الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
اخوتي بالله إن علم تعبير الرؤيا علم عظيم ورد في القرآن العظيم والسنة المطهرة ومبناه على حسن الفهم والعبور من الألفاظ والمحسوسات والمعنويات أو ما يناسبها بحسب حال الرائي وبحسب الوقت والحال المعلقة بالرؤيا.
وقد أثنى الله على يوسف بن يعقوب عليهما السلام بعلمه بتأويل أحاديث الأحكام الشرعية والأحاديث المتعلقة بتعبير الرؤيا والفرق بين الأحلام التي لا تأويل لها مثل ما يراه من يكفر في شيء ويطيل تأمله لبعض الأمور.
وعندما كان سيدنا يوسف عليه السلام في السجن كان معه فتيان وقصا عليه رؤياهما فسر رؤيا الأول وكانت على الخير وظن أنه ناج منهما وفسر رؤيا الثاني وكانت شرا وقال له تصلب وتأكل الطير من رأسك وقد كان الثاني كاذبا وهازئا فكذب على سيدنا يوسف عليه السلام وقال بأنه رأى كذا وكذا وفسر له سيدنا يوسف عليه السلام على حسب ما قال له وقع عليه التفسير.
فقد حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الأعلى الثعلبي عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من كذب في الرؤيا متعمدا كلف عقد شعيرة يوم القيامة.
وحدثنا عبد الله حدثني إبراهيم بن الحسن المقرئ الباهلي حدثنا أبو عوانة عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كذب في الرؤيا متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: لم يبق من النبوة إلا المبشراتقالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة رواه البخاري.
الحديث رواه البخاري في كتاب التعبير (باب المبشرات).
أفاد الحديث: أن من الرؤى ما هو حق يطلع بها الله المؤمن على ما سيكون من خير أو شر وذكر المبشرات خاصة خرج على الأغلب أو اكتفاء بها عما يقابلها من المنذرات. لا وحي لأحد بعد وفاة النبي صلوات ربي وسلامه عليه.
فإذا كذب المرء وقص رؤيا بالكذب وقال رأيت وهو لم ير فإنه يقع عليه اسوأ تعبير لها لأن الرؤيا جزء من النبوة فمن كذب كمن يكذب بالنبوة والله أعلم.
أسأل الله تعالى أن ينفع بها وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.