حطّمت موجات الربيع العربي حواجز عديدة كانت تقف في وجه الصحافة الاستقصائية في العالم العربي، غير أن كثيرا من العصي مازالت تعوق دواليب حرية الصحافة والحصول على المعلومات في هذه المنطقة، على ذلك أجمع المحاضرون في مؤتمر “أريج” الرابع للصحافيين الاستقصائيين العرب، الذي انطلق الجمعة في عمان.
تجمع هذه التظاهرة لثلاثة أيام زهاء 250 صحافيا وخبير إعلام من المنطقة العربية والعالم لبحث التحديات والفرص أمام هذا النمط من الصحافة بعيد الثورات والاحتجاجات التي اجتاحت شوارع العرب وأطاحت بأربعة رؤساء خلال عام واحد.
وتهدف الصحافة الاستقصائية إلى البحث المعمق ونبش خفايا قضايا ومشكلات تمس المجتمعات، بهدف تحسين حياة الناس.
“رغم سقوط أنظمة بن علي ومبارك والقذافي وصالح فإن وسائل الإعلام والهيئات التنظيمية لم تتغير”، قال رئيس مجلس إدارة “أريج” داود كتّاب لجمع الحاضرين في افتتاح المؤتمر، مضيفا أن الإعلام الحكومي ما يزال يهيمن على المشهد الصحافي في تلك الدول وغيرها.
واسترسل: “الإذاعات الخاصة والمجتمعية والتلفزيونات لا يُسمح لها بالعمل، والوصول إلى المعلومات القانونية ما زال مفقوداً في جميع الدول العربية تقريباً”.
مديرة برنامج نايت الدولي (زمالة الفارس الدولي) في المركز الدولي للصحافيين، إليسا تينسلي، تحدثت عن نحو 30 تحقيقا استقصائيا نفذت بالتعاون بين المركز وأريج و”أسهمت في الكسر التدريجي للحواجز أمام الصحافة الاستقصائية” في العالم العربي.
أحد التحديات التي تواجه العمل الاستقصائي، بالنسبة لتينسلي في كلمتها خلال الافتتاح، يكمن في إحجام وسائل إعلام عديدة عن إجراء تحقيقات معمقة بسبب الجهد المضني والوقت المطلوبين لهذا النوع من الصحافة.
السفيرة السويدية في عمان شارلوتا سبار، التي تدعم بلادها شبكة أريج عبر الوكالة السويدية الدولية للتعاون الإنمائي (سيدا)، دعت إلى المزيد من حرية التعبير والحصول على المعلومات في العالم العربي، الذي يمر بفترة انتقالية منذ بدء احتجاجات وثورات الشوارع.
“شهدنا العام الماضي كيف أن الصحافة التقليدية والإعلام المجتمعي لعبا دوراً في تغطية الأحداث التي وقعت وتخطت الخطوط الحمراء”، قالت سبار.
ياسبر هويبرغ، المدير التنفيذي لبرنامج دعم الإعلام الدولي (الدنمارك)، تطرق إلى الشراكة بين البرنامج وشبكة “أريج” عبر ورش تدريبية تم خلالها انجاز تحقيقات استقصائية معمقة. “بعد الثورات في العالم العربي هذا العام، باتت الصحافة الاستقصائية أمرا أساسيا في السنوات القادمة”، قال هويبرغ للحضور.
وافتتح المؤتمر بحضور أمجد العضايلة، مستشار الملك عبد الله الثاني لشؤون الإعلام، وعدد من وزراء إعلام سابقين، أعضاء في البرلمان وكبار الصحافيين الأردنيين.
وكانت فعاليات المؤتمر قد استهلت صباح الجمعة من خلال ورش تدريبية حول استخدام الحاسوب في تنظيم التحقيقات، تشفير الملفات وتوظيف الوسائط المتعددة في العمل الصحافي.
في نهاية المؤتمر الأحد، تعلن الشبكة عن الفائزين بجائزة “ربيع العرب” لأفضل التحقيقات الاستقصائية في مختلف وسائل الإعلام.،