فتحت حادثة المفرق اعين الجميع على التداعيات الخطرة لمحاولات بعض القوى تجميع عمال سوريين يعملون في المنطقة قبل الازمة السورية, تجميعهم في معسكرات خاصة باللاجئين الى جانب بعض الهاربين بعد الازمة.
ومع ادانتنا للعنف الذين تعرضت له تظاهرة المفرق ومحاولات قوى الشد العكسي عرقلة الاصلاح باشكال مختلفة من التحريض الجهوي والاقليمي ومع تأكيدنا على حق اي مواطن بالتعبير عن افكاره في اي منطقة من الاردن… الا ان ما هو اخطر من ذلك العنف هو زج المفرق والمنطقة الشرقية في الصراع على سورية والخلط بين الحراك من اجل الاصلاح وبين هذا الصراع خاصة الدعوة لاقامة معسكرات للاجئين السوريين.
1- ابتداء لا بد من التذكير بان كل اللاجئين في العالم يخضعون لمفوضية مختلفة عن وكالة الغوث الدولية الخاصة بالفلسطينيين والفرق بينهما فرق كبير, فالمفوضية كما قد تكون غطاء لعودة مشروعة دوليا, فقد تكون غطاء لعدوان اطلسي كما حدث في اكثر من قضية فيما وكالة الغوث (الفلسطينية) مخصصة للمساعدة على توطين اللاجئين.
2- بهذا المعنى فان اقامة معسكرات للاجئين السوريين وتشجيع العمال ومقيمين سوريين سابقين على الانضمام لها يبدو في الظاهر عملا انسانيا فيما هو في حقيقته قد يكون مقدمة لتحويل المفرق والمنطقة الشرقية الى مناطق عمليات عسكرية دولية في المستقبل مما يعرض الاردن لمخاطر كبيرة حقا, وهو ما يعني اننا ونحن ندين العنف الذي تعرضت له تظاهرة المفرق الا انها ليست امتدادا او نسخة اخرى لاعتداءات البلطجية ومن يقف وراءهم على سلحوب ومهرجان شباب العياصرة في جرش وقبلهما على دوار جمال عبدالناصر وساحة المسجد الحسيني.
3- ما يحاك اليوم من مشاريع لاقامة ممرات انسانية او خطوط حدودية (لحماية المدنيين) او معسكرات لاجئين سوريين, مشاريع معروفة ومجربة لتوفير غطاء (انساني لعدوان اطلسي) كما جرى في العديد من بلدان الكاريبي وافريقيا الوسطى وبقايا يوغوسلافيا وكما جرى في ليبيا مؤخرا.
واضافة لدور المفوضية السامية لشؤون اللاجئين يحفل القانون الدولي الانساني بثغرات واسعة مقصودة للغاية ذاتها.
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net