تحية لسيجارة ٍ اضحكت الجميلة
ما أطول الليل على قلوب العشاق
الهائمين
المتيمين
المعذبين
وأنا منهم
فلم يعرف النوم طريقا إلى عيني
طيلة ذلك الليل البهيم!!
يوم رأت عيني تلك الفتاة الجميلة
لقد أسرتني عيناها
وشعرت بأن كل الدفاعات التي تحصنت بها
في الأيام الماضية
قد تهاوت,,,وتبخرت
فهي في ريعان الشباب
ريانة العود
عندما تسير تتمايل بانعطاف غريب
يسلب الأنظار!!
أطلت فأشرأبت الأعناق
وتطاولت الأنظار إليها
فهي فتنة تدهش العقول
بجمالها
بدلالها
بغنجها
بمحياها
بمجيئها
بذهابها
بيضاء البشرة وشعرها كالسديم
نجلاء العينين كالتماثيل الإغريقية
كأن عينيها تدلان على السهر والتعب
بل تحكي حقيقة أحزانها
فمسحة الحزن باديت على وجهها الجميل
هكذا تصورها عقلي
رمتني بنظرة شعرت وكأنها سهام
صوبتها لتستقر في ثمرة القلب
هي أدركت أنها تمكنت من فريستها
تسمرت في مكاني أشعلت سيجارة
رمتني بنظرة أخرى ولكن صاحبتها ابتسامة
ثم اتجهت إلى حيث اجلس
وكشفت عن وجهها
وهالني ما رأيت في ذلك الوجه الفاتن الجميل
كان الاصفرار يعلو جبينها
والدموع تغمر أهدابها
والذبول يحتل الوجنتين
والارتعاش يصبغ الشفتين
بلونه الواهي الأليم
كانت يداها ترتجفان
وهي تنتفض كأنها عصفور ذبيح بللته حبات ندى الصباح
فقالت لي
أشعل الثالثة
وذهبت
لأكتشف أنني أشعلت سيجارة
بينما الأولى لا تزال في يدي
وهو ما جعلها تضحك إلى درجة
أن تغير شكل محياها
ذهبت....
وتركتني مع سجائري
اعد خفقات قلبي المسكين
الذي لم ينعم بأشعة جمالها إلا برهة
أصغيت إليها كإصغاء الملائكة الأبرار
إلى أنات المساكين وزفراتهم
ذهبت ,,
ومازلت اذكر حين وقفت بقربي
كالملاك في فستانها الوردي الطويل
فتحية لسيجارة أضحكت الجميلة.