هذا التعبير الذي لمسناه مؤخرا، وتعاملنا معه في سياق الحدث المؤلم الذي شهدته عمان، لم يكن مجرد شعار مسطح أملته جملة من التوصيات الظرفية، بل جاء، بعفويته ودفئه، تجسيدا طبيعياً لردة الفعل الشعبي تجاه ما يتهدّد حق الإنسان في الحياة والأمن والاستقرار.
"كلنا الأردن".. هي حاصل الجمع الحقيقي لـ "أنا الأردن وأنت الأردن" كل في موقعه بعيداً عن الفوارق والتصنيفات التي يتجاوزها مفهوم المواطنة بمدخلاته ومخرجاته الأخلاقية، وبما يستدعيه هذا المفهوم من وعي بالواجبات والحقوق التي تفعّل دور المواطن وتعزّز انتمائه لمحيطة؛ حيث الانتماء مفهوما وتطبيقا، علاقة بناء وصيرورة معاشة بين الوطن والمواطن.
التحام عبارة "كلنا الأردن" بما تنطوي عليه من معان ودلالات حية، مع وجدان الناس ومع ألفة نسيجهم الاجتماعي.. وبحميميتها التي عبرت عنها رسومات الفنان عماد حجاج، لتؤكد على حقيقة سعي الإنسان الدائم باتجاه تحسين شروط الحياة، والتقائه مع المسعى الإبداعي في خلق مناخات ملائمة للاستمرار والعطاء.
لقد قيّض لي أن أكون على تماس مباشر مع مؤسسة "أبو محجوب" للإنتاج الإبداعي التي تولّدت منها عبارة "كلنا الأردن" في خضم الحدث الذي أصابنا جميعا، ليحيل التقاطة العبارة بما تختزنه من دلالات المحبة والوفاء والالتزام.. إلى تطلع مشروع يقارب بين التصّور والطموح، وبين الممارسة والتطبيق في إدارة مختلف شؤون الحياة..
هذا ما يفيض به "كلنا الأردن" من أملٍ.. ومن وعدٍ بغدٍ أجمل.