واضح ان الحركة الإسلامية في الاردن قد فقدت قوة ارتكازها الداخلية وأنها مصابة «بعمى ألوان «، كما أنها لم تحسن القراءة في كتابنا الاردني البيّن والجلي والذي يرفض المؤامرات والمحاولات البائدة التي يسعى إليها كثيرون ممن يتربصون بأرض الحشد والرباط التي تكسرت عليها قديما وحديثا مجاديف الحاقدين والمتآمرين على وحدة صف ابناء الاسرة الاردنية الواحدة والملتحمين أساساً مع قيادتهم الهاشمية التحاما لا تفككه أية دعوة مبيّتة من أي جهة كانت.
، ما ذهبنا إليه آنفاً مرده تبيان حقيقة الفشل التي منيت به جهود الحركة الإسلامية على مدار الأسبوعين الماضيين جرّاء سعيها الى إقامة مهرجان خطابي على ارض المفرق الأبية في خطوة ليس المقصود منها هذه المرة استجداء عواطف، ابناء المدينة واستدراجها فقط بل محاولة التأثير عليهم لاتخاذ موقف سلبي مناهض للخطوات الإصلاحية والتقدمية التي تشهدها المملكة مستغلين بذلك مطالب أهلنا في المفرق وأبناء قبيلة بني حسن الشرفاء الذين يرفضون كل الاملاءات والدعوات المبطنة للنيل من تماسك ابناء الاردن الاشمّ.
،،، الإخوان المسلمون كباقي أطياف المجتمع الاردني يطالبون بالاصلاح والتسريع في انجازه ولقد حظيت جماعتهم باهتمام خاص وفتحت لهم الدولة الاردنية الأبواب على سعتها،، لكن ما يميزهم عن القوى السياسية الأردنية الاخرى التي شاركت في لجنة الحوار الوطني وأبدت رأيها في القوانين الناظمة للحياة السياسية كقانون الانتخابات وقانون الأحزاب،،، أنهم يريدونه إصلاحا مطرزاً على قياسهم ومستمدا من نظرة نرجسية وفوقية تصور لهم،، انه لا يوجد في الساحة غيرهم وانه يصعب على أي كان اختراق قمتهم العالية مما يعطيهم الحق في مصادرة الحراك الوطني النزيه لصالحهم،، متناسين عن عمد وإصرار ان جلالة الملك ومن خلفه الأردنيون على اختلاف أصولهم ومنابتهم هو رائد الاصلاح وهو الذي رفع شعار الملكية الدستورية والتنمية السياسية والحزبية وإصلاح قانون الانتخابات ورفعِ سوية أداء مجلس الأمة بشقيه الأعيان والنواب وبقي يوجه حكوماته المتلاحقة في هذا الاتجاه منذ اليوم الاول لتسلمه سلطاته الدستورية حتى اليوم.
،، ليعلم أقطاب الحركة الإسلامية ان « بني حسن « في المفرق والزرقاء وجرش وقراها،، عصيون على الاختراق والتفتيت،، وهم اكبر واجلّ من القبول بأن يؤتى الوطن الاردني من قبلهم كما أنهم يقفون كما وقفوا ولا يزالون في وجه التشرذم ودعوات التخريب والانقسام التي لا تريد بالأردن خيرا،، وهم ابناء عشائر أردنية لها مواقفها ولها كلمتها في وجه أعداء الوطن والأمة منذ قامت الدولة الاردنية وعلا بنيانها على أيدي قادة بني هاشم.
،،،،، مثل هذه الدعوات المرفوضة التي تنادي وتدعو لها جماعة الإخوان المسلمين في هذه الآونة الحساسة عربيا وإقليميا،، تدفع للتساؤل عن الأهداف الحقيقية التي تكمن خلفها والتي يعلم الجميع أنها لم تعد مبررة بعد سلسلة خطوات وإجراءات تم اتخاذها لتكريس الاصلاح في مشهدنا الوطني ومكافحة الفساد وتطوير مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والبنى التحتية والإعلام والاتصالات والحريات العامة وقانون الانتخابات والأحزاب والاجتماعات العامة وغيرها من الخطوات والقرارات القادمة التي تؤكد سلامة النهج الاردني وان المرحلة التي نعبرها باعثة على الأمل والثقة بالمستقبل رغم كل التحديات والمصاعب التي تواجهنا.
،،، ان ما يستوجب إدراكه من قبل الجميع هو ان الارادة السياسية القوية لدى قيادتنا الهاشمية هي التي وضعت وتضع الأمور في سياقها الطبيعي لإحداث تغيير، نوعي وجوهري في كثير من الملفات والقضايا وفي مقدمتها الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي على نحو يلمسه كل الاردنيين في المستقبل القريب بإذن الله.
،،، حسنا فعل ابناء قبيلة بني حسن برفضهم لإقامة المهرجان الخطابي الذي دعت إليه الحركة الإسلامية،، وهو رفض يحمل في طياته اكثر من مضمون ورسالة في جوهرها حقيقة العلاقة الفريدة والمتميزة القائمة على المحبة والثقة متبادلة بين ابناء الوطن الواحد شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.
