وجه المعارض ليث شبيلات رسالة للحركة الإسلامية حذرهم فيها من الانفراد بإجراء حوار مع “الننظام” وفقا لشروط مرجعيته، حيث قال “هذه الأيام ليس أمام النظام إلا الدخول في حوار مع المعارضة وإن أكثر ما يخشى على المسيرة أن ينفرد بقبول الإخوان الحوار على شروط مرجعيته هو “النظام” وليس على شروط مرجعية المطالبين بالإصلاح كافة.
وأكد أن أحدا لا يستطيع أن يلغي الإخوان والجبهة بمواجهتهما بأي طريقة اختار، مشيرا إلى أن العمق التاريخي لوجود الإخوان.
واختتم شبيلات رسالته بالقول “أرجو من الله أن يلهمكم الصواب فتقودوا المرحلة وتقودونا إلى بر الأمان ننضوي تحت برامجكم وإن كنا خارج التنظيم. أم إذا رأينا تكرارا لأخطائنا الماضية وضعف في البرنامج واستحياء من مواجهة أصل الفساد”.
وتأتي هذه الرسالة في ظل تردد الأنباء عن فتح باب الحوار بين الحركة الإسلامية والديوان الملكي، بعد قرار الحركة بتعليق مشاركتها في الانتخابات البلدية.
وتاليا نص الرسالة:
رسالة إلى جبهة العمل والاخوان المسلمون حول ورقة الإصلاح
الاخوة الكرام في جبهة العمل الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين المحترمون حفظهم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع : الإصلاح
لا أرغب في الدخول في تباينات في الرأي (لا في الأخوة )عمرها عشرون سنة. بل من أجل الفائدة أطرح موضوع اليوم: الإصلاح مسترشداً بضرورة عدم الوقوع في أخطائنا السابقة فأكتب وبالله التوفيق.
لا يستطيع أحد أن يلغي الإخوان والجبهة بمواجهتهما بأي طريقة اختار. فوجودهما على الساحة وبعمق تاريخي بالنسبة للأخوان يمتد إلى عقود قاربت أن تصل إلى القرن قريباً يجعل من التنظيم الإسلامي هذا سنديانة لا يملك من يزرع خضروات تقطف بأشهر أن يتكلم أو أن يحلم بقطفها أو قطعها. هذه مسلمة أولى عند كاتب هذه السطور. إضافة إلى تأكيد اعتراف كل من يعمل في العمل السياسي الإسلامي بأنه عالة على الإمام البنا رضي الله عنه الذي تنتهي عند نبعه الغالبية الساحقة من جداول السياسيين الإسلاميين.
من هذا المنطلق ومن منطلق أن المذاكرة والتناصح أوجب علينا داخل صفوفنا منها مع الذين نقارعهم ونقارع فسادهم وظلمهم واستبدادهم. فمن نافلة القول أن من لا يسمح بالنقد الداخلي الجاد العلني ليس مؤهلاً أبدا لمقارعة استبداد الآخرين. أما لماذا العلنية فحتى يطمئن الناس إلى أنهم يسلمون أمرهم لمن يتناصحون بشفافية وليس إلى عصابة تكتم عنهم التناصح الذي يجري بين أفرادها.
هذه الأيام ليس أمام النظام إلا الدخول في حوار مع المعارضة وإن أكثر ما يخشى على المسيرة أن ينفرد بقبول الاخوان الحوار على شروط مرجعيته هو (النظام) وليس على شروط مرجعية المطالبين بالإصلاح كافة.
لقد أضعنا فرصاً كثيرة لهذا الشعب فيما مضى لنقص إما في الرؤية أو في العزيمة. فإذا كررنا ذلك اليوم فإنها جريمة لا تغتفر بحق الوطن.
لقد أطلقت ورقة حول القواعد الرئيسية لإصلاحات حقيقية تخدم الشعب وتصون العرش من خبرة نكسات عديدة ، وفي ميدان الفكر فإن رأي الفرد قد يساوي رأي مجموعات لا يحسم الأمر بين الرأيين سوى العقل والمنطق. وإن من واجبي أن أطرحها على التنظيم الأهم الذي لا يستطيع أحد أن يقفز فوق مركزه القيادي راجياً منه أن يعرضها على هيئته العامة التي منها تتصعد المواقف والتوجهات للقيادة. ومن حقي بعد حق الشباب الأردني وفي لبهم شباب الإخوان والجبهة كما من حق الوطن أن نتطلع إلى موقف شاف من الورقة إما بالنقد الموضوعي أو بالقبول أو بتنويرنا عن البرنامج المقابل الذي تقترحونه شريطة أن يكون مكافئاً للمطروح. وكما تلاحظون لا ننازعكم على أية قيادة كما نصر على شبابكم عدم شق أي صف بل النظال الداخلي من أجل تغليب ما يرونه الموقف الأسلم في هذه المرحلة.
إن الإصلاح يبدأ بالرأس والظروف مهيئة لكي يتقبل الإصلاح بسبب من انكشاف الفساد المرتبط به وليس عندنا أي عذر شرعي بالسكوت عن فساد موثق قد أغرق نفسه فيه.
أرجو من الله أن يلهمكم الصواب فتقودوا المرحلة وتقودونا إلى بر الأمان ننضوي تحت برامجكم وإن كنا خارج التنظيم. أم إذا رأينا تكرارا لأخطائنا الماضية وضعف في البرنامج واستحياء من مواجهة أصل الفساد فإننا ننصح أنفسنا وننصحكم بتقوى الله. ففي ما بيننا ليس فينا خير إن لم نقلها وليس فيكم خير إن لم تسمعوها. قد أعذرت إلى الله ورسوله وإلىالشباب المسلم وإلى وطني ومواطنيه.
ولكم مني أخلص الدعاء
المهندس ليث الشبيلات