كثيرة هي الحكايات في التراث العربي, تصور لك اشباحا تخرج من البيوت المهجورة, وحقيقة الامر, ان المنزل المتروك لسنوات طويلة, يكون عرضة لهذه التخيلات التي يظنها المارة حقيقة, على الاخص, عندما يخيم الظلام على اركانه لنتصور شابا غرا يسمع او يقرأ كثيرا عن الاشباح, وربما يهوى مشاهدة افلام الرعب يمر على منزل غير مسكون, تلعب بارجائه حزم من الليل البهيم, ثم يسمح اصواتا غريبة داخله, قد تكون قطة او كلبا, لكنه وهو المتلبس بفكرة طبعت في ذهنه قبل خروجه من داره, سيظن الاصوات - لا ريب - بانها صادرة من اشباح, ولعله في النهار سوف لا ينقل الحكاية كما رأها بل يضيف اليها.. مشهدا وتشكيلا.
في جبل اللويبدة تقع فيلا متروكة منذ سنوات طويلة دارت حولها مثل هذه الحكايات, تناقلتها السنة الناس وضخمتها.. لتؤلف قصصا محبوكة مسلية ليست للحقيقة مكان فيها. من التقيناهم, بعضهم نفى ما يتناقله الناس والاخر اكد وجود الاشباح بالفيلا.
عيسى جمعة النابلسي نفى ذلك واكد بان اليلا يسكنها بعض العمالة الآسيوية - وهم يدخلون ويخرجون من باب خلفي لا يراهم فيه الناس, من يسمع اصواتهم يظنهم اشباحا.
منتصر نبيل الياسين (20 عاما) من الجامعة الاردنية قال: انني لا امر بجانب الفيلا ليلا, لما سمعته عنها ولم يثبت لي حقيقة ما يُشاع على الفيلا, لكنني ابتعد عن الشر واغنيله!
ثامر قاسم ارشيد اكد لما بان هذه الحكايات مجرد خزعبلات ليس لها اساس من الواقع, والذين يتناقلونها اناس جهلة, انني اذهب كل يوم لصلاة الفجر في الجامع المجاور للفيلا, ولم يخطر ببالي انني سأسمع او ارى اشباحا, رغم انني اسمع كثيرا عن حكايات هذه الاشباح داخل الفيلا.
سامي عبيد الاخرس قال: يرى الناس اشياء غامضة صادرة من الفيلا, مما يتسبب بالخوف لهم, الا انني اعزوها لاستخدام اليلا من قبل اشخاص خارجين عن القانون, لانها مهجورة من سنوات طويلة.
خالد محمود الجمل يؤكد بانه كان يسير بجانب الفيلا في احدى الليالي ومن بابها الرئيسي رأس شخصا يقصّر نفسه ثم يطولها كعمود الكهرباء, فاعطيت لساقي العنان, ولم امر بها ليلا بعد ذلك, ويرد عليه صديقه خليل سميح العطية قائلا: هذه القصص نقرأها في الروايات التراثية, وهي غير حقيقية, وانا مستعد ان انام في الفيلا ليلة كاملة, لانني لا اؤمن بوجود اشباح.