العمل الإسلامي: الأغنياء هم المستفيدون من الدعم الحكومي

طالب حزب جبهة العمل الإسلامي عقب اجتماع مكتبه التنفيذي بتشكيل حكومة إنقاذ وطني تعترف بوجود أزمة عميقة وتستنفر كل طاقاتها للخروج منها، مشيرا إلى الاحتجاجات التي يشهدها الأردن والآخذة بالازدياد يوما بعد يوم .

وعبر”العمل الإسلامي” في بيان صدر عنه يوم الأربعاء، عن بالغ قلقه لما أعلن عنه وزير المالية من خطط حكومية برفع أسعار الكهرباء والماء والمحروقات، بحجة ارتفاع كلفها، مشيرا إلى أن الشريحة الغنية هي الأكثر استفادة من الدعم “

وتساءل “كم هي نسبة المصنفين ضمن الشريحة الغنية حيث اختفت الطبقة الوسطى وأصبح السواد الأعظم من غير المقتدرين وفئة محدودة جدا من أهل اليسار، محذرا من خدعة توجيه الدعم لمستحقيه التي لم تعد تخفى على أحد، حيث “أكدت التجارب على أن تعويض غير المقتدرين يتم لفترة محدودة ثم يتوقف داعين الحكومة للبحث عن وسائل مجدية لمواجهة العجز”.

وأشار الحزب إلى الحال الذي وصلت إليه البلد مما يؤكد “مدى الحاجة إلى الإصلاح الحقيقي والشامل، الذي يستند إلى تشخيص الواقع، ومعرفة أسبابه، وصولا إلى حلول ناجعة لا تجدي معها الوسائل والأساليب التقليدية”.

ودعا البيان إلى معالجة جادة للمطالب العشائرية وتلبية المحق منها باعتبار ذلك السبيل الأقوم لتهدئة النفوس، مستنكرا في الوقت ذاته الاعتداء على منزل النائب حمد الحجايا وأسلوب الأجهزة الأمنية في التعامل مع احتجاجات العشيرة .

ولفت البيان إلى ضرورة تفهم مطالب طلبة جامعة الطفيلة التقنية، وعمال المياومة، والعاملين في بلدية الجنيد، وسائر القطاعات التي عبرت عن شعورها بالظلم، ووضع الحلول الناجعة والعادلة لهذه المطالب .

ورحب في ذات الوقت بالتصريحات الصادرة عن الملك ورئيس الوزراء ورئيس هيئة مكافحة الفساد، التي أكدت أن لا أحد فوق القانون، ولا حصانة لأحد، وبتحويل بعض الملفات للنيابة العامة، وطالبوا بإيلاء مكافحة الفساد جل اهتمامهم، ومتابعة مدى الجدية والسرعة والعدالة في تحويل الملفات.

وأدان البيان الممارسات الصهيونية في تهويد مدينة القدس، وتهجير سكانها، ومواصلة الاستيطان، والإرهاب بحق الشعب الفلسطيني . ودعا الدول العربية والإسلامية، وفي مقدمتها الحكومتان الأردنية والمصرية إلى استخدام كل ما لديها من وسائل الضغط على حكومة الاحتلال لوقف جرائمها بحق الإنسان والأرض والمقدسات والمعالم الحضارية

واستنكر المجتمعون مواصلة سفارة النظام السوري تجاوزها للقوانين والأعراف الدبلوماسية، فبعد استخدامها مكبرات الصوت للتشويش على المواطنين، وعلى المحتجين على الجرائم التي يرتكبها النظام بحق الشعب السوري الأعزل، وبعد مشاركة بعض موظفي السفارة في الاعتداء على مقار بعض القنوات الفضائية في عمان، جاء الاعتداء على عدد من المواطنين السوريين الذين راجعوا السفارة لانجاز بعض المعاملات بالضرب والشتم والاحتجاز، وفقا لما جاء في البيان .

وطالب “العمل الاسلامي” الحكومة بوضع حد لكل التصرفات غير القانونية وغير الأخلاقية الصادرة عن السفارة.

وتاليا نص البيان:

بيان صادر عن حزب جبهة العمل الإسلامي

استعرض المكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الإسلامي في اجتماعه الدوري عدداً من الملفات المحلية والعربية والدولية، وخلص المجتمعون إلى ما يلي :

أولاً : على الصعيد الوطني :

1. توقف المكتب التنفيذي عند الاحتجاجات التي يشهدها الوطن، والآخذة بالازدياد يوماً بعد يوم، ما يؤكد عمق الاختلالات التي وصل إليها البلد، جراء السياسات التي اعتمدتها الحكومات المتعاقبة وتقاعسها عن معالجتها، والتعامل معها بالتسويف والمماطلة . ورأى المكتب التنفيذي أن الحال الذي وصل إليه البلد يؤكد مدى الحاجة الى الإصلاح الحقيقي والشامل، الذي يستند الى تشخيص الواقع، ومعرفة أسبابه، وصولاً إلى حلول ناجعة لا تجدي معها الوسائل والأساليب التقليدية، وهذا ما دفعنا إلى المناداة ومنذ فترة طويلة بحكومة إنقاذ وطني، تعترف بوجود أزمة عميقة، وتستنفر كل طاقاتها للخروج منها .

2. أدان المجتمعون الاعتداء الصهيوني الغادر، المتمثل باختراق مجموعة صهيونية متطرفة الحدود الأردنية، ورفع علمهم المشؤوم على الأرض الأردنية، وترديد عبارات وأهازيج تعبر عن أطماعهم في الأردن . إن هذا الاعتداء السافر سبقه ممارسات عدوانية، باستهداف حياة أشخاص على الأرض الأردنية، وممارسة أعمال التجسس، وإلحاق الأذى بالمزارعين الأردنيين، وتلويث مياه الشرب . ما يشكل اعتداء صارخاً على السيادة الوطنية، وعلى كرامة المواطنين ومصالحهم .

إن الحكومة الأردنية مدعوة بحكم ولايتها العامة إلى التعامل بكل حزم وإباء مع هذه الاختراقات والتجاوزات، وبغير ذلك فإنها تتخلى عن مسؤولياتها .

3. أدان المجتمعون الاعتداء الذي تعرض له منزل النائب حمد الحجايا، والأسلوب الذي تعاملت به الأجهزة الأمنية في مواجهة احتجاجات عشيرة الحجايا، وأسلوب المماطلة في تدارس مطالبها وتلبية المحق منها . ودعوا إلى معالجة جادة وعاجلة وعادلة للمطالب العشائرية، باعتبار ذلك السبيل الأقوم لتهدئة النفوس، وحملها على الالتزام بالوسائل القانونية في التعبير عن مطالبها .

كما طالبوا بتفهم مطالب طلبة جامعة الطفيلة التقنية، وعمال المياومة، والعاملين في بلدية الجنيد، وسائر القطاعات التي عبرت عن شعورها بالظلم، ووضع الحلول الناجعة والعادلة لهذه المطالب .

4. عبر المجتمعون عن بالغ قلقهم لما أعلن عنه معالي وزير المالية من خطط حكومية برفع أسعار الكهرباء والماء والمحروقات، بحجة ارتفاع كلفها، وأن الشريحة الغنية هي الأكثر استفادة من الدعم . وتساءلوا كم هي نسبة المصنفين ضمن الشريحة الغنية حيث اختفت الطبقة الوسطى، وأصبح السواد الأعظم من غير المقتدرين، وفئة محدودة جداً من أهل اليسار . وحذروا من خدعة توجيه الدعم لمستحقيه، التي لم تعد تخفى على أحد، حيث أكدت التجارب على أن تعويض غير المقتدرين يتم لفترة محدودة ثم يتوقف . إن الحكومة مدعوة للبحث عن وسائل مجدية لمواجهة العجز، مثل ضبط الإنفاق، ووضع حد للهدر، والتوجه إلى الطاقة البديلة، وغيرها من الوسائل الناجعة .

5. رحب المجتمعون بالتصريحات الصادرة عن جلالة الملك ودولة رئيس الوزراء وسعادة رئيس هيئة مكافحة الفساد، التي أكدت أن لا أحد فوق القانون، ولا حصانة لأحد، وبتحويل بعض الملفات للنيابة العامة، وطالبوا بايلاء مكافحة الفساد جل اهتمامهم، ومتابعة مدى الجدية والسرعة والعدالة في تحويل الملفات، حيث لم يعد خافياً أن الفساد مسؤول إلى حد كبير عما يعانيه الوطن من مديونية وعجز واختلال في القيم والسلوك .

ثانياً : أدان المجتمعون الممارسات الصهيونية في تهويد مدينة القدس، وتهجير سكانها، ومواصلة الاستيطان، والإرهاب بحق الشعب الفلسطيني . ودعوا الدول العربية والإسلامية، وفي مقدمتها الحكومتان الأردنية والمصرية إلى استخدام كل ما لديها من وسائل الضغط على حكومة الاحتلال لوقف جرائمها بحق الإنسان والأرض والمقدسات والمعالم الحضارية، والى التنديد بهذه السياسة الظالمة، والى السعي لفضح هذه الممارسات، والعمل على سحب الاعتراف الدولي بالدولة المغتصبة . كما طالبوها بتوفير كل أسباب تعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرض وطنه، وإسناد مقاومته الباسلة .

ثالثاً: استنكر المجتمعون مواصلة سفارة النظام السوري تجاوزها للقوانين والأعراف الدبلوماسية، فبعد استخدامها مكبرات الصوت للتشويش على المواطنين، وعلى المحتجين على الجرائم التي يرتكبها النظام بحق الشعب السوري الأعزل، وبعد مشاركة بعض موظفي السفارة في الاعتداء على مقار بعض القنوات الفضائية في عمان، جاء الاعتداء على عدد من المواطنين السوريين الذين راجعوا السفارة لانجاز بعض المعاملات بالضرب والشتم والاحتجاز .

إن المجتمعين وهم يدينون هذه الممارسات ليطالبون الحكومة الأردنية بوضع حد لكل التصرفات غير القانونية وغير الأخلاقية الصادرة عن السفارة .

حزب جبهة العمل الإسلامي

عمان في: 19 محرم 1433 هـ

الموافق:،، 14 / 12 / 2011م