جريدة الوطن
أحسنت الشقيقة السعودية صنعاً بقرار منع التدخين حتى في المجمعات
اعزاءنا المبتلين بهمومها لن نكرر النصائح والتحذيرات، والتهديدات والتهويلات بمضارها عبر تاريخها الطويل لكن القناعة كنز لا يخلو من المناعة لو فكر بتروٍ وتعقل ومنطقية كل مبتلى بها من اساليب ووسائل الدخان الأزرق والرمادي والكحلي وداكن السواد المنبعث من مخلفاتها المتصاعدة فوق الرؤوس، ورمادها العادم الكل فوقه يدوس «أجلكم الله» باقدام ينتعلها كل من يحتقر ذلك الوباء العالمي الفتاك للأجساد الذابلة الشاحبة الصاخبة بلغها على مدار الساعة لكنه اسير علبتها ومزاجها ونوعيتها دافعاً بكل امتنان ثمنها بكل قناعة وطاعة وندم ما بعده ندم على هدر ذلك الجسد السليم بفعل خالقه ليدمره بنفثات دخان الأرجيلة والسيجارة واخيها السيجار وفصائل أخرى تأتي بها الاخبار جيلاً بعد جيل مكلومة القلوب!! محروقة الرئة، مجروحة الحناجر مسمومة الشرايين!! ملوثة اللثة!! ملونة الأسنان معطوبة الأنوف!! مضمورة الجسد وأجزاؤه خارجه وداخل أحشائه كل بمسماه!! أما المناظر الحزينة ومدخنوها في المطارات والمولات والوزارات والمؤسسات المختلفة فهم داخل الخزينة زجاجية كانت أم غيرها أشبه بفراشات او طيور زينة حائرات للبحث عن مخرج رغم اضاءة الخزينة المرصعة بعظمين وجمجمة «حفظكم الله» كرموز اعلام القراصنة مزودة بتوجيهات لها من المعاني والمقاصد والاهات تقول «غرفة للمدخنين» مع علامة مرورية معناها ممنوع الدخول لغيرهم خشية الاضرار الناتجة عن ذلك الوباء المنبوذ الدخان بلا نتيجة ولا امان!! فكل من ينظر اليهم يتمنى لهم الشفاء العاجل للامتناع عن هذه الاوجاع للجسد والجيب معا، والاشرس من كل تلك التحذيرات انتشاره بشراسة في اوساط فلذات الاكباد بنين وبنات رافعين شعار «ما هو ريال اللي ما يطيح له تدخين»!! ومثل ذلك بين امهات واخوات وبنات وزوجات المستقبل ربات للبيوت ومربيات لاطفال ذلك المستقبل تنوع الشر في ذلك والمدمن واحد بالذات في المجتمعات والمراكز الراقية للشيشة تحت العريشة!! ادخلوا عليها انها من التراث الغابر يمكنها ان تكون لكن جزئيتها كتراث مؤلم لكل من طاح في احضانها هدت حيله واركانه فتركته رمادا مدمراً أشبه بالساقط من اطرافها!! اولها وناسة ونهايتها تعاسة!! لو كنتم تعلمون تدبروا وتبصروا جيدا فقد احسنت الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية صنعا بقرار منعه بتاتا حتى في المجمعات الصغرى والكبرى حماية ورعاية لكم وليس تحديا وليّ ذراع لاحدكم وقد قيل عند الاقدمين من ابائنا «صادق من يبكيك ناصحا ولا من يحتال عليك ليضحكك»!! والله المستعان. اعيادكم سعيدة مقبولي الطاعة.
رعاكم الله وحفظكم من كل شر