أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في JO1R FORUM | منتديات شباب و صبايا الأردن، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

بعضُ ما خبأتهُ الرياض .. | الصفحة 3

18 أقِف أمام أحد الصاغة حاملاً نفيسَ أمي ! لم أنمْ جيداًو فكرتُ أنها لن تفتقدهلو افتقدتهُ ستذهب الظنون للخادمة التي هربت قبل اسبوعينهكذا كنتُ في


اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 10 < 1 3 4 10 > الأخيرة


look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  16-05-2011 03:06 مساءً   [21]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 05-08-2008
رقم العضوية : 12,196
المشاركات : 2,877
الجنس :
قوة السمعة : 859,003,115
18

أقِف أمام أحد الصاغة حاملاً نفيسَ أمي !

لم أنمْ جيداً .. و فكرتُ أنها لن تفتقده .. لو افتقدتهُ ستذهب الظنون للخادمة التي هربت قبل اسبوعين .. هكذا كنتُ في مأمن من انكشاف أمري .
شيءٌ وحيد كان يُحاصرني ، ضميري .. صوتٌ يهتفُ في أذني يخبرني أنّ ما أعملهُ لا يمكن تبريره !
ماذا لو عِشنا بلا ضمير ، أكان النومُ يستعصي على الأجفان ؟!

خرجتُ من البيتِ سريعاً ، أعلمُ أني لو رأيتُها لأحجمتْ .. صوتُ تهليلها كفيلٌ ببعثرة ماأضمرتْ ،
أغلقتُ الباب ورائي وأنا أعرفُ أني أفتحُ على نفسي باباً من الندمِ لن يُردم !

أخرجتُ العقد للصائغ ونظراتي تزوَرّ عنه ، شيءٌ في داخلي كان يحولُ بيني وبين مشاهدة العقد ، شعرتُ به مخذولاً ، وتخيلتُ وجهها في كل حوافّه .
أخذهُ مني البائع وشعرتُ أنه يأخذُ روحي .. وزَنه وقدّره بألفي ريال !
للذهبِ ألفين ، و ماذا عن ذكرياتِ أمي ورائحتها المعتّقة في ذراته ؟ إيهِ يا أيها الصائغُ لستَ تدري شيئا !
أومأتُ برأسي كناية الموافقة ولم أجب ، شعرتُ أن في النطق عقوقاً أشد ، أعطيتهُ بطاقتي وكتب فاتورة البيع تدويناً لخيبتي ..
.. وانصرفتُ بقليلٍ من المال وكثيرٍ من الخزي !

* * *

غرقتُ في المذاكرةِ كل العصر .. وقررتُ محادثة سارة في الليل لأحسم الأمر برمته ..
كلما فتحتُ صفحةً لاح وجهها الأسمرُ يبرقُ في سماء مخيلتي .. كلما أردتُ حفظ قصيدةٍ صفنتُ بها كثيراً !
كان طيفها يحاصرني ويصدني عن سبيل القراءة عِوجاْ ، أسرحُ بها وأمرر القلمَ على كراستي .. فإذا عدتُ لوعيي وجدتُ اسمها مكتوباً كل مرة !
اللعنة .. ماهذا الجنونُ الذي يعتريني .. أي عاطفةٍ دبّت فيّ من حيث أدري ولا أدري ..

في المغربِ كنتُ أرتشفُ القهوة المسائية المعتادة في بيتنا ..
صوتُ أبي وشقيقي الكبير بدر كلاهما يوصيني على المثابرة والجد .. أرتشفُ القهوة وأنظرُ لأمي فأشعرُ بمذاقٍ مرارتهُ متضاعفة !
عن أي مذاكرةٍ تسألون ؟! آه لو تعلمون .. كل ما وجهتُ وجهي للقراءة جاء طيف السمراء يختال ضاحكاً ، كأنما يرجو رسوبي !
يتحدثون عن الإجتهاد وقلبي يحدثني بسارة .. أغفو مع صوتِها المتراقص في سمعي فلا أُفيقُ إلا على سؤالٍ منهم يُعاد عليّ للمرة الثانية !
أخرجتُ هاتفتي وكتبتُ لها:
" الليلة ، أريدُ محادثتكِ لأمرٍ هام " !

* * *

بالكادِ انتصف الليل .. ها قد جاءت ساعةُ القلب والنجوى .. إما أن تكون الحياة مغامرةً أو لا تكون !
لم أسمع صوتها منذ صباح الأمس ، منذُ أن قال لي الدكتور ثابت ما قال .. بل منذُ أن قلتُ لها في الممرّ ما قلت ..
لم أكمل يومين على غيابِ صوتها ، يا للمدة البعيدة والشُقّة الهائلة، أكل هذا الشوق يومين ..
..ماذا جرى للأيام ياسارة .. أباتت أسابيعَ فجأة !

هاتفتُها وسلّمت في اقتضاب .. وبكل ثقةٍ وجراءةٍ تشتملها روحي ، بدأتُ حديث الصراحة !
بصرامةٍ أخشى أن تضمحلّ جاءها صوتي جسوراً:
- "أُريدُ أن تسمعيني دون مقاطعة .."

رد صوتها متوجساً : - "ماذا ؟!"

- "لا أظنّ الأمر مجرد لعبة ياسارة .. ماعادتْ هذه المكالمات صداقةً وتسلية .. لا أعلم أينَ أصِل "
كنتُ محموماً وأُلقي بحديثي أشبهَ ببكاء !

- " ............... ، "

- " بالأمسِ حينَ قطعوا الخدمة عن هاتفي شعرتُ بأن أوصالي قُطعت .. واليوم يمتنعُ التركيز عني فلم أدرس شيئاً .. ماذا تحسبين !
أتظنينَ أن الأمر مُزاح .. لا لم يعد مزاحاً.. ها أنا أُخبرك بالحقيقة ، لا أستطيع السيطرة على الأمر ، لا أستطيع ! "

لا أدري أكنتُ أفضفضُ عن ذاتي أم أن صوتي كان يؤنبها !


- " آه ياساره .. لو رأيتِ كتبي ومذكراتي ، كيف يفترشُ اسمكِ دفاتها وحرفُ السين يصدحُ في كل ورقة .. أتظنين الأمر مزحة !
بالأمس أردتُ مناداة أختي الكبرى هند ، و زلّ لساني بإسم سارة .. واعتلاني الوجوم !
بالأمس كنتُ على الطريق ، أنظرُ للمقعد المجاور لي وأتخيلكِ بجواري .. كدتُ أموت حين راحت المركبةُ يميناً والقلبُ يرفلُ عندكِ في الشمال !
ياسارة لا .. لم يعد الأمر عاديّاً ..ها أنا أخبركِ الحقيقة ، لم يعد الأمر لعبة ! "

- " ....................

وكانت تصغي ، وصمتُها يستحيلُ ضجيجاً في أذني !


- " الأمس واليوم كلها مرّت كما لو لم تمرّ .. صرتِ التاريخ والتقويم ياسارة ، أيامي بدونكِ لستُ أعرفها ..
هذه الدنيا بدونك ..باتت سجناً ليس أكثر ، صوتكِ الذي تُلقينهُ بلا مبالاة .. أكسجينٌ يتنفسهُ القلب !
أبي و أخي و أصدقائي و كل من لاقيتْ .. كلهم يخبروني عن حالة التوهان التي تفتكُ بي .. أتسمعين ؟ واليوم ..آه ياساره
اليوم سرقتُ أمي .. أتصدقين ؟ أمي التي حدثتكِ عنها طويلاً .. سرقتها ..
سرقتُ أمي لأسدد هاتفي وأهرعَ لكِ من عنائي.. تباً لكِ إن ظننتِ الأمر مزحة ! "

- .....................

- " يا سارة ها أنا أخبركِ ولتضحكي إن شئتِ أو فلتُصعقي ، لا أعرفُ تعبيراً للحب ، ولا أريد حتى أن أعرف !
أعرفُ أني بدونكِ الفراغ والإرهاق و الهم الطويل .. بدونكِ الرياض تعودُ صحراء قاحلة .. بصوتكِ كانت جنة الدنيا وقبلة الحياة ..
بدونكِ ما عدتُ أقوى الصبرْ .. أليس هذا هو الحب ؟ إن لم يكن فما عساهُ أن يكون ..
سمعتيها صباح الأمس.. أظننتِ الأمر مزاحاً ؟ هه لا .. لم أكنْ أمزح ..
لا ياسارة لا يُفلتُ اللسانُ إلا أسرار القلب .. لا يفضحُ اللسان إلا الحقائق المستورة ..
أحبك
نعم أحبكِ .. ولا يهمني الآن أي شيءٍ في هذه الدنيا .. إلا أنتِ "

سقطتُ على السرير وألقيتُ هاتفي بجواري .. تركتُها تسمعُ لهثَ أنفاسي بل وصوتَ شعري وأنا أمسحُ عليهِ بعصبيةٍ بادية .. عركتُ عيوني وجففتُ العرق عن جبيني ..

رفعتُ السماعة مرةً أخرى وهي تردد اسمي بحثاً عني ..

بصوتٍ متعب أجبتُها " نعم ! "

وانطلقتْ على الفور :

- " لستُ أضحكُ منك ..بالله ماذا تحسبني ؟! جداراً لا يشعر !؟
فيصل كلهم يتحدثونَ عن سرَحاني و عُزلتي وبقائي في هذه الغرفة ، كلهم يحدثني عن تغيّر سلوكي ، بتّ عصبيةً تارة، ودودةً تاره ..
كل شيءٍ صار في حياتي متوقفاً على سماعِ صوتك .. أتظنني أُهاتفك تماماً في الثانية عشرة حين أصعد لغرفتي ؟ لا يافيصل .. أحياناً أسكنها قبل اتصالي بساعة ..
أعد الدقائق وأخشى أن أُهاتِفك وتكون بحضرة أصدقائك ، أتمنى لو هاتفتُك أبكر لتكون معي أطول .. باتَ صوتك فُسحة يومي و كنت صديقاً والآن أكثر ! "


-" لا يافيصل ليس الأمر لعبة ، وأدرك ذلك قبلك .. هل أخبرتُك أني أحتضنُ " بين القصرين " قبل أن أقرأها .. وأحدثُ بك صديقتي هيفاء كل مانِمتَ فجراً !
لا يافيصل ليس الأمر لعبة .. أُشاهدُ حتى أشقائي وأسرحُ في وجوههم وأقول :لا فيصل أجمل ! وأشمّ عطرك في يدي وقد مضى على تصافحنا طويلاً .. "

كانتْ تنشج ويتهدجُ صوتها ..كانت تبكي !
تمنيتُ لو أني موجةً تخترقُ هذا الأثير لأحتضنها وأبكي على ذوائبِ شعرها الأظلم ..
بقدرِ الدهشةِ التي أرتمي فيها كان سروري وأعظم ..
تتحدثُ باكيةً كما لو كانت تعترفُ بما أثقلها زمناً بعيداً .. كل ما أردتُ سؤالها .. كل ما أردتُ مقاطعتها صرخت بهستيريةٍ :

- إسمعني ! " ياخي " اصمت .. أريد أن تسمعني
تصرخُ فيني وأعود أصغي :

- " عندما لم تحادثني البارحة وأغلقتَ هاتفك صرتُ أشتمك عند هيفاء .. كنتُ غضبى لأنك لم تتصل بي .. حرفُ الفاء أكتبهُ منفرداً في كل يوميّاتي ..
بالأمس يوم تركتني للإنتظار ، كنتُ أحملُ عبدالعزيز ابن شقيقتي رحاب .. عمره سنة وأشهر .. كنتُ أناغيهِ وأدربه على نطق ِ إسمك .. " قل فيصل "!
كيف أضحك ؟ أأضحك من روحي وأمرُك أمري .. لستُ أقل منك أبداً في هذه المتاهة ..
أدرُك أن الأمر لم يعد لعبة .. وأن الأمر أكبر مما تصورنا يا فيصل .. وتقول لي أحبك ؟
أحبك نعم .. بكل عقلي وقلبي أحبك "

علا صوتُ نحيبها .. أغلقتِ الهاتف.. تراخيتُ على سريري ..

أنا بالتأكيد أحلم ..
صفعتُ خدي :


لا..ليس حُلماً الأمر حقيقة !


يتبع ....

look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  16-05-2011 03:23 مساءً   [22]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 24-07-2010
رقم العضوية : 42,215
المشاركات : 9,623
الجنس :
قوة السمعة : 2,147,483,647
...:hi:....

look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  16-05-2011 04:20 مساءً   [23]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 05-08-2008
رقم العضوية : 12,196
المشاركات : 2,877
الجنس :
قوة السمعة : 859,003,115
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة: الهدى;1628755
...:hi:....
..:greet015:..

look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  16-05-2011 04:29 مساءً   [24]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 02-08-2007
رقم العضوية : 122
المشاركات : 10,275
الجنس :
قوة السمعة : 859,151,242
اكم جزء القصة هاي

:tomato:
توقيع :JOKER
<embed src="http://jo1r.l7njo.com//uploads/files/JO1R.COM-e4f8527b7c.swf" WIDTH=550 HEIGHT=210 quality="high" loop="false" menu="false" TYPE="application/x-shockwave-flash" AllowScriptAccess="never" nojava="true"></embed>

<embed src="http://jo1r.l7njo.com//uploads/files/JO1R.COM-e1a226ae41.swf" WIDTH=500 HEIGHT=300 quality="high" loop="false" menu="false" TYPE="application/x-shockwave-flash" AllowScriptAccess="never" nojava="true"></embed>

<embed src="http://download.mrkzy.com/e/1711_md_13056507996.swf" WIDTH=450 HEIGHT=223 quality="high" loop="false" menu="false" TYPE="application/x-shockwave-flash" AllowScriptAccess="never" nojava="true"></embed>

توقيع خرافي من ايد اخرف


hug014

look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  17-05-2011 12:52 صباحاً   [25]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 07-05-2011
رقم العضوية : 45,779
المشاركات : 26
الجنس :
قوة السمعة : 50
اقتبـاس ،، اكم جزء القصة هاي

:tomato:
تقدر تقول 38 فصل ههههه

لسى باقي كثير
توقيع :ماجده
ي ربّ أرغب " بطمأنينة تآمهـ " تريح مآتبقى من أحسآسي ,,

look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  17-05-2011 12:54 صباحاً   [26]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 07-05-2011
رقم العضوية : 45,779
المشاركات : 26
الجنس :
قوة السمعة : 50
نهاية الرواية جدا ً مؤلمة ,, ننتظر ياهاشم التكملة .. والله يعطيك العافيه
توقيع :ماجده
ي ربّ أرغب " بطمأنينة تآمهـ " تريح مآتبقى من أحسآسي ,,

look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  17-05-2011 07:52 صباحاً   [27]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 05-08-2008
رقم العضوية : 12,196
المشاركات : 2,877
الجنس :
قوة السمعة : 859,003,115
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة: JOKER;1628820 اكم جزء القصة هاي

:tomato:
احنا بلشنا حتى تسأل :nosweat:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة: ماجده;1629466 نهاية الرواية جدا ً مؤلمة ,, ننتظر ياهاشم التكملة .. والله يعطيك العافيه
الله يعافيكي
خلينا نشوف كيف النهاية :bkk:
دمتي بحفظ الرحمن


look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  17-05-2011 08:30 صباحاً   [28]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 05-08-2008
رقم العضوية : 12,196
المشاركات : 2,877
الجنس :
قوة السمعة : 859,003,115
19

في الصباح كنتُ أهدأ بكثير مما كنت عليه طوال اليومين الماضيات .. عادتْ تلفني السعادة من جديد ... أيقنتُ تماماً أن هذه علاقة التقلبات !
لا يمكن أن تتنبأ بما قد تكون عليه .. المفاجآت المتوالية تتسارع .. تشعر أنك تلهث تعباً وأنت في مكانك لمجرد التفكير فقط !
أخبرتُها أنها بالنسبة لي باتت كل شيء .. وأخبرتني لأول مرة أني أمثل لها أكثر مما تخيلتْ ..
سألتني عن عقد أمي فامتنعت عن مزيد التفاصيل .. عرضت عليّ مبلغاً لاستعادته فأبيت بإصرار .. قالت فلتكن سلفة ولكني رفضت !
كيفَ يفعلها فهد ؟ كيف يقبل أن تمتد إليه يدٌ تزرع في جيبهِ مبلغاً من المال ..
سألته عن ذلك فقال وهو يتمطّى :

- عادي ! ستُهلكك الحساسية المفرطة ..

- إذاً باستطاعتك أن تقف بعد الصلاة وتطلبَ الناس المعونة ؟!

غضِب ولمعتْ تلك النظرة التي أعرفها في عينيه ، تلك النظرة التي تشي بأنهُ استُفز جداً !

- بالتأكيد لا ! لستُ مسكيناً يطلب الصدقات !

- ولكنك تقبلُ أن تجود عليك إحداهنَ ، تتباهى بذلك يا فهد بربك ما الفرق !؟

غادرتهُ تلك النظرة التي لا أحبها في عينيه .. وعادتْ له نظرة المكر والسخرية :

- ألم تسمع بالنفط مقابل الغذاء ؟! المال من الناس لا أقبله .. من إحداهنّ - كما تقول - هو مبادلةٌ نفعية !
لو قدمتَ لي مالاً يا فيصل لن أقبله ، لكن تأكد ، لو كنتُ أحدثك طوال الوقت عبر الهاتف وأنت تستمتع بالحديث ،صدقني ستصِلك فاتورتي عبر بريدك هههههههه

- ههههههههههههه لستُ غبياً لأسدد !

- إذاً هيئ نفسك منذ لحظة الرفض بأنك محرومٌ من أحاديثي اللذيذة ههههه !

تباً لدنجوان وثقتهِ المفرطة !


سألني في الليل بعد أن اجتمعنا في الشقة ماذا فعلت ؟
أخبرتُه أني بعتُ عقداً لأمي وسأعوّضها قريباً .. هكذا بلا تردد..كنتُ قد تصالحتُ قليلاً مع نفسي ..
فكرت أن ما قمتُ به نعم كان خزياً كبيراً لكنه أيضاً ثمن وتضحية لأستمر مع سارة .. عزائي أني قمتُ به مدفوعاً والندم يكللني ..
ألم يقل سقراط بأن التضحية أمرٌ سهل إذا وجدنا من يستحق .. نعم أظن تضحيتي هذه لم تذهب هدراً ..
كنتُ مقتنعاً بأن ماقمتُ به كان شيئاً لا بد منه .. أسهلُ بكثير من إستجداء الآخرين مثلاً .. لهذا أخبرتُ فهد بالأمر ، نعم ببساطة : بعتُ عقداً لأمي !

ثارت ثائرته ، عادت تلك النظرة اللعينة في عينيه ، برَقتْ فجأة وصاح بي:

-ماذا ؟ أنت تنحطّ لأسوأ مما وصمتني به ..
لن أسرق أمي ولو كان هذا المال ثمن دوائي الذي يبقيني على قيد الحياة ..

رنت هذه الكلمة في رأسي كناقوس .. مشكلتي مع فهد أني لا أقدر على الإحتفاظ بالأسرار .. أخبره بكل شيء .. أخبرته أشياء أفظع من هذا الخبر ..
ليس من الذين قال عنهم لامارتين: يكره الرجل أولائك الذين يضطر للكذب أمامهم !
هو صديقي الذي يعرفُ عني كل ما خبأتُ عن غيره ..لهذا أن يعرفَ قصة السرقة هذه ليس جديداً كخبر أخصه به ..
لكن الجديد أن ثورتهُ النبيلة صحت فجأة !
دائماً ما كنتُ أنظر لفهد كجانبٍ سلبي .. وأنا الطرف الآخر المليء بالإيجاب .. رغم كل شيء كنا صديقين بما يكفي لنستمر دائماً ..
اليوم ولأول مرة .. أنا من كان يتلقى الزجر و النصح .. اليوم كنتُ سلبياً جداً وفهد هو من يوبخني ..
تبادل هذه الأدوار .. يخبرني كم هويتُ كثيراً .. ترديتُ للأسفل .. لن تصف الكلمات منظر فهد وهو يحتقرني بنظراتهِ وصوتهُ الصادح في أذني كصوت زجاجةٍ تتشظى ..
كأنما كان منتشياً بهذه الأخبار ليمارس دور الناصح الأمين لأول مرة :

- فهد أرجوك اصمُت ، أتظن أن الأمر سهل بالنسبة لي ؟ إن كنت متقززاً مني مرة فأنا متقززٌ عشرات المرات .. هذه أمي يافهد ..

- عارف يا فيصل ؟ مرة من المرات كنت في علاقة مع فتاة من عائلة ثرية .. كانت علاقتنا تزدهر وكنتُ أسداً ينظرُ لغزالٍ سمين !
هاتفتني على البيت وأجابتها أمي بالصدفة ، راوغَت أمي وأخبرتها أنها مخطئة .. في الليل كانت أحاديثنا متمازجة ومؤشر الإنسجام يتسامى ..
أخبرتني بأنها هاتفت المنزل وسمعت صوت أمي.. ركز معي يافيصل أرجوك ، قبل هذا الخبر كنا نتفق على أين اللقاء .. لكن آه يا فيصل ..
حين أخبرتني أن أمي كانت من البلاهة بحيث لم تشك في الأمر .. آووه ماذا أقول .. هل وصلت بك الأمنيات مرةً أن تكون أمام أحدٍ في ذات اللحظة فقط لتبصق عليه ؟! كنت أستطيع أن أنهي المكالمة في وجهها بإهانة لكن هذا لا يكفي يافيصل لا يكفي .. كان البصق سيبريء أوجاعي وينتصر لأمي .. والآن تأتي بصفاقة لتخبرني بفعلتك السوداء ؟ أنت ؟ أنت الذي كنتَ دوماً زاجري الأول ! تأكيد ياعزيزي لن أسرق أمي وأستغفلها لأجل كليوبترا بذاتها ، نعم .. كن أكيداً من ذلك ياسيد نجيب !

كانت كلماته أشبه بوابل رصاص ..
رفعتُ رأسي.. صوّبت نظري عليه حين انتهى ، وببرود :

- فهد .. الله يلعنك !

* * *


أن تُخبر من تحب بمشاعرك الفيّاضة، أن تبوح بعد الصمت، هذا يشبه ماذا ؟ تعوزني اللغة وسعة الإدارك لأصف ..
كأنك تسير مثقلاً بالأحمال ، تطأ الأرض بصعوبة وبالكاد ترفعُ قدمك الأخرى .. كأنك تمشي فوق خدود الرمال .. الهواء العاصفُ يهب في وجهك وتنثني للرجوع ..
في الرمل وهذا الجو العاصف مكبلاً بالحديد ..هذا كلهُ يشبه أن تحمل سر الحب !
سر الحب أثقلُ ما في هذا الكون ..أن تحملهُ صامتاً يعني أنك تحملُ مالا طاقة لك به .. فإذا ألقيتهُ تحللت من أثقالك .. وإن كنت جيد الحظ وقبِل الطرف الآخر مشاعرك بات ريشةً تتراقص في قلبك ..
لهذا.. شعرتُ بالراحة حين أخبرتها كل شيء .. صار الرملُ جادةً ممهودة .. والهواء العاصف قد سكَن .. وبات المشيُ أسهل ..

حين أخبرتها بأني أحبها ، وبادلتني المعلومة .. وبعد أن هدأت موجة البكاء التي دخلتْ فيها .. عدتُ أحدثها بعد ساعة ..
كان حديثنا لأول مرة يخلو من الضحكات والسخريّة التي اعتدنا عليها .. كأنما نزلتْ علينا السكينة فجأة !
كأننا نعرفُ أن الأمر اختلف .. نتحدثُ كـ مصدومين قليلا ً ،
لم نعاود الأمر ونخوض فيه .. تركناه بعد أن عرفنا كل شيء .. لهذا كانت المحادثة تشبه المرة الأولى يشوبها الطابع الرسمي !

عندما رأيتُها أول مرة عند ماجد .. كان الكلام صعباً جداً لأبدأ .. كان الكلام يستحيلُ حجارةً عملاقة عبثاً دحرجتها للأمام ..
وعندما هاتفتني لأول مرة عندما خرجتُ من الشقة .. كان الحديثُ يتحركُ بصعوبة .. كبحر ٍ متجمد !
وحين رفعنا الكلفة وسقف الحريّة واعتدنا بعضنا صار حديثنا يشبهُ شدو طائرين لا يقطع لذة الشدو عنهم أي منغّص ..
لكن .. مجرد تبادلنا الصراحة ، وخوضنا حديث الحب .. هذا أعاد الأمر مجدداً للمرة الأولى .. غلّف الحياء صوتها معي .. أنا الرجل الذي سمِعها تبكي بالأمس وهي تنطق عبارتها " أحبك "

شيءٌ واحد اختلف ، رسائلها الرانّة في جوّالي .. تخبرني بالأبيات والجمل العاطفيّة .. كأنها تقولُ لي ماعجزتْ قوله بلسانها .. ورحتُ أبادلها الرسائل في كل مكان وأي وقت ..في الكلية في السيارة وأنا مع إخوتي وأنا في الشقة ..
حوّلت جهازي إلى وضع الصمت الكليّ ،
كانت نغمة الرسائل تتكرر بشكلٍ يلفت أنظار من بجانبي .. أضعهُ في جيبي الأمامي بجوار قلبي فإذا ومَضَ بأنواره نَبَض قلبي ورحت أقرأ بانتشاء ..


حادثتُها حين خرجتُ من إحدى المكتبات الكبيرة في الرياض ..
وكنتُ أمرّ في طريقٍ أنيق من طرق الرياض الفاخرة .. وصوتُ المسجل يصدح بـ " اصحى تزعل " لعبدالمجيد ..
كانت كتبت لي مسجاً تقول فيه " اسمع اصحى تزعل ، إهداء خاص من ساره " .. وكنتُ أنظر لألبوم الربيع لفريد وأبتسم ..

- هل تعلمين ياسارة ماذا أشاهد الآن ؟!
- ماذا ؟
- صورة فريد ، واضعاً يده على العود واليدُ الأخرى يشيرُ بالسبابةِ للمصوّر .. لا أدري بتّ في الفترة الأخيرة أظنهُ يشيرُ لي أنا!
- ههههه مااذا يريد ؟
- أشعرُ أنه يقول أني أعرفُ سر هذه الأغاني الجديدة يا فيصل ..
- ماذا قلتَ له ؟
- قلتُ له بأني قضيتُ معه رفقةً جيدة طوال السبع سنين هذه .. وأنه قد جاء الآن وقت التغيير .. بربك يا فريد لا تكن حساس ..
-ههههه وهل صدقّك ؟!
- لا .. المشكلة أنه لم يصدق ، مازالت سبابتهُ موجهةً إلي ههههه
- "لا بـ جد وش قلت له "

شعرتُ أنها تريد مني أن أتحدث حديثاً يروقها .. تعملُ لأجل أن تسمعه .. أوليس هذا ماتريدين ياسمرائي الجميلة حسناً :

- عندما لم يصدقني ياسارة، ولم يقتنع بكلامي المنمق ، أخبرته بالحقيقة ، هل تريدُ الصراحة ياعزيزي ملك العود إذن هذه الصراحه فلتسمع :
هؤلاء الجدد الذين جاءوا لسيارتنا يافريد .. لديهم توصيةٌ خاصة من عزيز لا يُرد له طلب ! لا تلمني بربك ، أنت لو رأيت العيون التي رأيت .. وسمعت الصوت الذي سمعت .. وجاءتك بطلبٍ مماثل لما ترددتْ ..
لا تلمني عزيزي فريد ، أحياناً لا نملكُ خياراً مع بعض الأشخاص إلا التلبية الفورية !

ضحكِت ضحكةً ناعمة تراقصَ لها قلبي .. سألتني أين أنا الآن , فأخبرتها بإسم الطريق الذي أمتطيه .. شعرتُ أنها إلتقطَت اسم الطريق باهتمام وسألتني بجوار ماذا بالضبط ؟!
حين أجبتها أني الآن أمر بالبنكِ الفرنسيّ قالت حسناً ستأتيك إشارة انعطف معها يميناً .. ظننتُ الأمر مزحة وبالفعل انعطفتُ يمينا .. أخبرتني بإسم مطعم شهير كنت بالفعل أمر منه ..
دخلت كما أمرتني مع المنفذ الذي يتلوه .. كانت حارةً مليئةً بالقصور الفارهة والسيارات الفاخرة .. ليست بالتأكيد كبيتنا ولا سياراتنا هناك حيثُ نسكن الجهة الأخرى من الرياض ..
تعجبتُ من قدرتها على تمييز الشوارع بأسمائها الفرعية والرئيسية ومعرفة المتاجر التي تصطف عليها .. لا أظن شقيقاتي كلهنّ يعرفنَ اسماً واحداً من طرقات الرياض فضلاً عن إجادة الوصف ..

- هل ترى التقاطع الذي أمامك ؟ البيت الممتد على الشوارع الثلاثة ؟!
- نعم .. ها هو أمامي
- شاهد السيارات التي أمام البوابه ..
- بانوراما ، جيب رنج ، يوكن .. ماذا بشأنها؟
- ههههههههههه هذا بيتنا يا فيصل !

لم أكن أعرفُ بيتها من قبل .. لم أطلب منها حتى وصفَ البيت خشية أن تفهمني بالخطأ .. وكان فهد يلح أن أعرف ذلك وكنتُ لا أبالي بإلحاحه ..
هذا هو البيتُ الذي تسكنه فاتنتي ، وهذا بالفعل هودجها الفيراني الذي حملها إليّ في المرتين الماضيتين .. أحقاً خلف هذه الأسوار تقبعُ سندريلّاي الجمليه !
كان صوتها يأتي عبر الهاتف وأشعرُ أنها أقرب بكثير من أي وقتٍ مضى .. بتّ أحسبها تحدثني وجهاً لوجه لا يفصلُنا إلا سورٌ رخاميٌ رفيع ..

فيلا أثيرة تتمدد في عرض الشارع كقلعة .. قطعةٌ من البناء الهندسيّ الحديث ليس كبيتنا إطلاقاً .. لا المقارنة ظلم سأكفّ عنها!
وهذه السيارات المترامية على أطرفه ليست كسياراتنا أبداً ..أووه اللعنة ها أنا عدت أقارن!
الحارة الأرستقراطيّة تنعم في الهدوء ، هناك في أحيائنا لا يكف الصغار عن اللعب والسيارات عن ممارسة اللهو المتهوّر .. هنا لا تشعرُ بالحياة بل الرفاهية ..
البوابةُ مفتوحة .. شعرتُ أني من الجنون بحيثُ أصعد كـ عاشقٍ مُدنف ولن ينتبهَ إليّ أحد .. يا لجنوني ..

- هذا منزلكم يا ساره ؟ لا أصدق أن ما يفصل بيننا بضعة أمتار ..

إمعاناً في مغامرتها طلبتْ مني أن أسلك الطريق الضيق الآخر .. توقفتُ عنده ...وكانت تضحك كأنها تمارس لعبةً جنونية :

- امممم ، يعجبني اللون الأبيض ، حلو لون سيارتك ههههههههه

أخذتُ أبحثُ في الشرفات الكثيرة من أين تشاهدني .. انفصلتُ عن المكان لو مرّ أحدهم لقال أني سارقٌ يخطط لفعلته ..لم أعد أعبأ بأحد !

الرياض صارمةٌ على الجبناء المترددين .. المتهوّرين دائماً ما ينفذون بجلدهم ويحالفهم حسن الحظ .. هذا ماكان يردده فهد دائماً ..
كلما تهوّرت مع سارة .. كان الأمر ينقضي على خير حال .. كأننا في عاصمةٍ أوروبية ليس فيها المزيد من التعقيد ..
حين أمسكتُ يدها .. حين تحادثنا عن الأدب في المحل دقائق طوال ، حين أهديتها رواية الأبله أمام بوابة المحل .. كنت متهوراً في الثلاث ولم ينتبه لي أحد !
أليسَ غريباً أن تخافَ من شيء فيحدث لك ، وإذا تمردتَ عليه وصرت شجاعاً تجافى عنك ، ألم يقل تيرنس بأن الحظ يساند الشجعان فقط !
حتى في القتال ، احرص على الموت توهب لك الحياة ..

أخرجتْ لي قميصاً أحمر يتراقص في الهواء ولم تفعل أكثر ..قالت أرأيته ؟ هذه شرفتها ، إذن ها هنا ترقدُ سارة وتحادثني سارة .. ها هنا أجمل معتقلٍ في الوجود !

-سارة سأهجم على غرفتك في أي لحظة ، انتبهي ، في أسبانيا حين يلوحون للثيران باللون الأحمر تُهاجم وتفقد التركيز هههه

شرقتْ بالضحك وشرقتُ بالسعادة .. الآن لا شيء أجهلهُ عن سارة .. الآن صارت الرياض أجمل مدن الدنيا لأنها مدينة الحياة ..
سيكون هذا البيت قِبلة سيارتي كلما خرجتُ من الجامعة .. ومحرابي الذي سأعتكفُ فيه ..
هل جُننتِ ياسارة لتخبري مجنوناً عن بيتك ، لاقوة في الدنيا تزحزحه عنك بعد الآن !
كان صعود روميو لشرفة جولييت في مسرحية شكسبير على وشك التكرار في هذه القائلة .. لكن أعادني من أرض الأحلام خروج سيارة الرنج من منزلهم ..
سألتها فأخبرتني أن هذا شقيقها تركي...

تركي الذي حدثتني عنه طويلاً .. تركي الذي كنتُ أغار عليها حتى من مجالسته وأحسده .. تركي الذي تقولُ بأنهُ صديقٌ لها أكثر من أخ !
كنتُ أغلقُ الهاتف وأنطلقُ خلف تركي ، جنون ؟ لا بأس ..
أريد رؤيته فقط ..فضولي أرغمني على السير خلفه ، هل يشبهها .؟ بالتأكيد سيقاسمها الملامح ..
كان يمضي وكنتُ خلفه كمتلصص .. توقف عند الصيدلية وتوقفتُ أمام البوابة وانتظرتُ خروجه .. كانت مغامرةً شيّقة ..
خرجتُ من سيارتي ومضيتُ إلى الداخل .. وتصادفنا عند الباب ..
هو لا يعرفني .. لكني أعرف اسمه وصفاته وطبائعه وماذا يشجع وماذا يدرس وماذا يحب حتى أن يسمع ..
مررتُ به وألقى السلام ومضى ..
تراقصتُ لشعور الإجرام الذي مر بي في هذه اللحظة .. أليس نوعاً من الخبث و الأعمال المخابراتيّة أن تعرفَ عن بعضهم كل شيء وهو لا يعرف عنك أي شيء..

- عليكم السلام ، قلتها وأنا أبتسم في داخلي ..

كان نحيلاً .. لديهِ لمحةٌ بسيطة من أخته.. أشد سمرةً منها .. كانت تقول سارة عندما سألتها أيّنا أجمل ، أنا أم اخوها ..أخبرتني أني أتفوق عليه بالبياض ..
حين رأيته كنت نرجسياً ، أدركتُ أن سارة شفقت على أخيها في هذه المقارنة .. أنا أجمل منه في كل شيء لكن أخوّتها منعتها من القول ..

ضحكتُ من نفسي وأنا أردد :

جميل ، هذه أول مقارنةٍ يُكتب لي النصرُ فيها !

* * *



في الليل .. كانت تخبرني عن طريقة اتصالٍ جديدة .. أوفر وأفضل !
كانت تتحدثُ حديث العارفة بالأمور وأنا أنفذ ..
علاقتي مع الكمبيوتر وبرامجه تشبه علاقتي باللغة الصينية .. لا أفهم الكثير ،
طالما تبرمتُ من ماجد وأحاديثه بخصوصه ..
وكانت سارة تلح أن أنفذ ما تقول ..
بعد ساعة من التتلمذ وتطبيق التوجيهات . .
بعد ساعة من تلبية ما تطلبه مني وأنفذه حرفياً ..
جاء صوتها يغني في أذني .. قلتُ ياللثورة المعلوماتية .. لكن لم يتوقف الأمر هنا !
ظهرت صورتها أمامي ..
ترتدي فستاناً أنيقاً شعرها ينسابُ على كتفيها تضع قدماً على الأخرى وتقول لي بإبتسام :

- "ها فيصل تشوفني الحين ؟ "
..................................................
....................................
.................................................. ............
.........................

كنت منكباً في أول قراءاتي على أعمال فيكتور هوجو وكان يقول :
أول الحب عند الفتى الحياء ، وأولهُ عند الفتاة الجرأة .. وكنتُ أسخر من رأيه.................

................................
.................................................. ..................
.............................................

..

حسناً ..
أظنني الآن مدينٌ للسيد هوجو بالإعتذار !

:face (23):يتبع ....


look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  17-05-2011 05:58 مساءً   [29]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 05-08-2008
رقم العضوية : 12,196
المشاركات : 2,877
الجنس :
قوة السمعة : 859,003,115
20

" آه ما أرق الرياض في الليل " ، الآن فقط ، أظن قائلها قد صدق !
سكتَ الهاتف عن الكلام المباح .. وترك الصوت والصورة لثورة الاتصالات التي حوّلت العالم قريةً صغيرة .. وجعلت من الرياض غرفةً واحدة !
ماذا لو أدرك العشاق الأوائل هذا الزمن .. جميل بثينة وكثير عزة ، وكل عاشقٍ بات وجهُ أخاديدَ حزن ٍ لـ تجافِ الوصل بينه وبين من يعشق .
ماذا لو أفاق المجنون من قبره .. أكانَ يصدق أن باستطاعته أن يضرب موعداً مع ليلى وهي في العراق .. عبر هذا الحاسوب !
سيُصعق ولا ريب ، عشِق طويلاً وحايل حيّها مراراً ولم يطُل منها إلا نظرةً خلف خِمار ..
ليستيقظ الآن في زمنٍ بات يُريه في الليلة الواحدة مالم يره كل عمره !

أي ليلٍ كان يسري والناسُ من حولي نيام !
أي فتنةٍ كنتُ أرفلُ فيها وأترنحُ سكراً من غير شُرب .. سكِرتُ وما دارت بقربي زجاجة !
كانت تعرفُ أن في صمتي لهيباً .. وفي صدري اضطرام .. وكانتْ تتغنج طرباً بما تفعلْ ..
تستلقي على سريرها تاكئةً وجهها بين راحتيها ، تتراقصُ قدميها من الخلف وتقول : ها حدثني عن آخر الروايات والقصص !
يافاتنتي بربكِ كفي عن هذا العبث ، أنتِ تعلمين أن النسيان سيّد هذه اللحظة ..
أحدثكِ عن ماذا ؟! ليس ذا ليلُ الأدب !


صيّرتني شاعراً أرتجزُ البيت سريعاً .. كل ما أقولهُ يتحول لجرسٍ موسيقي ..
وكانتْ أشبهَ بعارضة أزياء .. تأتي وتمضي بكل جديد !
ربما حركتها تضحيتي يوم بعتُ العقد .. وراحت تعوضني بأكثر !
أو ربما حين حدثتها عن الفتيات في المكتبة ، شعرت بالغيرة وأضمرتها في سرها طويلاً ، والآن باتت تعاقبني وكأنها تقول : ها هل يستطِعن مجاراتي ؟
لا لا أحد يجاري سحرك .. ولا حتى القمر المطلّ علينا من سجوف الظلام !


******

كنت في الشقة أول المساء وليس فيها إلا أنا وفهد .. أخذتُ حريتي المطلقة في الحديث وانهمرتُ كالمطر ..أخبرتهُ بكل شي ..
أخبرته ببيتها وأخيها وحتى عن ليل الغواية الذي استجد .. ضحك وهو يهرشً دقنه الملأى وقال :

- ألم أُخبرك أن الكذب أفضل دعايةٍ نبثها عن أنفسنا ؟ أرأيت ، ها هو يخلقُ علاقةً مستديمة وتنازلاتٍ ثمينة !
- من قال لك أني كذبت عليها ؟ لم أكذب مطلقاً
- متأكد ؟ حسناً ، وماذا عن الفتيات الشقيّات في المكتبة ؟ هل حدثتها بذلك دون قصد ؟ أجزمُ أنك قلتها استنهاضًا لغيرتها ليس أكثر !
- ...................
- لا تقنعني أنك لم تبهّر الخبر ، نعم ربما ضحكت لك إحداهنّ بينما رحت تقص على سارة أنها تبعَتك وكانت تنتظر منك أن تطلب منها التعارف وهكذا .. أتستطيع أن تحلف أنك لم تفعل ؟
- ههههههههههه بصراحة ، قلتُ لها أكثر مما حدث في المكتبة
- أرأيت ؟ حين نكذب يا فيصل نخلقُ لأنفسنا بريقاً في أعينِ الآخرين .. كذبتك لا بأس بها ..وانظر ماذا فعلت !
المرة الأخرى حين تأتي بكذبةٍ جيّدة قد تصلُ لأكثر .. بابُ التنازلات هذا يُطلّ على درجٍ سفليٍ طويل .. حين يُفتح مرة ، صدقني لا أحد يدري إلى أين يصلُ النزول !
- يخرب بيتك ! كيف تعرفُ كل هذا يافهد؟!

بدا أن صديقي استطاب المدائح ، فعلتْ فيها فعلته .. أعرفُ وميض عينيهِ حين يتراقصُ زهواً :

- أعرفُ كثيراً لكنك أحمق ياصديقي، تأتي لتحدثني عن أرسطو وأفلاطون وبقيّة الأغبياء وتقول لي قالوا وقالوا .. بالله ماذا أفادوك ؟
انظر إلي، بكلمةٍ واحدة مني حركتُ علاقتك للأمام .. ربما نصيحةٌ أخرى مني وتجد نفسك فجأةً في بيتهم ههههه ،
- هههههه يا لك من حاذق ..
- نعم هذا مبدأي يافيصل : اكذب حتى تمسك بزمام الأمور !
- إذن يافهد تتفق مع الإيرلندي بيريك ؟!
- أوهوه ! عُدنا لأحاديث المثقفين ! ها وماذا يقول هذا الإيرلندي .. بربك إن كان كلاماً فلسفياً فلا تخبرني ،
حقاً يافيصل لا أدري لماذا تكلف نفسك عناء حفظ هذه المقولات بينما أنت الآن تُجالس الحكيم الأول ههههه !

- هههه لا ، اسمع ماذا يقول : الرجل الذي لا يكذبُ على المرأة هو لا يحترم مشاعرها إطلاقاً !

كان يشعل سيجارته ، بعد أن قلتُ له هذه العبارة نفث الهواء البنفجسيّ بعيداً للسقف واخرج اللفافة من فمهِ على الفور :

- أحقاً قال هذا الكلام ؟!
- نعم .. كأنهُ يبرر الكذب مثلك !
- فيصل ، من الآن أخبرك ، أحرق كل الكتب التي لديك وركز على بيريك هذا، يبدو أنه كاتبٌ جيد ، أعاد لي بعض الثقة في المثقفين .. هل لديه أقوال أخرى ؟!
- نعم ، يقول : تعرفُ المرأة أننا نكذب في بعض عواطفنا ، لكنها تشاركنا الكذب على نفسها وتصدق !
- شفت فيصل ؟ ماقلت لك انه رهيب بيرك هذا .. بالله مافيه ثالثه ؟
- ويقول : تغفر المرأة القسوة والظلم لكن لا تغفر عدم الإهتمام بمشاعرها ..

قبض على سيجارته بشفتيه وراح يهز رأسه و يصفق :

- هههههههههههههههه أهنيه بيريك هذا ، رائع ، لااااا .. الجيل الصاعد من المثقفين يرفع الراس !
- يا فهد أي جيل صاعد ، شبِع موتاً منذ قرنين !
- إذن ، الرعيل الأول من المثقفين هم الأذكياء ، الجيل الجديد خيّبوا ظني .. قل معي تباً للجدد هههههه

على أصوات ضحكاتنا كان يمضي الوقت سريعاً ..
قررتُ أن أخبره بالأهم ..أعرف أني سأغضبه بالحقيقة ، لكن لا بأس .. مستعدٌ للتوبيخ من استاذي :

- فهد ، هناك سر لم أبح به ،

وهو يزرع السيجارة في المنفضة :
- هاا .. غرد غرد .. مفاجآتك اليوم لن تنقضي ..

- فهد/ أنا أحبها .. نعم أحبها وأخبرتها بذلك ..

تلقى الخبر ببرود !
نفث الدخان في وجهي وقال وهو يبتسم :

- لا أنتَ لا تحبها يا صديقي !

- ماذا؟ اعرفُ نفسي أكثر منك .. عندمـ ..

- يارجل لو كنت تحبها ماتحدثت إليّ عن كل شيءٍ يخصها !

- بل أحبـ ..

- نحنُ نلعب يا صديقي ، تذكر ذلك نحنُ نلعب ، هل ترى سلمان كيف يُحجم عن أسرار بيته بعد أن تزوج ؟ هذا لأنه يحب ..
ألا تذكر أحاديثه عن كل محاولةٍ يعيشها قبل زواجه ؟ أنتَ لا تحبها لكنك تحب الوقت الذي تقضيه معها !

كان يتحدثُ بثقة ، شعرتُ اني شككتُ في أعماقي ، أخذتُ منه الريموت الذي يتنقل به بين القنوات وهو يتحدث وأخبرته :

- لكني أغضبْ حين أفقدُ صوتها .. حين تتأخر مثلاً ، أشعر أن قلبي ينقبض وأن ضحكاتي تتوارى مع الكل ، أحدثُ نفسي عنها كالمجنون..شهيتي نحو الطعام تعتمد على ظروفي معها !


- سلكتُ هذا الدرب قبلك ، أتظن أن هذه الحالة لم تعتريني مع أحدهن يافيصل ؟ صدقني بمجرد ان تأخذ ماتريد ستنسى كل شيء .. الأمر ليس حباً مجرد انجذاب

- نعم أنجذب إليها لأنها تختلف عني في كل شيء ، تتميّز عن كل النساء في مجتمعي ، هي جريئة مثقفة لا تخشى شيئاً .. تخرجُ كثيراً وتمرح .. كل شيءٍ فيها يختلف عني وتوقعت الأمر مجرد انجذاب وفضول .. لكن صدقني يافهد لم يكن كذلك ..
حتى سُمرتها الغريبة عني وعن بيئتي ، هذا اللون الغير معتاد في وجوه أقربائي ، توقعتُ أني منجذبٌ لهذا التناقض ، منجذبٌ لأتطفّل في عالمها الأسمر ، لكن الأمر لم يتوقف هنا .. أنا أحبها وأعني ما أقول ..

- حسناً ، هل تدري أنها تلعبُ بك ؟

- ماذا تقول

- هي لا تحبك صدقني .. هي تتسلى بك ..

- فهد إلزم حدك سـ...

- لا لن ألزم حدي ، سأخبرك بأشنع شيء .. هل تظن أن سيادتك أول من رأى مشاهدها الليلية ههههه ؟..
بربك أيها الجامعي المثقف ماهذا الغباء ؟
أتظن أنك أول من شاهدها مستلقيةً وتتحدث بغنج .. ياصديقي أجننت ؟ صدقني قبلك العشرات .. ربما أنا أحدهم من يدري يا فيصـ ..

كنتُ أمسك بتلابيبه وأضعه على الجدار .. أردتُ أن أضربه أردتُ أن أخبره أنه وقح .. كان كل مافيني يفور غضبًا .. شككني في مشاعري والآن يريد تشكيكي فيمن أحب :

- لا أسمح لك .. هل تفهم لا أسمح لك .. إخرس ولا تقل شيئا

أنزل يدي في غضب وقال لا تسمح .. منذ متى أطلبُ الإذن لأتحدث .. ها قد أخبرتك بالحقيقة ولن أجمّلها في عينك .. ثم انك حرٌ بعد هذا

- نعم أنا حر ، وسأخبرك بحقيقة أمرك ، أنت متفيهق لا أكثر .. تدعي الذكاء تدعي الفطنة أنت لا تفهم شيئا .. و الايرلندي اللعين بيرك هذا الذي تمتدحه قبل قليل .. يقول المرأة أصدق من الرجل لأنها تفكر بقلبها وهو يفكر بعقله ، أنت لا تعرف شيئاً هل تسمعني أنت لا تعرف شيئاً

كان يلتقط إزاراه الذي سقط في الأرض وكنتُ أصفق بالباب خارجاً .. جاءني صوتهُ وأنا أعبر الطريق من النافذة :

- إذن حتى بيرك مغفل ككل المثقفين !

* * *

أقودُ سيارتي مسرعاً عائداً للبيت .. كان الغضب يجللني .. ثورةٌ عارمة تشب في صدري وأطرافي أريد تفريغ حنقي في أي شيء ..
كل سيارةٍ تؤخرني وتتمهل في سيرها كان صوت البوق ينطلق من سيارتي مثلي غاضباً .. كأن الرياض كلها تدري بحنقي ..
نادراً ما أختلف مع فهد .. لا ليس نادراً .. بل أول مرة أرفع يدي تجاهه في عصبيةٍ بادية .. لم نفعلها مذ كنا صغاراً في القرية . .اللعنة ، ماذا يحل بي !
يبدو أن الحب ضربٌ من الحرب كما قال أوفيد .. لم أكن بهذه العصبية من قبل

هل كان محقاً يوم قال عني لا أحب سارة ؟ لا ليس هذا مهماً الآن ، أحقاً لها علاقاتٌ متعددة ؟ يا لغبائي لماذا لم أسأل نفسي يوماً عن هذه الجرأة !
آه ياسارة .. أحقاً هذا الذي يجري في صدري هو الحب .. أم هو اللعب والتصديق كما قال فهد .. فهد هذا الدعيّ الذي يزعم أنه يعرف كل شيء !

آه .. ليت أني عرفتك قبل الروايات والأعمال الرومانسية وقصص الشوق التي أسمعها .. هل أنا الآن أتقمص ؟ هل أحب حقاً أم أني أمثل أدواراً شدتني حين قراءة .لا أدري ..
أخرستُ صوتَ عبدالمجيد .. لم أنتبه له إلا الآن ، أخرجتُ الشريط من المسجل وكأني أعاقبُ سارة مؤقتاً ..

*****


آخر ما ينقصني أن أتعرض لتوبيخ والدي .. آخر ما ينقصني اشتباكٌ عائلي .. تباً لهذه الاجتماعات البروتوكوليّة الزائفة .. كان والدي وإخوتي يتأنقون كيوم عيد ..
يستعدون للذهاب لإجتماع قبيلتنا السنوي .. وأنا الكافر بكل هذا ولا أعبأ به .. كل ما حلّ يوم الإجتماع هذا كان عبئاً عليّ ثم على أمي حين ترانا مختلفين ..
والدي يريدنا كلنا صفاً واحداً خلفه .. كأنه مكاثرٌ بنا القبيلة ومفاخرٌ بنا الجموع !
ليس هناك أحقر من احترام يقوم على الزيف والبهرجة ..
أؤمن بحريتي وأدرك أن الوعي ابن الحرية الأول .. فرض القناعات و القيود استعباد لا أرتضيه ..سنين منذ أعلنت التمرد على هذه الطقوس !

حين ذكرني أبي بالأمر صباحاً لم أوافق ولم أرفض .. كنتُ مشغولاً بسعادتي ولم أفكر في الأمر مجدداً إلا حين دخلت الآن .. تباً !
لستُ أعترف بكل هذا .. ولا أسمحُ لأحدٍ أن يعيشَ أجواءه الزائفة على حسابي ، تباً لهذه التجمعات الغبية ، والمظاهر البراقة و التحذلق الذي يمارسونه عياناً بيانا
صعدت لغرفتي تشيعني دعوات والدي بالثبور واللعنات .. أخبرتهُ أني لن أذهب

- لا أريد الذهاب .. هذه الدعوات لا تستهويني ،
- تروح غصب عليك ،
- لا لن أتحرك ، أرجوك يا أبي ما فيني يكفيني ، ضغط الإختبارات يرهقني لا تزدني

علا صوتُ والدي وانصرفتُ دون مبالاة صاعداً لغرفتي..
تركتهم خلفي حين كان أخي الكبير يحاول تهدأة والدي وأمي تزرعُ في الفناء تهليلاتٍ ومناشداتٍ لأبي أن يدعني وشأني ..


كنت أفكر ، أحقاً كانت كل هذه الفترة على علاقةٍ مع أحدهم ؟
هه وأنا الذي كلما اتصلتُ بها كان الخط يطلبُ دون انقطاع ولا انشغال ولا انتظار فأطمئن لصدقها..
ربما كانت وقتها على تلك الكاميرا اللعينة من يدري !
رحتُ أطلبها .. جاء صوتها ضاحكاً بشوشاً كالعادة .. وكان صوتي من السخف إخفاء نبرته الحانقة ..كنت صامتاً ألقي بإجاباتٍ مقتضبة ..

- فيصل ماذا بك ؟!
- لا شيء لا شيء ،
- غريب اتصالك هذا الوقت ، الساعة الآن السابعة ، ليست عـادتـ ..
- حسناً مع السلامة

- فيصل ماذا بك .. أنا أتحدث من قال لك بإني متضايقة ؟
سعيدة بسماع صوتك لكني أخبرك أن الوقت أبكر مما عودتني فقط

اللعينة ، تقول إنها سعيدة ! وهل تستطيع أن تقول غير هذا ،

- أين أنتِ الآن
- في غرفتي .. أقرأ روايـ..
- جالسة ع النت ؟!
- لا ، اقول لك أقرأ رواية


هه أأنا غبي لهذه الدرجة لأصدق ! في غرفتك و تملكين أدوات الاتصال مع كل العالم و تتفرغين للرواية !


- أي رواية
- بين القصرين التي أعطيتني
- في أي فصل وصلتِ ؟
- انتصفتْ في الثامن والعشرين حتى الآن ، جميلة جـ
- ما رأيك في الفتاة اللعوب جارة فهمي ، فهمي طالب الحقوق ، هل تصدقين أنها تحبه ؟
- لا أدري ، أشعرُ أنها تتسلى به فقط ، رآها شقيقه كمال تحادث الجنود الإنجليز .. يبدو أنها ليست صادقة في حبه
- كل الفتيات هكذا !
- لا طبعاً !

قالتها بلهجةٍ نزقة !

- كلهم يدعون الحب ويمثلونه ، أتعلمين ؟ لو كنتُ مكان فهمي لرميتُ الورد وأغصان اللبلاب التي تزرعها أمه في السطح ، على وجهها حين تنشر الغسيل وتتغنج له
- أوه لماذا ؟
- لأنها حقيرة ، تافهة ، تدعي الحب وهو منها براء .. وفهمي هذا اللعين غبي ـ كيف يصدق بالحب في مجتمعٍ شرقي يكفرُ به ، كل مايحدث مجرد هوس وتطبيق لأعمال رومانسية مُشاهدة !
- لكنها كل ماشاهدتهُ يقرأ في سطح المنزل خرجتْ بسعادة تدعي الغسيل، هذا يا فيصل أول خيوط الحب في علاقتهم ، ربما هي في طور الحب أظنها معجبةٌ به جداً


إيه .. دافعي عنها ، لأنكِ مثلها .. ربما !

- الإعجاب شيء ، الحب شيءٌ آخر ، أنتِ لا تفهمين شيئًا !
صرختْ بحدة :
- فيصل اشفيك !

- لا شيء ، مجرد خلاف بسيط مع والدي .. متوتر بعض الشيء
- لا حول ولاقوة الا بالله .. ماذا حدث ؟!
- فقط يريدُ أن يجبرني على ما لا أريد .. هذه الإجتماعات الكبيرة والمناسبات الرسمية لا تستهويني وهو يصر أن يسوقني إليها !
- اجتماعات ماذا ؟
- قبيلتنا تجتمعُ سنوياً في قاعةٍ فسيحة ويحضرها الأمراء وشيوخ القبائل ورجال الدولة ، كل سنة يتكرر هذا الخلاف مع والدي لا جديد
- ههههههه عجيبين انتم !


لحظة ماذا قالت !؟


- كيف ؟!
- لا أدري يا فيصل ، أشعر بهذه الإجتماعات شيء سخيف ، " طهبلة " ليس أكثر !
- لماذا تقولين " أنتم "
- لأننا ولله الحمد أرفعُ من هذا الأمر .. بصراحة لا أكاد أصدق أن هذا المجتمع المنفتح وهذه الحضارة والحياة المدنية لم تغيّر في العقول شيئاً .. عندما أمر على قنوات الإبل والشعر في الفضائيات أشعر بالشفقة !
- حسناً .. ولماذا تشعرين بالشفقة
- فيصل ، بربك !
أُناس شبعوا موتاً و انتهى زمنهم والبعض مازال يترنم بأسمائهم ويفتخر بهم ! أليس سخيفاً أن تعيش على أنقاض الماضي وتفخر بما ليس لك فيه يد !
- ولكن هؤلاء نسيج متصل ، حيّهم وميّتهم .. انتِ تتعصبين لعبدالمجيد لراشد وهم لا يمتون لكِ بقرابة ، أتلومين أحداً إن تعصب لأحد أجداده وصار يفخر به
- نعم فيصل ، أتعصب لمطرب لنادي لكن لا أدعي فخراً بإنتمائي له ، مجرد قناعات وأذواق أنافح عنها وأصر عليها أنها أصوب من غيري ..
إنما لا أرى في الأمر فوقيةُ على أحد ! هؤلاء ، يظنون أنهم شعب الله المختار وأنهم الأرفع .. بينما لا يرفعُ النسب شيئاً .. العلم الأخلاق الثقافة المال .. غير هذا هراء
- سارة من هم هؤلاء ؟
- أنتم !
- نحن من
- أنتم القبائليون .. تتفاخرون بذواتكم كثيراً ولا أدري لماذا
- حسناً ألا تفتخرين بنسبك بأجداداك بـ ..
- فيصل من قال لك أصلاً أني أنتمي لقبيلة !
- ..............
- لا أعرف إلا اسم والدي وجدي ويكفيني ، أعتد بنفسي بعائلتي الصغيرة بأخلاقي ثقافتي .. لا أرى في الرجوع للماضي واجتراره إلا إفلاس .
- سارة ، إنتبهي ، انا أرفض هذه التجمعات نعم ، أنتقد ما يحدث فيها من بذخ نعم .. لكن لا تتطاولي ..
- فيصل أتطاول على ماذا ؟ بربك لا تصدمني وتقول أن الأمر قد ساءك .. إذا كنتَ أنت المثقف الأديب تؤمن بهذا السخف إذن ماذا يقول الجهلة إذن
- ســـــارة !
- ماذا هل صدمك الخبر الذي قلت لك ؟ نعم لا أنتمي لقبيلة والحمدلله .. أتحللُ من كل هذه القيود التي تكبلون بها أنفسكم ..
أعيش حياتي كما أريد لا أحد يتحكم بمصيري ويفرض علي قناعا...
- نعم ، تتحكمين .. في هذه صدقتي ، سائق يلف بك الرياض .. كاميرا كل ليل ، أحاديث الحب .. نعم !

-فيصل ماذا تريد أن تقول ، هذه الأحاديث العائمة لا تعجبني

- أنتِ تعلمين ...

- أعلم ماذا ؟ والله ظلمتني، كل ما في الأمرِ أن فرحي بك يدفعني للجنون قسراً .. والله ظلمتني !

- أوهووه !

- ياللأسى حقاً ! حسناً أنا أعلم ، دعني أخبرك إذن :
هؤلاء الذين غضبت لأجلهم لن ينفعوك بشيء صدقني ..
وهؤلاء الذين يتحمس لهم والدك هم أول من سيتخلى عنه لو احتاج ..أنت تدرك هذا .
أنت مثقف لكن تتعامى صدقني ، تدرك ان هذا التعصب من الأغنياء للدين والعادات والموروث يحميهم من الفقراء السذّج ليس إلا .. لا يقيمون وزناً لأحد ولا للمؤسسة ذاتها ..
يرفلون في النعيم في الإعلام في القنوات بالمشالح والعرضات وأنت وغيركم تصنعون مجدهم .. هل التفتوا لك ؟ انظر عندما احتجت ماذا فعلت ؟ سرقتَ امك

-اللعنة ـ تعيريني بأني سرقتُ أمي ؟؟؟

- لا فيصل ، ارجوك ليس هذا قصدي .. أقول أنهم فقط لا يسألـون عنـ..

- ياللوقاحة حقاً ..

- فيصل لاتفهمني خطأً أنت مشوش الذهـ

- أتعلمين لماذا سرقتها .. دعيني أخبرك لماذا سرقـ ..

أخذت تصرخ :
- فيصل أرجوك والله لم أقصد شيئاً .. لا أعيّرك افهـ ...

- الشرهة مو عليك يا ...




- يا أيش ؟


- .....................


- قُلها يا ولد الحسب والنسب !


- ...................



-ألو ، فيصل قلها ؟ يا ماذا ؟!

- ........


- لا تجب، طيب يا فيصل ..شكراً يجي منك أكثر

ارتعد صوتها ثم أغلقتْ الهاتف !
رميتُ به ِ في الأرض وأنا أصرخ :
بالطقااااااااااق

ألقيتُ رأسي على فراشي وأنا ألعن كل شي .. كل شيء !


يتبع ....


look/images/icons/i1.gif بعضُ ما خبأتهُ الرياض ..
  18-05-2011 12:09 صباحاً   [30]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 02-08-2007
رقم العضوية : 122
المشاركات : 10,275
الجنس :
قوة السمعة : 859,151,242
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة: ماجده;1629464 تقدر تقول 38 فصل ههههه

لسى باقي كثير

الله يبشرك بالخير 38 هدول كم بدهم حتى نخلصهم

قضيت ع مستقبلنا الدراسي انت هيك مستر هشام



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة: HASHEM13;1629518 احنا بلشنا حتى تسأل :nosweat:

اختيار موفق حجي
قصة ب 38 جزء هدول متى بدنا نخلص قرايتهم
ذكرتني بقصة انت لي
هديك خلص الفصل الدراسي و انا لسا ما خلصتها

توقيع :JOKER
<embed src="http://jo1r.l7njo.com//uploads/files/JO1R.COM-e4f8527b7c.swf" WIDTH=550 HEIGHT=210 quality="high" loop="false" menu="false" TYPE="application/x-shockwave-flash" AllowScriptAccess="never" nojava="true"></embed>

<embed src="http://jo1r.l7njo.com//uploads/files/JO1R.COM-e1a226ae41.swf" WIDTH=500 HEIGHT=300 quality="high" loop="false" menu="false" TYPE="application/x-shockwave-flash" AllowScriptAccess="never" nojava="true"></embed>

<embed src="http://download.mrkzy.com/e/1711_md_13056507996.swf" WIDTH=450 HEIGHT=223 quality="high" loop="false" menu="false" TYPE="application/x-shockwave-flash" AllowScriptAccess="never" nojava="true"></embed>

توقيع خرافي من ايد اخرف


hug014

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 10 < 1 3 4 10 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
لا يوجد كلمات دلالية ..









الساعة الآن 02:30 AM