في الأجواء شيء من التوتر والتشنج يغطي على الحوار العقلاني…
الخلاف ليس على سُبل الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الاردن, ولا حول وسائل محاربة الفساد في البلاد, ولكن الخلاف والاختلاف الذي يرقى الى درجة الصراع الحقيقي بين التيار الاسلامي والتيار القومي واليساري هو حول ما يحدث في القطر السوري الشقيق…
ما يحدث في سورية من احداث دموية تقترب من الاقتتال الأهلي تبعث على الأسى والأسف, كنا لا نتمنى ان تصل الأمور الى سيل من الدماء, والى صراع مسلح تجاوز الاحتجاج السلمي, لأننا ما زلنا نتابع نتائج ما حدث في ليبيا ومصر واليمن حيث عمت الفوضى وانتشر العنف ولم تصل الأمور الى حالة السلم الاهلي رغم سقوط رموز الفساد والاستبداد, واعتقد أنها لن تصل الى الأمن والاستقرار في المدى المنظور…
هذه الاحزاب التي توحدت يوماً في خندق المعارضة في الساحة المحلية تجاوزت حدود الحوار الهادئ الايجابي وبدأت تلوِّح بما هو أسوأ, وبدأت تطلق خطابها السياسي المشحون الداعي الى الحشد على غير عادتها, بدل الدعوة الى التهدئة والاحتكام الى العقل…
التطورات في ساحتنا الاردنية بحاجة الى وقفة عقلانية هادئة, والى دعوة حقيقية خالصة صادقة, بالعودة الى الحوار والحراك السلمي, لأن مصلحة الاردن ومصلحة المواطن فوق مصلحة الاحزاب والافراد. واذا أمعنا النظر, ودققنا فيما يدور حولنا, لبادرنا الى بذل كل الجهود والتعاون مع كل الاطراف للحفاظ على الأمن والاستقرار في ساحتنا الداخلية وعملنا على اعادة ترتيب بيتنا من الداخل وصياغة المستقبل الافضل للاردن والاردنيين…0
Kawash.m@gmail.com