أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في JO1R FORUM | منتديات شباب و صبايا الأردن، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

عام انتهاء عصر? الجملوكيات?

تفاءل ويتشاءم البعض من منعطفات السنين والايام، بعضهم يعتبر يوم الجمعة يوما مختلفا في الاسبوع وبعضهم يعتبر الرقم 13 يوما له خصوصية في الشهر، وآخرون يعت



01-01-2012 04:00 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 22-12-2011
رقم العضوية : 48,213
المشاركات : 8,783
الجنس :
قوة السمعة : 429,526,866
تفاءل ويتشاءم البعض من منعطفات السنين والايام، بعضهم يعتبر يوم الجمعة يوما مختلفا في الاسبوع وبعضهم يعتبر الرقم 13 يوما له خصوصية في الشهر، وآخرون يعتبرون مرور سنة او قدومها ،يعني انقضاءها شرا او قدوم خير عليهم، ذلك التشاؤم او التفاؤل هو من صنع مخيلة الانسان ، ربما له اسباب مترسبة منذ الانسان الاول الذي راكمت خبرته تزامن احداث بمواقيت معينة ارتبطت ارتباطا شرطيا بالصالح او الطالح من الاعمال، زادها متكسبون يسمون اليوم برجال او نساء التنجيم.
تقول لي كاتبة عربية التقيتها مؤخرا، انها كلما اعدت نفسها للسفر الى بلد محدد وعزمت على ذلك(ذكرت اسم البلد) ياتيها ما يعطلها عن السفر، وان قررت ان تسافر الى اي مكان آخر، لم تجد ما يمنع ذلك. انها خبرة سلبية او ايجابية ،كثيرا ما يعممها الانسان وتبقى في ذاكرته. الانسان الاول لما كانت الظواهر تتغير من حوله – مادية او معنوية – ولا يجد لها تفسيرا، غالبا ما يربطها مع الزمن ويحملها اكثر مما تحتمل في الواقع.
العام المنصرم ليس استثناء فقد حمله البعض ما يريد ان يحمله، من جانب تفاؤل بسقوط انظمة، ومن جانب اخر خوف وقلق من المجهول الآتي. الا ان الحقيقة هي ان الزمن او السنة ليس لها علاقة البتة بما حصل او سوف يحصل. البعض قال ان عام 2012 الذي نحن فيه، هو امتداد للعام الماضي ، وان ما حدث في السابق سوف يحدث في اللاحق، وهو امر له علاقة بالتمني او ربما التنجيم اكثر مما له علاقة باحداث تمت او يمكن ان تتم. وقرأنا في هذا المقام سيلا من التوقعات التي تحول فيها البعض الى منجمين وليس ملتزمين لقراءة علمية للاحداث.
اذا كان ثمة اسم يحمله العام المنصرم ، عام 2011 فهو عام ( سقوط الجملوكيات ) في الفضاء العربي، اي انتهاء عصر التوريث في الجمهوريات المعلنة. لم يكن الامر طبيعيا ان يكون لدى البعض ( جمهورية) وفي نفس الوقت ( وراثة) كان ذلك خارج التصور المنطقي ومقابلة متعاكسة. لو قيل – كما فعل مؤسس الدولة الأموية – اني سوف اقلبها الى حكم ( ملكي ) وبالتالي وراثي ، لكان ذلك اقرب الى المنطق السليم، اما ان تبقى جمهورية ووراثية في نفس الوقت، فقد كانت معضلة استهجنها الخاصة و لم يقبلها العقل السليم كما انها لم تتقبل من العامة الا على مضض.
في قراءة حديثة للماضي وجدت احد التفسيرات التي جعلت من المسلمين الاوائل ترجيح اختيار ابي بكر رضي الله عنه لقيادتهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، رغم ما عرف انه قد اشار الى علي بن ابي طالب مباشرة لدى البعض، او بطرف خفي لدى البعض الاخر لخلافته. التفسير هنا هو المهم الذي يقول ان العرب لا تصبر ان تكون (الخلافة) في بيت مخصوص، فجعلوها بالانتخاب (عبد الحسين شرف الدين في المراحعات صفحة 117) اذا كان ذلك التفسير قريبا الى المنطق في ذلك الوقت الزمني المتقدم، فما بالك بعد تقدم البشرية وظهور النصوص الدستورية الحديثة ، والنص في معظمها على ان (الأمة مصدر السلطات) و انتشار نصوص شرعة حقوق الانسان الى آخره من النصوص والممارسات الكثيرة والغنية التي مرت بها البشرية في تطوير انظمة الحكم.
بعد كل هذا ياتي البعض ليقول انها جمهورية حقا، ولكني سوف اورث ابني ليحكمكم ! انه منطق مثير للغثيان ، تم هذا في سوريا ثم كانت الفكرة مناسبة في مصر، ثم اعلن عن وراثة في ليبيا وايضا في اليمن بل وحتى تونس! هذا النوع من التحدي الواضح لعقل الناس جعل احد عناصر التأزيم(ولا اقول كلها) التي ادت الى ربيع العرب هي قضية التوريث الجمهوري، حتى شاعت النكتة التي تقول ان الرئيس بوش الاب قد ورث حكم امريكا للرئيس بوش الابن، ومن كان بينهما ( بل كلينتون) كان محللا فقط ! طبعا هي نكتة سمجة ولكن البعض ينقلها عن علي صالح رئيس اليمن السابق وكانها حقيقة. سمى العرب التوريث على انه ( الحكم العضوض ) اي الحكم الذي لم يختره الناس بمحض ارادتهم ولكن بقوة القهر والتسلط . الا ان الانسان الحديث قد طور اشكال الحكم فاصبح ( ملكيا دستوريا )، او حكما جمهوريا تتداول فيه السلطة من خلال آليات معروفة ايضا. الا ان العرب الذي جعلوا من رئيس الجمهورية رئيسا دائما، سواء في مصر او ليبيا او تونس او السودان او الجزائر او غيرها من (الجملوكيات) العربية التي ظهرت لنا خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث يبقى الرئيس الى ان يتوفى او يقتل. لقد تمت هذه الممارسة بمباركة من جهتين الاولى الدعم ( الاشتراكي الشرقي) الذي وفره التحالف مع الاتحاد السوفيتي، وهو حكم عضوض آخر، و ايضا من جهة ثانية، ارتكان القوى الغربية على متعاملين يسهلون مصالحها، كل ذلك معطوفا على جهل او تجهيل سار في قطاعات واسعة من الناس جريان الماء في النهر.
اذا عام 2011 كما هو عام قادم 2012 هو تصحيح طبيعي لما كان خاطئا لسنوات طويلة، فلا هو بالشيء المستغرب، ولا هو بالشيء غير المتوقع. انه انتهاء عصر الجملوكيات الوراثية لا غير .

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
لا يوجد كلمات دلالية ..









الساعة الآن 04:49 AM