صوتها الجميل يعيدنا الى العصر الذهبي الذي شهد عباقرة النغم...هي باقة عطر واحاسيس، وسيدة الموهبتين الصوت الشجي وبراعة التمثيل. وهي اكبر نجمات التمثيل تجسيداً لشخصيات جسّدتها ريشة الكاتب المبدع الروائي نجيب محفوظ. وكلما دارت الايام والسنون تزداد حلاوة واشراقاً..تقول بطاقة هويتها:
في 28 كانون الاول من العام 1929 وفي حي الحلمية الجديدة بالقاهرة، ولدت فاطمة احمد كمال شاكر او دلوعة الشاشة العربية التي اشتهرت باسم شادية. وبعد اسابيع تكمل شادية عامها الجديد بعدما قدمت خلال مشوارها الفني اكثر من 700 اغنية ما بين العاطفية الرومانسية والدينية، والوطنية. صاحبة مشوار سينمائي طويل وعشرين مسلسلاً اذاعياً و3 تجارب على خشبة المسرح، انضمت الى عمالقة النجوم، كوكب الشرق ام كلثوم، عبدالحليم حافظ، فريد الاطرش، وفاتن حمامة، وماجدة وعادل امام وغيرهم، الذين لايزال تأثيرهم مستمراً حتى الآن.
تحولت بالتدرج الى جوهرة تزداد قيمة بمرور الزمن. عشاقها اسسوا لها موقعاً على الانترنت لا ينافسه موقع باعتباره تحوّل فيما بعد الى محطة تلفزيونية واذاعية تضم معظم انتاجها الفني وابداعاتها. والدتها مصرية من اصل تركي، ووالدها مهندس زراعي. هي الخامسة في ترتيب اخواتها.تعلمت اصول الموسيقى وقواعد الغناء على يد اساتذة في معهد الموسيقى العربية. تدرّبت على غناء الادوار والمقامات الموسيقية والموشحات وتدريبات السولفيج الصوتية المعروفة. اشهر اغانيها: "خدني معك" "مين قلك تسكن في حارتنا" "خود بإيدي" واغنيتها الاخيرة من الحان عبد المنعم البارودي وتقول:
خدني معك ياللي انت مسافر
خدني معاك
خدني معاك عند الحبايب
خدني معاك
خدني معاك عند اللي غايب
خدني معاك نجمة متألقة في فضاء النغم، جمعت الغناء والتمثيل معاً، وكانت متميزة بهما. لها اسلوب خاص، وحضور دائم ومتوهج، مما جعلها نجمة متفردة لدى الجماهير، ومثالاً حتى بعد اعتزالها عرش الغناء والشاشة الفضية!! عملت مع روّاد النغم امثال: محمد فوزي، محمود الشريف، محمد عبد الوهاب، رياض السنباطي فتميزت معهم. وعملت مع اجيال الملحنين: محمد الموجي، كمال الطويل، ومنير مراد شقيق قيثارة النغم ليلى مراد. ومن عناقيد النغم غنت شادية من الحان: عمار الشريعي، جمال سلامة، وخالد الامير وغيرهم. مين قلك تسكن في حارتنا
تشغلنا وتقلق راحتنا
يا تشوف لك حلّ في حكايتنا
يا تعزل وتسيب حدتنا
عملت مع معظم جيل الكبار من مخرجي السينما المصرية، وبقيت النجمة الاولى لشباك التذاكر بشهادة المخرج يوسف شاهين. وبقيت النجمة الوحيدة التي برعت في الجمع بين التمثيل والغناء العاطفي بشهادة النجم صلاح ذوالفقار والتي ظهرت معه في اكثر من فيلم والمخرج حلمي رفلة الذي مثّلت بفيلمه "العقل في اجازة" عام 1948. حلمي رفلة اطلق عليها اسم "شادية" وانطلقت بعدها الى ادوار البطولة، وحققت نجاهاً في ادوار الفتاة الرقيقة والانوثة المتوهجة من خلال ادوارها السينمائية المركبة والمعقدة. ابرزها دلوعة السينما الاربعينيات والخمسينات والستينات من القرن الماضي. آثرت الحياة الفنية بالكثير من الاعمال الرائعة وحينما اتخذت قرار الاعتزال عام 1986 بعدما سجّلت اغنية "خد بإيدي" للملحن عبد المنعم البارودي، رفضت العودة الى الاضواء على الرغم من الاغراءات المالية. وقد استمرّ تعلق الجمهور بشادية خصوصاً من الاجيال الجديدة. صيف 1946 عرفت الطريق الى عالم الفن على يد المخرجان احمد كامل مرسي واحمد بدرخان وقدمها المخرج حلمي رفلة بفيلم "ازهار واشواك" عام 1946 وهو العام الذي كتبت به شهادة ميلادها الفنية مع مديحة يسري ويحيى شاهين. ليلة عرض الفيلم، بكت شادية وهي ابنة الـ15 ربيعاً بعدما اخفقت قصة حبها الاول للسينما. الموسيقار محمد فوزي كان المشجع الاول لصوت شادية ورسم لها خارطة الطريق التي سارت عليها فيما بعد. 
ابرز الاغاني التي قدّمتها "التلفون"، و"قولوا لعين الشمس":مخاصمني بقاله مدّة
وف ليلة الشوق ناداني
كلّمته سمعت حسّه
وقفلت السّكة تاني ولعين الشمس غنّت شادية بصوتها الساحر الطفولي: قولو لعين الشمس تحماش
احسن حسيب القلب صابح ماسي ومن اغانيها الرومانسية التي ما زالت ترددها الملايين: "يا دبلة الخطوبة" و"الله يا زمن" و"اتعودت عليك" و"مكسوفة" و"شفت القمر" و"شيك حبيبي" و"يا حسن يا خولي الجنينة" و"شباكنا شياءه حرير" بالاضافة للدويتوهات الجميلة التي قدمتها مع عبدالحليم حافظ وفريد الاطرش في السينما ابرزها: "يا سلام على حبي وحبك" و"حاجة غريبة" في فيلم "لحن الوفاء" في الخمسينات و"دليلة" وهو اول فيلم مصري ملون سكوب وفيلم "معبودة الجماهير" الذي استغرق تصويره 3 سنوات بسبب سفر العندليب للعلاج. شادية والعندليب ظلّا على علاقة متينة طوال حياتهما الفنية.
في السبعينات غنّت رائعة الامير والشاعر محمد كمال بدر "أما عليك يا حبيبي كلام". وصعد العندليب على المسرح وقاد الفرقة الموسيقية وسط سعادة شادية والجماهير التي لم تصدق انها ترى شادية وحليم معاً.
اولى اغنياتها المجهولة "اصالحك بإيه" و"رسالة حب" و"بحبك حب اكبر".
وكادت شادية تغني للسنباطي "لا تقل لي ضاع حبي من يدي" بدلاً من وردة.
جسّدت شادية شخصية الراقصة حكمت فهمي على الشاشة بفيلم "المتشردة" وعام 1959 برعت بفيلم "المرأة المجهولة" للمخرج محمود ذوالفقار وعام 1962 دخلت عالم الانتاج بفيلم "اللص والكلاب" وعام 1955 بفيلم "شاطىء الذكريات" و"ليلة من عمري" لعاطف سالم.و"انت حبيبي" ليوسف شاهين و"لوعة الحب" لصلاح ابو سيف. ولعبت دورها الشهير بفيلم "ميرامار" عام 1968 وقدمت اعمالاً للروائي نجيب محفوظ.
وابرزها دور "حميدة" بفيلم "زقاق المدق". نالت اعمالها العديد من الجوائز وذاع صيتها بفيلم "المراة المجهولة" في الاتحاد السوفياتي واليابان عندما قدّمت فيلماً من انتاج مشترك بين اليابان ومصر اسمه على "ضفاف النيل". ربيع 1966 رشحت لدور البطولة بفيلم "القاهرة 30" فاعتذرت عام 1970 مثلت بفيلم "نحن لا نزرع الشوك" رواية يوسف السباعي.
ومثلت بمسرحية "ريّا وسكينة" عام 1983.
ورغم ابتعادها عن الاضواء لا تزال في القمة. شادية، تقيم حالياً بالسعودية- واختارت "المدينة المنورة" لتمضي ما تبقى من مشوار العمر.