زهير عبد القادر
خلال مشواري الأعلامي الطويل،،في المانيا رأيت المرحوم ياسر عرفات مرتين…الأولى في حفل غذاء أقامه السفير السعودي في بون المرحوم عباس فائق الغزاوي على شرف الرئيس الفلسطيني عرفات حضره عدد كبير من رجال السياسة والأقتصاد الألمان والسفراء العرب المعتمدين في العاصمة الألمانية وبعض رجال الصحافة والأعلام…والمرة الثانية رأيته في محاضرة القاها في مؤسسة المانية حول اوضاع الشعب الفلسطيني تحت الأحتلال حضرها ايضا عدد من السياسيين والمثقفين ورجال الأعمال والصحافيين…أذكر تماما في المرتين شاهدت بأم عيني دموع بعض الحاضرين وقد أنهمرت من أعينهم وهو يصف لنا حياة الأطفال الفلسطينين في غزة والمخيمات الفلسطينية الأخرى وما يعانيه هذا الشعب من فقر مدقع وكيف ان ابناء المخيمات يواجهون الرياح العاتية والبرد والصقيع في خيام وكهوف وكيف يذهب الأطفال الى مدارسهم حفاة بسبب الفقر والعوز…كان وصفه الدرامي يخرج التنهدات من القلب والدموع الساخنة من الأعين…كنا نصغي اليه بكل حواسنا ونتبادل نظرات الحزن بيننا في القاعة ألما وحسرة على هذا الشعب الضحية…
،،،،،وفي اليوم التالي كنا نقرأ في وسائل الأعلام الألمانية عن حجم المساعدات العينية والمالية والتنموية التي ستدفعها المانيا الى السلطة الفلسطينية مرة كمساعدات من المانيا ومرة اخرى من المانيا والأتحاد الأوروبي…وهذه المساعدات كانت تتكرر سنويا…وتضاعف عندما كان يحضر الرئيس المرحوم ويتباكى على الشعب الفلسطيني…
،،،،،ما يدفعني لهذا الحديث اليوم خبر قرأته على صفحات جريدة الدستور مفاده ان حركة كبيرة تجري على أرصدة شخصيات فلسطينية كبيرة في البنوك الأردنية لترحيل اموالهم الى بنوك أجنبية في اعقاب معلومات عن عزم هيئة الكسب غير المشروع في السلطة الفلسطينية فتح ملفا لمسؤولين سابقين متهمين بقضايا فساد واختلاسات كبيرة…
،،،،،،أنصح هؤلاء السادة ان لايحولوا حساباتهم الى بنوك في دول الأتحاد الأوروبي حفاظا على مشاعر دافعي الضرائب في هذه الدول والذين دفعوا من عرق جبينهم ومن اموال تقاعدهم هذه المبالغ لمساعدة الشعب الفلسطيني الفقير المحتاج والذي كان يتحدث عنه الرئيس المرحوم في اوروبا وحفاظا على سمعة هذا الشعب الذي ضحى بكل شيء من اجل اشرف قضية في التاريخ المعاصر.
،،،،،ويشير الخبر الى ان السلطة الفلسطينية تواجه مشكلة في استرجاع مبالغ ضخمة لشخصيات فلسطينية موجودة في حسابات البنوك الأسرائلية وهو ما يقر به رئيس هيئة مكافحة الفساد الفلسطينية رفيق النتشة…
،،،،،،،أحملوا معي الورود ايها الأصدقاء لنقدمها لهذه الشخصيات التي تساهم في اقتصاد العدو الأسرائيلي على حساب أطفال الفلسطينيين الذي تحدث عنهم عرفات في محاضرته التي أسالت دموع الأوروبيين….رحم الله شهداء فلسطين ورحم الله شهداء الأشقاء العرب الذين أستشهدوا من أجل فلسطين…صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com