تواصل العاصمة القطرية الدوحة في تثبيت قواعدها ورسم حدودها على الخارطة الرياضية العالمية, لتكون منارةً عربية يَحُج إليها الناس بمختلف أطيافهم وجنسياتهم, إذ تنطلق في الثاني من كانون الثاني/يناير بطولة "إكسون موبيل" لكرة المضرب على الأراضي الصلبة المكشوفة, هذه البطولة التي ينتظرها الكثيرون لما تميزت به من عروض مبهرة, وما تخبئه من مفاجآت للحضور خاصةً استقطابها لأبرز نجوم الكرة الصفراء.
حول البطولة
تحتفل بطولة قطر "إكسون موبيل" 2012 بالذكرى العشرين لانطلاقتها التي بدأت سنة 1993, ليتجدد موعدها في أوائل الشهر الأول من كل عام, في مجمع خليفة الدولي للتنس والاسكواش الذي افتتح في 16 كانون الأول/ديسمبر 1992, ويحتوي على 27 ملعباً صلباً, إضافة للملعب الرئيسي الذي يتسع لـ4106 متفرج, وتجتذب البطولة عدد كبير من أبرز لاعبي كرة المضرب والجماهير والرعاة والإعلاميين وذلك لأنها تقدم الجوائز المالية الأكبر في سلسلة بطولات الـ 250 نقطة بجولة رابطة اللاعبين المحترفين التي تصل إلى 1.024.000 دولار.
أهمية البطولة
عالمياً, تكمن أهمية البطولة أنها تأتي في بداية كل موسم, لتكون فرصة لجميع اللاعبين في أن يختبروا قدراتهم ويلاحظوا ما ينقصهم من مهارات, والأخطاء التي لا بد من تفاديها حتى يكونوا مستعدين قبل بطولة أستراليا المفتوحة (أولى البطولات الأربع الكبرى) التي تجري في 16 كانون الثاني/يناير, أي بعد بطولة الدوحة بما يقارب أسبوعين فقط. بينما عربياً, فلبطولة "اكسون موبيل" صدىً قوياً في آذان عشاق الكرة الصفراء من كل أنحاء العالم, مما يدفعهم إلى تحويل وجهتهم نحو عاصمة الرياضة العربية الدوحة لمتابعة أول ظهور لنجوم اللعبة على أراضيها, الأمر الذي يعطي ثقلاً كبيراً للوطن العربي كونه يحتوي على مكان يجمع فيه عمالقة الرياضة.
النجوم في دوحة العرب
وعن المشاركين في البطولة, أشار ناصر الخليفي رئيس الاتحاد القطري لكرة المضرب إلى أنّ كل من حامل اللقب السويسري روجيه فيدرر والإسباني رافاييل نادال والفرنسيان جو ويلفرد تسونغا وغايل مونفيس والروسي نيكولاي دافيدينكو بطل 2010 هم من بين 32 لاعباً في بطولة الفردي و 16 فريقاً في منافسات الزوجي, متواجدين في نسخة البطولة الحالية التي ستشهد أيضاً عدداً من الفعاليات المرافقة من أهمها قرية الجماهير وقرية كبار الشخصيات وحصص توقيعات اللاعبين في جناح "إكسون موبيل" والسوق التراثي ومنطقة الأطفال بالإضافة إلى أجنحة للعديد من الرعاة ومنافذ البيع.
فيدرر للدفاع عن اللقب
يبدأ المايسترو السويسري روجيه فيدرر, حامل لقب بطولة قطر إكسون موبيل المفتوحة للتنس موسمه بجولة رابطة اللاعبين المحترفين من مدينة الدوحة للمرة السادسة, وهو الفائز باللقب ثلاث مرات في 2005 و2006 و2011. ولا جديد هذا العام إذ يبدأ فيدرر موسمه لعام 2012 بنفس القوة التي أنهى بها موسم 2011. ويعود النجم السويسري إلى الدوحة بعد حصوله على أربعة ألقاب في عام 2011 وهي الدوحة وبازل وباريس للأساتذة ونهائي جولة رابطة اللاعبين المحترفين في لندن. وتعليقاً على فوزه بنهائي رابطة اللاعبين المحترفين للمرة السادسة، قال فيدرر: "عندما أنهي الموسم بقوة، فإنني أبدأ الموسم الجديد بقوة أيضاً". ومن جهته قال كريم العلمي مدير البطولة: "تشرفنا وتسعدنا مشاركة فيدرر في بطولتنا. لقد أثبت جدارته بللقب مرة تلو الأخرى ويعكس لاعب بمكانته للعالم مدى أهمية الدوحة في جولة رابطة اللاعبين المحترفين". وفاز فيدرر بـ 16 بطولة غراند شلام (أربعة ألقاب في بطولة أستراليا المفتوحة ولقب في بطولة فرنسا المفتوحة وستة ألقاب في بطولة ويمبلدون وخمسة في بطولة أمريكا المفتوحة) وهو أحد سبعة لاعبين فازوا ببطولات الغراند شلام وأحد ثلاثة فازوا بها (إلى جانب أندريه أجاسي ورفائيل نادال ) على ثلاثة أسطح مختلفة (الترابية والعشبية والصلبة). كما يعد فيدرر اللاعب الوحيد في تاريخ التنس الذي وصل إلى المباراة النهائية لكل بطولات الغراند شلام خمسة مرات على الأقل ووصل إلى نهائي كافة بطولات الأستاذة التي تمنح الفائز بها 1000 نقطة.
نادال ومعركة العودة
يعود الإسباني رافايل نادال الذي قدم موسماً متواضعاً جداً على غير عادته, إلى الدوحة ولدى مدربه توني نادال مخاوف حول مدى تعافيه من الإصابة التي تعرض له في كتفه بنهاية الموسم. وهي المشاركة الخامسة لنادال في الدوحة, فوصل إلى الدور نصف النهائي في 2011 والمباراة النهائية في 2010 وخسر في المرتين أمام الروسي نيكولاي دافيدينكو. وعن مشاركته بالبطولة قال كريم العلمي: "فاز رافا بثلاثة ألقاب في منافسات الزوجي وأنا على يقين بأنه يأمل في الفوز بلقب الفردي هنا أيضاً. ستكون البطولة قوية لأن رافا اختار أن يبدأ موسمه من الدوحة. إنه معشوق الجماهير أن الجميع يتطلع لرؤيته هنا". وفاز نادال بلقب بطولة فرنسا المفتوحة ووصل إلى نهائي بطولتي ويمبلدون وأمريكا المفتوحة ليخسر أمام الصربي نوفاك ديكوفيتش في لندن ونيويورك. وكان آخر انتصار حققه نادال على حساب الأرجنتين في نهائي كأس ديفيس للتنس في إسبانيا في تشرين الثاني/نوفمبر.
دافيدينكو مُصِّر على كسب اللقب
إصرار الروسي نيكولاي دافيدينكو وصيف 2011 وبطل 2010, على كسب لقب الدوحة, دفعه ليسجل حضوره التاسع في نسخة 2012 لهذه البطولة, حيث بدأ مشواره فيها منذ عام 2002, ليغيب عن المشاركة في الدوحة لعام واحد عائداً إليها في 2004, حيث لم يحالفه الحظ مرة أخرى فخرج من الدور الأول على يد الأميركي أندي روديك (6-3 و 6-4). بينما كانت حظوظه أقوى في 2005 ليتمكن من بلوغ الدور نصف النهائي فقط, حيث أوقف فيدرر انتصارات دافيدنكو (6-3 و6-4), وفي 2006 أخرجه الإيطالي فيليبو فولاندري من الدور ربع النهائي (6-4 و6-3), أما في 2007 و2008 فكان البريطاني أندي مورايه هو من بدد أحلام دافيدينكو بتحقيق اللقب ليخرجه من الدور ربع النهائي أيضاً مرةً (7-5 و6-2) وأخرى (6-4 و6-3). وكان موسم 2011 بالنسبة للروسي فقيراً جداً بالألقاب فلم يحقق سوى لقباً واحداً في ميونخ بألمانيا, لينهي موسمه وهو في المركز 41 وفقاً للتصنف العالمي للتنس.
محمد علي كلاي التنس
يسجل الفرنسي جو ويلفرد تسونغا شبيه الملاكم الأميركي الشهير محمد علي الكلاي حضوره الثاني في هذه البطولة, بعد أن خرج في 2011 دون أن يخسر أي مجموعة حتى أقصاه فيدرر (6-3 و7-6) من الدور نصف النهائي, طامحاً بأن يبدأ موسم 2012 بشكل استثنائي يمكنه من كسب الثقة في النفس والتحضير الجيد بدنياً وذهنياً استعداداً لأستراليا المفتوحة. وفاز تسونغا ب 7 ألقاب منذ احترافه وهي فيينا وميتز في2011, وطوكيو ومرسيليا وجوهانسبورغ في 2009, وبطولة باريس للماسترز وبانكوك في 2008.
في ذاكرة البطولة:
شارك في هذه البطولة منذ بداياتها ألمّع نجوم الكرة الصفراء, وتناوب على حمل لقبها كلٌ من: