الملك والعائلة المالكة خط أحمر والاردن وشعبه العظيم يعرفون متى يكون الرد المناسب في الوقت المناسب
كان اللقاء عفوياً جداً بين جلالة الملك عبدالله وعدد من العمال الذين تم تكريمهم من قبل جلالته بمناسبة عيد العمال، ووصلت درجة العفوية الى ان تفاجأ مسؤولون كبار بما تحدث به بعض هؤلاء العمال ومطالبهم التي اقل ما يقال عنها أنها تعبر عن مطالب عامة ولا علاقة لها بالشخص اطلاقاً، حديث العمال وهم فئة تمثل ملايين الاردنيين اثار اعجاب الحضور وتفاعل الملك معهم أثار الاعجاب اكثر لتخرج معادلة كيميائية بين القيادة والشعب من المستحيل ان تهزها اي عوامل سواء طبيعية كانت او لم تكن طبيعية لأن التحام القيادة بالشعب اعطى امثلة ناصعة للجميع بأن العقد بين الهاشميين والاردنيين ليس مجرد عقد اجتماعي فقط بل عقد تجاوز في حدوده ما يمكن ان يتصوره عقل من عشق ومحبة واخلاص ووفاء اصبح يُدرّس في مدارس الانظمة الاخرى لمعرفة وكشف العلاقة التي تربط بين الشعب الاردني وقيادته.
فعندما تذهب جلالة الملكة رانيا العبدالله الى قرية صغيرة وتجلس على الارض مع شقيقاتها من بنات ونساء تلك القرية ايضاً وتـُقبّل عجوزاً هنا وتحل مشكلة طالبة هناك وتستمع باسهاب كبير لترى الفرح او الحزن بين عينيها فإنك في تلك اللحظة أيضاً تكتشف سر العلاقة والمحبة التي تربط الهاشميين بأبناء شعبهم، فالتواضع والتسامح سمتان رافقت الهاشميين منذ عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى عهد الملك عبدالله الثاني. يقول صحافي جملة بسيطة ولكنها ذات مغزى «كبير» أصبحنا نرى مؤخراً وعلى بعض وسائل الاعلام اساءات غير مسبوقة طالت مرجعيات عليا في الدولة وبشكل لم نره من قبل ولكن لم يحدث ان رأينا اي شخص قد تم زجه في السجن او التعامل معه وفق اسلوب اخر تتقنه انظمة اخرى لو حدثت هذه الاساءات في بلدانها.. الا يدل ذلك على التسامح الكبير الذي يتمتع به نظامنا الحاكم؟ ألسنا محظوظين بأن لدينا مثل هذا النظام الذي علينا ان نفاخر به الدنيا ويسأل الصحافي نفسه قائلاً: لو تمت الاساءة لزوجة اي زعيم عربي آخر كما يحدث عندنا فماذا سيكون مصير الشخص المسيء؟ ويجيب ذات الصحفي قائلاً: اعتقد بأن وجه الارض لن يعرف له طريقاً ولكن على من قال او تحدث او نشر مثل هذه الاساءات فإنه في الاردن يتمتع بكامل الحرية ولن يقترب منه احد على الاطلاق، ولكن الامور في الآونة الأخيرة زادت عن حدها واخذت الامور تفلت من عقالها وكأن الامر اصبح مستباحاً لدرجة غير معقولة وغير مقبولة على الاطلاق..
واستغل البعض صفة التسامح والتواضع هذه لمآرب شخصية وتصفية حسابات وان كنا لا نخفي سر اً بالقول ان هناك من يحاول صب الزيت على النار حول هذا الموضوع لأسباب واهداف شخصية وان كنا لا نتفق كثيراً بل نختلف اكثر مع زملاء صحافيين دخلوا في هذا الاطار وفي الترويج لمسلسل الاساءات المستمر وربما يكون عن غير قصد وببراءة الا ان هذا الامر لا يعفي احداً من تحمل مسؤولياته الاخلاقية والادبية في ايقاف هذا المسلسل المتكرر لجلالة الملك ولجلالة الملكة من الاساءات والذي اصبح يجد له صدى لدى العديد من الناس على صفحات التفاعل الاجتماعي من دون الاستناد الى معلومة بل اشاعات مغرضة يقوم البعض بمحاولة ترويجها وتحديداً فيما يتعلق بالفساد ومكافحته لابعاد الشبهات عن قضايا الفساد والحقيقة.
ولأن هذا التحليل يختلط ايضاً بالتقرير الصحافي والمعلومات فإنه لا بدّ من الحديث بجرأة اكثر وبصراحة اكبر لوضع النقاط على الحروف فالمفاجآت تتوالى ومسؤولون سابقون يزودون صحافيين بمعلومات مغلوطة واحياناً بوثائق وتسريبات اعلامية الهدف الاول من ورائها اثارة حالة من الجدل وايصال «الطخ» الاعلامي لأعلى المستويات وكأن لسان حال هؤلاء المسؤولين يقول «دع الطوفان يأخذ الجميع» حتى لو كان آخرون أبرياء. المفاجىء في الموضوع ايضاً اننا لم نجد حتى الآن رجل دولة حالياً او سابقاً يتجرأ او يخرج لوسائل الاعلام ليقول «كفى» او على الاقل يتحمل مسؤوليته السياسية ويقول ان كان هناك خطأ فهو يتحمله بل على العكس فإن البعض منهم يلجأ لأسلوب ادانة الآخرين لاثبات براءته حتى لو لم تكن هذه البراءة حقيقية.. وتزيد الامور عن حدها ايضاً ان بعض هؤلاء يتطوع في ايصال رسائل مشبوهة وكأنه ينسى انه كان في مركز صنع القرار السياسي الاقتصادي.. لماذا حتى الآن لم نر مسؤولاً اردنياً سياسياً او اقتصادياً يخرج الى وسائل الاعلام للدفاع او التوضيح او حتى الاحتجاج وكأن الامر لا يعنيهم اطلاقاً وكأنهم راضون عن مسلسل الاساءات لجلالة الملك ولجلالة الملكة اللهم الا انهم يحتجون او يستغربون ما يقال فقط بالغرف المغلقة..
الا يتجرّأ اي من هؤلاء على الحديث علناً ام ينتظر أوامر من فوق كي يحاولوا الترويج للدفاع عن الملك والملكة ام انهم ينتظرون الثمن مقابل ذلك. الاردنيون يحبون مليكهم ومليكتهم.. وأنا اتحدث هنا عن كافة الاردنيين الذين يعرفون تماماً ماذا قدم لهم الملك والملكة ويعرفون ان جلالة الملك يصل الليل بالنهار من اجل راحتهم وتقدمهم وهم يعرفون ايضاً انهم مخلصون لهذا النظام ومستعدون ان يفدوه بأرواحهم ولذلك فإن العلاقة كما قلنا سابقاً في هذا التقرير ليست مجرد عقد اجتماعي فقط وانما حالة لم تستطع اي من الانظمة الاخرى معرفة سرها حتى الآن..
ولكن السر يعرفه الاردنيون فقط. «شيحان» لم ترغب في هذا التقرير ان تكشف العديد من القضايا حول تواطؤ البعض وتحديداً في الاساءة لجلالة الملك ولجلالة الملكة ولكنها توجه رسالة تحذير شديدة اللهجة لهؤلاء بأنها ستكشف زيف اقنعتهم ومحاولاتهم البائسة وغير النظيفة والمشبوهة ومحاولاتهم ترويج الاشاعات المغرضة ان لم يتوقفوا فوراً عما يقومون به.. فيا جلالة الملك وجلالة الملكة نقول في النهاية ان الاردن وشعبه العظيم يعرف كيف يرد على امثال هؤلاء وفي الوقت المناسب.