اثارت تصريحات وزير الأوقاف عبد السلام العبادي حول أن وزارته سمحت لأئمة المساجد بالعمل في وزارة التربية والتعليم استغراب العديد من الناشطين الحقوقيين من حيث عدم مواكبة الطلبة المنهاج بالصورة المثلى وإدخال الدعوة في التعليم.
وزير الاوقاف وفي تصريحاته الإعلامية، اكد أن سماحهم للأئمة سيكون على حساب التعليم الإضافي، شريطة حصولهم على الموافقات اللازمة.
وعزا الوزير هذا الإجراء لتحسين ظروف الأئمة المعيشية، متوقعا أن يستفيد من هذا القرار عدد كبير من العاملين في “الإمامة”.
المحامي والناشط الحقوقي عادل الطراونة، يعتبر أن للأئمة دور كبير في المساجد لكن ليس بالضرورة أن يكون ذاته في المجال التعليمي الأمر الذي قد يحدث خلطا في عملهم.
وتابع الطراونة أن للمعلم ارتباط مباشر مع الطلبة وبيوم وليلة يأتي الإمام ويعطي دروس ما قد يفقد هذه الحلقة التواصلية فضلا عن عدم مواكبة الإمام للأساليب التعليمية المتبعة من قبل المعلمين.
وتابع الطراونة أن “من المقبول ان يعطي الإمام محاضرات حول الشريعة الإسلامية داخل المدارس لكن ان يعطي دروسا وحصصا بديلة عن المعلم فما هذا إلا افتئات على دور المعلم”.
من جانبها، ترى الناشطة الحقوقية لينا جزراوي أنه لو كان إمام المسجد يحمل شهادة جامعية في الشريعة أو الفقه الاسلامي أو العلوم الاسلامية فلا مانع من أن يدرس لأنه سيساهم بنقل الدين الصحيح.
وتتابع الجزراوي أنه وفي حال إدخال أئمة أميين الذين يستمدوا معرفتهم من خلال قراءات وخرافات وتطرف “فهنا تكمن الخطورة على الطلاب”.
تطالب الناشطة الجزراوي بأن يخضع هذا التوجه للفحص والدراسة والاختبار قبل التعيين من قبل لجنة تشكلها وزارة التربية، عازية ذلك لخطورة تأثير الفكر الديني الخاطىء على الطلاب.
من جهته، يوضح الناطق باسم وزارة التربية والتعليم، أيمن بركات أن وزارة التربية عندما تطلب للعمل الاضافي ما هو إلا لسد النقص الحاصل في بعض التخصصات ومنه قد يكون مساق الشريعة لكنه يعتمد أولا وأخيرا على اجازة المعلمين.
بركات يرى أن مديريات التربية تطلب معلمين في التخصصات المختلفة والتي بحاجة ماسة لها لسبب مرض معلم أو أخذ معلمة إجازة أمومة.
وتعتمد وزارة التربية على التعليم الاضافي لتعبئة الشواغر الحاصلة، فالعمل الاضافي يدفع من قبل وزارة التربية والتعليم.
ويوضح بركات أنه لا يوجد تخصيص مبلغ إضافي من قبل الوزارة، وإنما يتم رصد مبالغ في موازنة وزارة التربية والتعليم، “هناك حالة خاصة يضطر المعلم عندها اخذ اجازة ويتم الاستناد إلى التعليم الاضافي”.