنمية وصولاً الى الكرامة الوطنية.
قد يكون ذلك مجرد حلم, ولكن لماذا لا تكون البداية مثلاً عبر إضافة هذا البند الى التحركات الشعبية? إن عقد المفاوضات مع العدو في بلدنا يعني أن الأمر دخل الى قائمة القضايا اليومية المطروحة في الشارع.
العرب اليوم