ليلة رأس السنة ..بلغ التضخّم في أنفي ضعف التضخم الاقتصادي في بلدنا ، كما أن عينيّ صغرتا وغارتا في حجريهما كعيون المرحوم «عبد الحليم حافظ»..ولم أقو على الحراك أو الوقوف منذ الصباح ..فكلما حاولت ان انصب ساقي لأخدم نفسي بنفسي طويَت قوائمي من المفاصل كطي «الأباجور» وتهاويت وسقطت «من حيلي»..لقد أنهكني الرشح..
ليلة رأس السنة.. المحتفلون يهزون الخصور والأرداف استقبالاً للعام الجديد .. وانا «أهز نياعي» برداً وقشعريرة …هم يجهزون على زجاجات الكولا و»الذي منه»..وأنا أجهز على 3 «باكيتات» محارم ماركة «اطلس»، هم يغادرون طاولاتهم باتجاه «الستيج»…وانا أغادر فراشي لأطرد قطّين تشاجرا عند «السياج» ..هم يخلعون الملابس التي تعوق حركتهم عندما «يعرقون» ، وأنا أتقصّد، أن أرتدي،، طاقية صوف على رأسي ، وشماغا حول عنقي ،وجرابات «للركبة»، وفروة على ظهري..»مشان أعرق»..
ليلة رأس السنة ..هم يغنون وأنا أعطس..هم يقفزون وانا أتقلّص ..هم يضحكون وانا أتألم..هم يصرخون وانا أسعل..هم يفرّغون كبتهم وأنا أشحن…
ليلة رأس السنة..هم يطفئون الضوء ليستقبلوا العام الجديد ..وانا أشعل حتى اصابعي لأرى ملامح العام الجديد..
ليلة رأس السنة ..هم يضعون أيديهم على «محافظهم»، ليدفعوا ثمن انبساطهم بالقادم..وانا اضع يدي على قلبي خوفاً من القادم…
ahmedalzoubi@hotmail.com