نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت بعددها الصادر صباح الاثنين 24/3/2008، تقريراً موسعاً حول سيناريو للحرب القادمة بين اسرائيل ولبنان (حزب الله) من جهة وسوريا من جهة أخرى، حذرت فيه من قيام حزب الله اللبناني وايران بقصف تل أبيب ومنطقتها (غوش دان) بالصواريخ في حال نشوب حرب، وتمحور التقرير السري الذي رسم سناريو حربياً عن الرؤية والتوقعات لشكل الحرب القادمة في المنطقة، تتمحور أساسياته على قدرة حزب الله إطلاق صواريخ على منطقة تل أبيب، وكذلك حصول مواجهة مع سوريا في هضبة الجولان وانضمام إيران للحرب.
وبينت الصحيفة أن التقرير أعدته شبكة (مديرية اقتصاد الطوارئ الاسرائيلية) وهي هيئة حكومية مكلفة تولي الأوضاع الطارئة، ووزع على السفارات الاسرائيلية وعلى الوزارات والسلطات المحلية، وكان يفترض أن يبقى سرياً. وأشار التقرير إلى أن الحرب القادمة ستؤدي إلى سقوط مئات القتلى وألاف الجرحى، ودفعات مركزة من الصواريخ على منطقة تل أبيب، وستؤدي إلى شل حركة الطيران في مطار اللد الدولي بصورة تامة، وستشمل قصفاً متواصلاً ومكثفاً على محاور الطرقات الرئيسية وانهيار نظام نقل المياه وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة.
وتؤكد الوثيقة أن هذا السيناريو المتوقع هو ثمرة دراسة لسير حرب تموز 2006 بين اسرائيل وحزب الله، وهو أحد الدروس المستخلصة من حرب تموز.. حرب لبنان الثانية إسرائيلياً.
وبين التقرير أن الحرب قد تنشب إثر عملية انتقامية يقوم بها حزب الله رداً على اغتيال مغنية في العاصمة السورية دمشق، حيث حمل الحزب إسرائيل مسؤوليتها. وتوقعت الوثيقة الإسرائيلية أن الحرب ستستمر شهراً، تنضم إليها سوريا في قتال على جبهة هضبة الجولان وتشمل إطلاق صواريخ (سكاد) بكثافة على الجبهة الداخلية، فيما يشارك حزب الله بإطلاق آلاف الصواريخ نحو الجليل وحيفا وصواريخ بعيدة المدى نحو غوش دان (منطقة تل أبيب)، والسلطة الفلسطينية في مواجهة محدودة نسبياً من خلال إطلاق صواريخ قصيرة المدى من غزة والضفة الغربية وممارسة (الإرهاب) داخل الأراضي المحتلة عام 48 مثل العمليات الاستشهادية، متكهنة إمكانية تدخل إيراني من خلال إطلاق عدد محدود من صواريخ أرض- أرض من أراضيها.
وباستثناء وابل الصواريخ يصف السيناريو هجمات جوية لأهداف عسكرية واستراتيجية، ضرب منشآت بنى تحتية، محاولات اختطاف مواطنين، جنود وغيرهم. ورجح السيناريو أنه في الحرب الافتراضية سيقتل (100-230) مدنياً، وسيصاب (1900-3200)، وسيكون (5000-8000) مصابي هلع، وأنه في حالة تعرضت إسرائيل لهجوم بالسلاح الكيماوي مثل غاز السارين أو غاز الخردل فسيرتفع عدد المصابين في الجبهة الخارجية والداخلية إلى نحو (16) ألف مواطن، (1200) منهم بإصابات خطيرة فما فوق، كنتيجة لإصابة الصواريخ من التلوث الكيماوي وتدمير المنازل، حيث سيتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تخلي نحو (169-227) ألف مواطن من منازلهم والتي يمكن أن تستغرق شهوراً طويلة، فيما سيسعى نحو (100) ألف إلى الهرب من إسرائيل.
وبينت نقلاً عن مصادر عسكرية وأمنية إسرائيلية بأنهم على قناعة تامة بأن حزب الله سينفذ عملية ثأر في أعقاب تصفية عماد مغنية قبل نحو أربعين يوماً، وأن الحديث يدور عن عملية لن تنفذ في الأيام القريبة القادمة، إن عملية ثأر ينفذها حزب الله سواء في إسرائيل أو في العالم من شأنها أن تؤدي إلى استئناف المواجهة مع إسرائيل في جنوب لبنان.
وأنه بين الإمكانيات التي تخشاها أجهزة الأمن الإسرائيلية هي عملية خطف جنود على خط الحدود، مس بضباط كبار في قيادة المنطقة الشمالية، تسلل إلى بلدة إسرائيلية، تسلل إلى منشأة استراتيجية عسكرية وما شابه.
وأشرت إلى أن قيادة المنطقة الشمالية تستعد لهذه الإمكانيات، وفي أعقاب ذلك تعززت حالة التأهب في الجبهة الشمالية، وأنه حسب تقديرات مسؤولين عسكريين في الجيش الإسرائيلي فإن حزب الله موجود حالياً في واقع مركب، فمن جهة يعيش إرباكاً كبيراً بعد تصفية مغنية وتضيق حرية العمل عليه، ولكن من جهة أخرى لا تزال توجد لديه القدرة لتنفيذ عمليات مثلما فعل في الماضي.